عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2008, 11:46 PM   #1 (permalink)

Admin

• ĞêŋęŘąl MąŋāģęŘ •
 
الصورة الرمزية Admin
 




 
Admin تم تعطيل التقييم

افتراضي



جبلت نفوسنا على التناسق مع الزمن، في الليل منامنا وفي النهار معاشنا، تهفو النفوس إلي ما يحييها، وهذه حالات مصغرة لصورة روحنا الجماعية التي تفوق روح الفرد من حيث الرغبة أو الإحجام، فهي تمل وتفرح، تواظب وتفتر، لنا أن نتصور ذلك في شتى المواعيد الفردية كأوقات الصلاة، والمواسم الجماعية كضيفنا القادم: شهر رمضان. في عالم العولمة الذي نعيشه اليوم، تختلط علينا فيه الكثير من خصائص الزمان والمكان، بيد أن خاصية الزمن تأتي بهيبتها متناسقة مع هذا الشهر الكريم مهما تغيرت الأحوال والأوضاع، فأرواحنا تكاد تطير من الفرح حين نستشعر جلال قدومه، يخيل لنا بعد عام غياب ذلك الجو الروحاني، ومزامير داود تتغنى بالقرآن في كل مكان، تخرج من أفواه الصائمين والقائمين تنشر الخشوع في المساجد والدور. في مثل هذا الشهر - شعبان - من كل عام كان الحبيب - صلى الله عليه وسلم - كما تقول عنه عائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله عنهما -: «لم أره صائماً من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً »([1]). لقد كان عليه الصلاة والسلام، يكثر من الصيام - وهو القدوة التي لن يصل إلى مستواها أحد على كل حال - مع ذلك يختلف عن باقي أيامه كان يتهيأ لقدوم شهر رمضان. إن المصالح الدنيوية، والمباهج الاجتماعية التي أباحها الله لنا، ونحن نقبل على أداء ركن من أركان الإسلام الخمسة لا يأتينا إلا مرة في العام، ينبغي أن تكون مكملة ومحفزة لحكمة هذه الفريضة، التي جاءت في قوله تعالى: (يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)([2])، فإدراكنا لهذه الحكمة القلبية يحتم علينا أن نفكر بصدق مع أنفسنا كما مع أهلنا وأحبابنا: كيف نصل إلى تقوى قلوبنا التي تفيض على تصرفاتنا وسلوكنا؟ مستحضرين معها أننا نقوم بعبادة، هي الوحيدة التي استثناها الله عز وجل لنفسه، ففي الصحيحين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له (وفي مسلم: يضاعف الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف) إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة " (وفي رواية صحيحة : يستجن به العبد من النار)، ونحن موعودون إن صدقنا بامتثالها الجنة! آلا يدفعنا هذا إلى المزيد من الحماس الإيماني الصادق؟ في ظني أن حسن التدبير العائلي عموماً، والنسائي خصوصاً، في إدارة البيت والذات لهذا الموسم يتخلله الليلة المخيرة على ألف شهر، مخفية عنا ضمن العشر الأواخر؛ كي نديم الاستعداد والتهيؤ لنفحات الإيمان مختومة بعيد الفطر المبارك! فنحن أمام هذا التحدي لامتحان الإرادة الحرة، نحتاج ترتيب أولويتنا من خلال شهر شعبان كلٌّ بحسبه لنحسن الاستقبال. لنتدبر السنوات التي مضت: هل حققنا ما يراد منا في شهر رمضان؟ كم ضاع من الوقت؟ والأهم ـ ونحن صادقون بإذن الله ـ ما الذي أضاع الوقت؟ ألم نشعر يوما بشيء من الأسى ونحن نتخاطف المحلات في العشر الأواخر، وأصوات أئمة المساجد ترتل القرآن بخشوع يحزننا فواته علينا؛ لنتدارك مشتريات العيد! ما أجمل ثياب العيد حين نكون قد انتهينا من تحضيرها قبل موسم العبادة والطاعة وصلة الرحم، سنستشعر أنها ثياب التقوى نجازي أنفسنا بها حين يهل هلال شوال! إنها دعوة مجربة لكل أسرة ونسائها خصوصاً، لننته من كمالياتنا من مشتريات ومستلزمات قبل دخول الشهر، حتى يكون قد نالنا الأجر أيضاً بالتوسع على النفس والأهل في مواسم الخير، وراعيناً الأولويات في حياتنا دون إفراط أو تفريط.ونحن على يقين، لا يخالطه شك، بصدق وعده صلى الله عليه وسلم أن "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".




التوقيع


I'aM Not Special
, I'aM Just LiMiTeD EdiTion




صفحتنا على الفيس بوك :-
http://www.facebook.com/Downloadiz2Com


Admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس