عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2008, 03:45 AM   #1 (permalink)

Admin

• ĞêŋęŘąl MąŋāģęŘ •
 
الصورة الرمزية Admin
 




 
Admin تم تعطيل التقييم

افتراضي



السلام عليكم



الكثير من الناس من يتقن فن الانتقاد ، وتوجيه الملاحظات السلبية للغير ، بل تجد لسانه وقد انطلق فجأة ينتقي من الكلمات الجارحة



المؤذية السليطة بحجة ان نواياه حسنة ولا يبغي من وراء انتقاده اللاذع ، سوى الاسهام في تصحيح الاعوجاج وتقويم الاخطاء ، ولا ابالغ



لو قلت ان هناك من يتعمد البحث والتنقيب في اعمال الغير وتصرفاتهم لعله يجد خطأ ما او زلة ما ليقوم على الفور باطلاق صواريخ



انتقاداته التي قد تسبب لهم الاحراج او الشعور بالمهانة ، ولعله بذلك يكون قد اشبع غريزة حب الانتقاد او حب الظهور في ذاته او لعله



يستهدف من وراء ذلك ان يسمو بنفسه مقابل ان يحط من شأن الآخرين .



فاسلوب النقد اللاذع او السخرية والتجريح ، مقدمة لنزع الثقة واشعال نار الكراهية وبذر الخصومات بين الافراد ، لان فيه تعديا فاحشا



على الاحاسيس والكرامة وتقدير الذات ، فالنقد مطلوب وهو ارضية صلبة تنطلق منها المجتمعات والافراد نحو العلا ، ولكن باسلوب



هادف بناء وبكلمات محببة منتقاة تبث في نفس السامع دفئ الثقة بالنفس تشجعه وتدفعه نحو التقدم في مسيرته ولا تكون ابدا حجر



عثرة يعرقل طموحه ويشوش نفسيته او تساهم بايذاء مشاعره واحاسيسه . وما أعظمه من اسلوب ذاك الذي كان يستخدمه رسول



الله صلى الله عليه وسلم والذي من خلاله كسب القلوب قبل ان يكسب المواقف فقد كان يقول ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا ...) ، دون



ان يوجه نقدا مباشرا لاحد احتراما لمشاعره وانقاذا لماء وجهه . ... هكذا المسلم يزن كل كلمة تخرج منه قبل ان ينطقها ليضعها في



مكانها المناسب ، وهذه هي المهارة واللباقة في معاملة الآخرين للاستيلاء على محبتهم واحترامهم ، فللكلمات الرقيقة اثر كبير



وفعال في تحقيق جو يتسم بالمحبة والألفة ، كما انها تعطي انطباعا جميلا وشعورا بالارتياح لدى الشخص الذي قمت بانتقاده بأنك ما



قدمت له هذا الانتقاد رغبة بالهجوم عليه ، وانما من منطلق النصح والارشاد المنبثق من الاخوة والمحبة والغيرة على مصلحته ، وهذه



المهارة قل من يتقنها ، بل في كثير من الاحيان يكون النقد تجريحا او سخرية او للتشفي ، او في احسن الحالات يكون باسلوب خال من



الرفق واللين والرصانة ، وفي هذا يقول الرصافي :



ملأنا الجو بالجدل اصطخابا

وكنا قبل نملؤه هتافا

وما زلنا نهيم بكل واد

من الاقوال نرسلها جزافا



نعم ان الاقوال والانتقادات الجارحة التي نطلقها يمينا وشمالا وبدون مراعاة لمشاعر ، قد تكون اقوى من الرصاص ، فالرصاص قد يخترق



جسم الانسان ويبقى هذا الانسان على قيد الحياة ، ولكن رصاصة الكلمة الجارحة لا بد وان تصيب الروح في مقتل لتجهز على العلاقات



بين الافراد وتمزق النسيج العاطفي بينهم ، او حتى تجعل من هذا الرصيد صفرا او تحت الصفر .



فالاخلاق الحسنة ومعاملة الغير باللين واللطف والرفق والرحمة من ابجديات ديننا الحنيف ، وقد ارسى هذه القاعدة الصلبة رسول الله



صلى الله عليه وسلم حين قال ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ...) .



فان كنت منتقدا أحدا ، فكن لبقا رفيقا في انتقادك ، واستمع لقوله تعالى :{ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى } .



وتذكر ان كان في اخيك عيب ، فإنك مليء بالعيوب ، ومثلما انك لا تسمح ولا بأي حال من الاحوال ان يجرحك احد او يشهر بعيوبك او



ينقص من قدرك ، فلا تكن سببا في جرح كرامة الآخرين .



وتذكر ان النفوس جبلت على حب من يحسن اليها ، وبغض من يؤذيها ويؤلمها ، فاستول على هذه النفوس بالاحسان والحب والرفق ولا



تبخل عليها بالنقد البناء والنصيحة .




التوقيع


I'aM Not Special
, I'aM Just LiMiTeD EdiTion




صفحتنا على الفيس بوك :-
http://www.facebook.com/Downloadiz2Com


Admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس