عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2007, 05:50 PM   #1 (permalink)

{the rock}

عضو ماسى
 




 
{the rock} على طريق التميز

Exclamation



يقول الحق: "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون" "التوبة: 20". ويسأل عن علاقة الهجرة بالإيمان فقد تكون الهجرة من أجل العيش أو الخوف من بطش ظالم؟ وهل الجهاد قاصر علي ملاقاة العدو أم ان الجهاد يشمل العمل المتواصل من أجل الحياة؟

** يقول الشيخ محمد السنراوي المستشار الديني لمحافظة الفيوم: هذه الآية الجامعة لكل قيم التكامل الاجتماعي من سورة التوبة نزلت في حجة الوداع في أواخر حياة الرسول "صلي الله عليه وسلم".. وهي تبين احتفاء الله جل علاه برجال حول الرسول صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً فهو ثناء عليهم وعلي كل من يسير علي نهجهم زماناً ومكاناً ومن هؤلاء الرجال علي بن أبي طالب الذي ضحي بنفسه فداء لرسول الله "صلي الله عليه وسلم" وتسجي ببردته وقام مقام الرسول الكريم في منزله حتي يخرج الرسول من داره وأمامه المتآمرون عليه لقتله ولكن الله أعماهم فهم لا يبصرون إن علياً رضي الله عنه عندما قبل أن يكون مكان الرسول العظيم تمويهاً لأعين الأعداء يعلم يقيناً أن نهايته القتل ولكن شباب علي وإيمانه قال لو مات علي لمات واحد ولو مات محمد لماتت أمة وهذا هو الإيمان القانت والجهاد الموصول فنعم الشباب وهذا أبو بكر الصديق يترك أبناءه وتجارته مصاحباً للرسول فعندما أخبره الرسول بالهجرة قال الصحبة يا رسول الله.

وهذا عمر يعلن إسلامه بشهامة العظماء ويعلن هجرته بمروءة الإيمان الشامخ قائلاً ومتحدياً من أراد أن تثكله أمه فليتبعني وراء هذا الوادي.

وهذا مصعب بن عمير تنازل عن ماله وداره وأرضه حتي يلحق بالرسول الكريم. وهذه أم سلمة التي تنازلت عن ولدها لآل أبي سلمة نظير إطلاق سراحها لتلحق بالحبيب المصطفي هذه النماذج بعضا من كل يقول الحق في حقهم.

"يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم" "التوبة 1". إن الذين تجمعت فيهم مقامات الإيمان مع الهجرة والجهاد بالمال والنفس هم رجال أشداء علي الكفار رحماء بينهم فلا هجرة إلا بإيمان قوي ولا جهاد إلا بحب في الله فالهجرة قبل أن تكون تغييراً أو انتقالاً فهي منهج موصول بحياة الحياة مصداقاً لقوله تعالي: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" "العنكبوت: 69".

وإذا كانت هجرة الرسول الكريم كانت في الشهر الربيع ومولده في الربيع ولقاؤه بالملأ الأعلي في الربيع فإن التأريخ للعام الهجري يبدأ من محرم انتساباً لأعظم حدث في بناء دولة العدل في بلد النور وكلمة الهجرة في مفهومها العام توحي بالهجرة القلبية والنفسية والعقلية والحياتية.. وعلي القلب أن يهجر المحذورات إلي المأمورات وعلي النفس أن تهجر القلق الحائر إلي النفس الراضية وعلي العقل أن يهجر المكر إلي نبيل الفكر وعلي الإنسان أن يهجر حياة الألم إلي حياة الأمل.

يقول الحق: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ونحن مع الشاعر في قوله:

فلا الأفق ميت الطيور

ولا النحل يلثم ميت الزهر

ومن لم يحب صعود الجبال

يعيش أبد الدهر بين الحفر

هو الكون حي يحب الحياة ويكره الميت المندثر.




{the rock} غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس