عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2006, 11:12 AM   #1 (permalink)

pirate_1012

عضو شرف !!
 




 
pirate_1012 على طريق التميز

Exclamation



الشعر الشعبي بين الخطورة على المجتمع وازمة الهوية







الجزء الاول



مقدمة



لا يستطيع المثقف السعودي والخليجي بشكل خاص والمثقف في الجزيرة العربية بشكل عام اغفال تلك الممارسة الاجتماعية التي تسمى بالشعر الشعبي او ( الشعر المحكي ) وعندما قلت انها ممارسة اجتماعية عنيت ذلك لان الشعر الشعبي لم يحرك ساكناً في وجه الركود السائد في المشهد الثقافي العام في الجزيرة العربية ولم يقم باي دور ريادي مثل ما كان يقوم به قبل حوالي 70 سنة من تاريخ كتابتي لهذه الاطروحة .

حيث كان يقوم الشعر الشعبي بدور تاريخي قصصي وجغرافي الملامح احيانا حيث اخذ على عاتقه التأريخ لكل مواقع القبائل التي كانت ولازالت تسكن الجزيرة العربية منذ بدئ التاريخ وحتى يومنا هذا .

ولم يتعدى الشعر الشعبي ذلك الدور للاسباب الاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت واكتفى بأغراض شعرية قليلة كالغزل وما شابه ولم يكن الشعر الشعبي سوى اطلس لمواقع المعارك القبلية الطاحنة او ديوان لغوي لاللهجات الدارجة على ألسن سكان الجزيرة العربية وكانت كل قبيلة تميز نفسها بلهجة خاصة يحكمها الاختلاط او الموقع الجغرافية او القرب من المدن والحواضر الكبيرة اللتي كانت تحتضن رواد العلم الديني والادبي والحكم السياسي في تلك الحقبة واعني بتلك الحقبة ما بين عامي 1000هـ و 1323هـ اي بين حوالي عامي 1577 الى عام 1902 اي ما يقارب 350 سنة بالتحديد وهي الفترة اللتي ضمت خلالها حقبة الاستعمار التركي وفترة الثورات ضد الاستعمار التركي ثم تلى ذلك الاستعمار الفرنسي والبريطاني لأجزاء من شبة الجزيرة العربية وتلاها الثورات وبداية الاوضاع السياسية القائمة حتى يومنا هذا.



(تاريخ الممارسة الاجتماعية التي تسمى بالشعر الشعبي )







ولو اخذنا عزيزي القارئ تاريخ تلك الممارسة الاجتماعية بعين ناقدة ومشرحة للممارسة من خلال شكلها الاجتماعي لوجدناها قسمين رئيسين هما

تاريخ الحدث

وتشريح الممارسات الاجتماعية

وسوف اشرح كل قسم منها على حدة



* تاريخ الحدث

لازالت مجالس مجتمع الجزيرة العربية بشكل عام تتداول الاحداث القبلية والتاريخية وتسمية المناطق والمعارك الطاحنة الدائرة بين ابناء الجزيرة ضد المستعمر او ابناء الجزيرة ضد بعضهم وذلك قبل الاتحاد في صفة سياسية معينة واقصد هنا استقرار سياسي طويل المدى كما هو الآن في بلدان الجزيرة العربية .

وقد قام الشعر الشعبي بدور رائد حيث اخذ الشعراء يؤرخون المعارك والمواقع من خلال سردهم القصصي والبطولي الذي حدث في المنطقة الجغرافية المحيطة بمُجيدي هذه الممارسة واخذوا يميزون قصائدهم بلهجاتهم حفاظا على الهوية الموحدة للمجاميع البشرية الموجودة او بالأحرى القبائل الموجودة في داخل الحدث المعني.

وقد كانت المجاميع البشرية او القبلية تكتلات اقرب منها للعرق وليس للعقيدة للجهل السائد قبل بدئ الداعية محمد بن عبدالوهاب دعوته ومناصرة الأسرة الحاكمة السعودية ( آل سعود ) قبل استلامهم زمام الحكم على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في عام 1923 حين وحد اكبر مساحة جغرافية في الجزيرة تحت مسمى ( المملكة العربية السعودية ) .

وهذا ما افقد الشعر الشعبي الهوية العرقية التي كانت سائدة وتركه بلا هوية سوى الهوية الدينية والوطنية سواء بالمملكة او دول الجزيرة كافة وجعل الشعر الشعبي يبحث عن هوية اخرى تميزه وتخرجة من ازمته الكامنة في ازمة المتلقي.

وفي الحقبة المعنية قبل الحكم السعودي نجد ان الشعر الشعبي قام بدور تاريخي مهم حيث حفظ لنا تاريخ القبائل والمواقع الجغرافية في سرد قصصي وجغرافي بحت مع بعض الاحداث البطولية الواردة على لسان شاعر القبيلة او شاعر المنطقة الجغرافية التي تضم بها اكثر من هوية عرقية ، وكانت تقترب من الاسطورة في حالات الخيال وتقترب من النظم البحت في اشد حالات الصدق لدى الشاعر ومع ذلك فأنها تتناقض مع تناقض شعراء القبائل لسرد الحدث المعني في داخل القصيدة وذلك وهب الشعر الشعبي هوية المرجعية التاريخية في تلك الحقبة اي قبيل الحكم السعودي .



* تشريح الممارسات الاجتماعية

هذا الجزء او القسم اهتم اهتمام كامل بالممارسات الاجتماعية واسلوب التعايش والتعاطي مع الفرد في داخل المجموعة والمجموعة مع المجموعة او ما يسمى ( عادات وتقاليد القبائل ) في الجزيرة العربية .

وهذا الجزء ايضا لم يأخذ حيز كبير من الممارسة الاجتماعية او التيار الشعري ان صح التعبير بل اكتفى شعراء هذا التيار بالاتيان بعادات وتقاليد المعاملة بين الحاكم والمحكوم او الفرد والجماعة او الجماعة والفرد في سرد تمايزي حيث اخذ قالب السخرية بعض الأحيان وقالب المديح احياناً اخرى .

وعندما نطلع على الأرث الذي تركه المؤرخون لنا لوجدنا ان هذا الجزء مثخن بعادات وتقاليد واحكام عرفية ما انزل الله بها من سلطان للجهل السائد في تلك الحقبة





( الهوية اللتي غلفت الممارسة الاجتماعية او الشعر الشعبي)






على مر العصور ومنذ بداية الشعر النبطي او المحكي لم يجد له هوية ادبية بحته ليقف عليها ثم ينطلق لنا عبر كتب التاريخ سوى الهوية القبلية البحتة والتي منحته الذريعة للوصول الينا من خلال الكتب التي أرخت المواقع والمعارك والقبائل التي تواجدت في قلب الجزيرة العربية ذلك الوقت.

ولم تدخل تلك الممارسة الاجتماعية او الشعر الشعبي تاريخ المشهد الثقافي العام في الجزيرة العربية ككل لانه كلما اراد احد المؤرخين الاتيان باي قصيدة الينا من خلال كتب او رسائل تاريخية او ادبية لم يجد مصنف ادبي او تاريخي يمكن ضم الشعر الشعبي اليه لعدة اسباب



- هلامية ذلك الادب او الشعر الشعبي وانعدام الشخصية الادبية البحتة.

- الفقر الثقافي البحت في ذلك الادب المحكي وانعدام المحاكاة الادبية او الاجتماعية او السياسية .

- انعدام هوية الخطاب الادبي او الشعري لذلك الادب لابتعاده عن اللغة العربية الفصى .

- السوداوية التامة لهذا الادب وانعدام الشروحات اللهجوية لهذا الادب

- انعدام اللهجوية الوسطية وكثرة الهجات التي كتُب بها ذلك الادب



اما السبب الوحيد الذي ترك الذريعة للمؤرخين ادراجه في بعض الاحيان تحت مسمى الادب هو ( قوانين ذلك الادب) حيث انه اخذ قوانين القصيدة العربية الفصحى من حيث الوزن والقافية وتعدد البحور الشعرية حيث انه وصل الى عدد بحور الخليل في اكثرية القصائد الموجودة الى وقتنا الحاضر وقد ناقشت في ذلك السبب العديد من الأدباء فمنهم من أيّد ومنهم من رفض ادراجه في المشهد الثقافي لانعدام الركن الثاني وهو اللغة العربية وانا مِن مَن رفض ادراجه في المشهد الثقافي العام لنفس السبب .





( الشخصية الاسطورة او ما يسمى فارس وشاعر القبيلة )






لو فحصنا بعين ناقدة ومشرحة لهذا الادب او الممارسة الاجتماعية لوجدنا مليء بشكل غريب بشخصية عامة وهي شاعر وفارس القبيلة وبشخصية خاصة وهي امير او شيخ القبيلة حيث كل من هاتين الشخصيتين اخذ على عاتقه دور بطولي او حماسي من نواحي عدة.

فمثلا شاعر وفارس القبيلة ليس بالضرورة ان يكون فارس ولكنه يحضى باحترام افراد القبيلة كافة ودائما يحوز على اعجاب فتيات القبيلة لتحصل واحدة منهم على قصيدة مدح ترفع اسهمها بين الفتيات الاخريات في باقي القبائل لسرعة انتشار الشعر في تلك الحقبة.

او مثلا اذا كان فارس يكون قد حصل على الفروسية والشعر في آن واحد وهذا ما يجعلة حديث المجالس بعد كل غارة نهب او سرقة يقوم بها وتتداول قصيدته الأفواه لعدة أشهر او ربما سنين تفاخرا منه بما فعل في ذلك الحدث أو المعركة .

اما اذا اتينا لشخصية امير القبيلة فهي تعد المرجعية في كل امور القبيلة ويتم ذكر احكامه ونسبه وحسبه في كل قصيدة يقولها شاعر القبيلة لكسب رضى الامير او الشيخ او لاشراكه في سدة الحكم.





........ نهاية الجزء الاول ........







.........................................




pirate_1012 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس