الطائـــر المفتـــون
كيف نعشقُ تاريخَنا
كيف نهفو إلى أفقنا
كيف يلتفتُ الماءُ إلى نبعِهِ ؟ !
أيها العاشقُ المنتشي برذاذِ الحداثةِ
رِفْقاً بهذي السماءِ التي ظللتكَ
و ذاكَ المساءْ
أيها الطائرُ المنتشي بالهجاءْ
سَوْرَةُ الشك تخبو
و تلكَ النجومُ التي فَتَنَتْ ناظريْكَ
فما أضيعَ الحُبَّ
حين يبوحُ الرسولُ بأسرارهِ
و ينمُّ بهِ عاشقُ .
أيها الطائرُ المفتونْ
غَنِمَ الكاشحونَ
و ما كانَ عشقكَ إلا وبالاً عليكَ .
تاهَ عن ركبنا الرائدونْ .
كيفَ يُنْذِرُ تائهٌ قَوْمَهُ ؟ !
لم يروا غير أمجادهم
في استباحةِ هذي اللغةْ .
ضَيَّعَتْنا المنافي ،
فشقَّ علينا الإيابْ .
قيدُنا في مهبِّ الرياحِ ،
سلامٌ على نَفَحاتِ القيودِ التي وَحَّدَتْنا ،
فَسِرْنا إلى المجدِ في ضوئها .
أينَ تلكَ الفصوصُ الجليلةُ تحرقنا
أينها الآنَ تُنْبِتُنا من جديدْ ؟
قيدُنا في مهب الرياحْ
نحنُ نملٌ مباحْ
لا أميرَ لأحزاننا .
بقلــم: المهدي لعرج