عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2008, 03:13 PM   #1 (permalink)

كمال اجسام

عضو فضى
 




 
كمال اجسام على طريق التميز

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم



1-الحق يبقى حقا مهما حاولنا تغييره :



رأى الأبُ ابنَـه الصغير الذي يدرسُ في الابتدائي , رآه يتوضأ ثم يجلس متأدبا في مكان ما ويتجه بوجهه إلى القبلة ويدعو بما يلي ويؤكد على الدعاء " يا رب اجعل 7 + 9 = 10 , يا رب اجعل 7 + 9 = 10 , يا رب اجعل 7 + 9 = 10 " , فتعجب الأبُ من هذا الدعاء الغريب ومن إصرار الولد عليه فسأل ابنه " ما هذا الدعاء العجيب يا ولدي ؟! " , فأجاب الولدُ " لقد كتبتُ هذه النتيجة الخاطئة اليوم في الامتحان بالمدرسة "!!!.



التعليق :



إن الحق يبقى حقا إلى يوم القيامة مهما سماه الناس باطلا . إن الصلاة والصيام والزكاة والحج والصدق والوفاء والأمانة و ... كلها حق مهما انحرف الناس عنها ومهما سموها بأسماء أخرى .

وإن الباطل سيبقى باطلا إلى يوم القيامة مهما سماه الناس حقا . إن الخمر خمر وهي حرام مهما سماها بعض الناس مشروبات روحية أو مشروبات بدون كحول أو ... وإن الكذب حرام مهما سماه بعضهم " كذبا أبيضا " أو

" قفازة " أو " شطارة " أو ... وإن الزنا ومقدماته حرام مهما اقترفها ناس واعتبروها أمورا عادية ولا بأس بها ومهما سموها بغير أسمائها الحقيقية ... وإن الربا حرام وإثم وعدوان مهما سماه ناس " تجارة " واعتبروه حلالا .

يا ليت الناس يعودون أنفسهم الصدق مع الله أولا ثم مع أنفسهم :

ا - يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول خداع الناس اليوم لا يمكن أن يخدعهم دوما وأبدا .

ب- يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول أن يخدع الناس إنما هو يخدع في النهاية نفسه بالدرجة الأولى .

جـ- يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول أن يخدع الله يجب أن يكون على يقين بأن الله لا يخدع أبدا ولو للحظة واحدة من الزمان .

د- ثم يا ليتنا نعود أنفسنما جميعا على " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

إن الحق سيبقى حقا وإن الباطل سيبقى باطلا , ومهما حاولتَ أيها التلميذ أن تجعل ال 7 + 9 = 10 , فلن تستطيع ذلك أبدا , لأن النتيجة في الحقيقة والواقع وعند كل العقال هي 16 , وليس بإمكان بشر عاقل أن يغيرها ويحولها لتصبح إلى 10 . هذا مستحيل ثم مستحيل .



2- قول الكلام البذيء الفاحش :



دخل الولد على أمه بسرعة في غرفتها وقال لها

" أمي , أمي , صديقي سمعتُ منه كلمة كبيرة .

الأم : أية كلمة هذه ؟

الولد: " لا أتجرأ أن أقولها لك" . ثم أضاف قائلا " قولي لي يا أمي , قولي لي أنت كل كلمة جريئة تعرفينها , وسأوقـفك عندما تنطقينها "!.



تعليق :



1-كلمة " كبيرة " و " جريئة " تعني عندنا في الجزائر " كلمة كبيرة في السوء " , أي لا يجوز أن تقال .

2-الولد الذي يسمع الكلام البذيء ولكن لا يجرؤ أن يقوله لأهله أو لمن يحبه من الناس , هو ولد فيه خير وعنده حياء وإيمان . وهذا أفضل بكثير بطبيعة الحال من الذي ينقل كل ما يسمع .

3- أنتَ عندما سمعتَ الكلام الفاحش قد تكون معذورا شرعا , لأنك قد تكون سمعـتَـه بدون قصد أو إرادة منك , ولكنك عندما تنقله للغير فإنك غير معذور شرعا مهما كانت نيتك حسنة وطيبة ونظيفة .

4- يجوز قول الكفر : إن كان نقلا عن الغير , كأن نقول :

* قال فلان " الله غير موجود " .

* قال آخر " الله ليس قادرا على أن يحيي الموتى " .

* قالت النصارى " الله واحد وثلاثة في نفس الوقت" .

وهكذا ... كل هذا النقل عن الغير جائز لنا ومباحٌ وحلالٌ , وليس فيه أي حرج من الناحية الشرعية .

ومنه فقائل الكفر كما هو معروف ليس بكافـر . ومع ذلك ننبه إلى أننا عندما ننقل الكفرَ عن الغير يجبُ علينا أن ندحضَه ونُكذبَـهُ ونُبين عقوبةَ قائلِِـه , ولا نكتفي بالنقل فقط .

وأما الكلام البذيء والفاحش فلا يجوز قوله : ولو كان نقلا عن الغير . هذا لا يجوز , وهو حرام مهما كان نقلا عن الغير , ومهما كانت نية الناقل حسنة وطيبة , ومهما كان المتكلِّم وحده في غابة لا يوجد معه أحد , أو مهما كان الرجل يتحدث بالكلام الفاحش ولو مع زوجته فقط مثلا .

5- من صفات الصاحب والصديق المؤمن ( كامل الإيمان ) أن يكون لسانه نظيفا , أي أن لا يكون ممن يتكلمون بالبذيء والفاحش من القول . وأما من تعود على الكلام البذيء الفاحش فخالطه ( نعم ) ولكن لا تصاحبه .




3- لا تخفى على الله خافية :

قالت الأم للطفل " تقدم يا حبيبي وقـبِّـل صديقتي اللطيفةَ " , فقال الطفل

" يا أمي إنها ليست لطيفة , لأنها ضربت بابا بالأمس بقلم لما أراد أن يمس يدها " .



تعليق :



1- يجب أن نكون على يقين من أن الذي يرتكب خطيئة ( أو ذنبا أو إثما أو معصية ) فإنه مهما أخفى ذلك على الناس فإن الحقيقة ستظهر للناس غالبا ولو بعد حين . قد يستر الله على المؤمن المرة الأولى التي يعصي فيها اللهَ , ولكن إن أصر العاصي على الإثم والعدوان فإن الله سيكشف أمره للناس ولو بعد زمان طويل , في الدنيا قبل الآخرة . ولا ننسى أن الله يعلم السر والعلن , وأنه لا تخفى عليه خافية , سبحانه وتعالى .

2- الطفل غالبا وهو صغير , بريء كل البراءة , وهو صادق كل الصدق , ومنه تأتي بعض حلاوة وزينة ومتعة الأولاد الصغار . أما إذا كبروا فإن صدقهم وبراءتهم وأمانتهم و ... سترتبط عندئذ بجملة عوامل من أهمها ( وعلى رأسها ) الإيمان الحقيقي بالله وكذا الصدق والإخلاص مع الله .

3- يجب أن يُعوَّد الأولاد على عدم الاختلاط بالنساء من الصغر , أي من قبل البلوغ , كما يجب أن يتعلموا بأنه

" ليس الذكر كالأنثى " , ويجب أن يتعلموا الحد الأدنى من الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية المتعلقة بغض البصر والاختلاط وما يجوز وما لا يجوز فيما بين الرجل والمرأة . ويا ليتنا نُـعوِّد أولادَنا الذكور من الصغر ( أي من قبل البلوغ ) على عدم مصافحة المرأة الأجنبية , ومن باب أولى على عدم مسها أو تقبيلها على الوجه . وعلينا أن نفعل نفس الشيء مع بناتنا الصغيرات .

4- لو أن كل امرأة اعتدى عليها ( وعلى شرفها وكرامتها ) رجل أجنبي أو فقط هم بالاعتداء عليها بقول أو بفعل , لو أنها زجرته بقوة سواء بالفعل أو بالقول , ولو أنها لم تدخل معه في أي نقاش ولكنها تُـفهمُـه بالفعل لا بالقول بأنها تحترمه وتقدره بقدر وقوفه عند حدود الله , فإذا تعدى على حدود الله فلا قيمة له عندها ولا عند الله ولا عند الناس . قلتُ : لو أن كل امرأة فعلتْ هذا مع المعتدي عليها لكانت أحوال أمتنا أفضل وأطيب وأحسن مما هي عليه حاليا . والمرأة لطيفةٌ بإذن الله مهما تشددت مع من أراد الاعتداء عليها وعلى شرفها , وأما " غير اللطـيفة" فهي في حقيقة الأمر المرأة التي تُـسخط اللهَ من أجل إرضاء شهواتها وأهوائها أو شهوات وأهواء بعض الرجال المنحرفين .

5- المجاملة والمداراة مقبولة ومحمودة ما دامت في غير معصية الله , وأما مع المعصية فإنها تعتبر مداهنة لا مجاملة , والمداهنة نفاق والعياذ بالله , فلننتبه .

6- لا يجوز لي أبدا أن أطلبَ من أولادي وبناتي العفة وأنا لست عفيفا , بل يجب أن أكون دوما وأبدا قدوة لأولادي وبناتي : قدوة عملية قبل أن أكون قدوة قولية , لأن الفعل أبلغ بكثير من القول .

7- الرجل في الكثير من الأحيان أناني مع زوجته بحيث يتشدد مع زوجته في عدم الاختلاط بالرجال وغض البصر أمامهم وفي عدم ملامسة الرجال وفي تجنب الحديث الذي لا ضرورة له معهم , وأما هو , فإذا كان لا يخاف الله فإنه يبيح لنفسه كلَّ ما حرمه ومنعه على زوجته , وهذه أنانية لا يسلم منها للأسف الشديد الكثيرُ من الرجال .

والله أعلى , وهو وحده أعلم بالصواب .



4- التكليف بما يشق وما يعيق الفكر وما لا دخل لنا فيه :



قال التلميذ لصديقه " إن المـعلِّـم يكلفنا بأعمال شاقة تعيق فكرنا ولا دخل لنا فيها " .

قال الصديق : " وما هي هذه الأعمال ؟! " .

أجاب التلميذ : " إن الناس يعملون ويـجـتهدون , ونحن نقوم ( من خلال مادة الرياضيات أو الحساب ) بحساب ما يخسرون ويربحون " !!!.



تعليق :



1- الله – عموما – لا يكلف الناس ولا المؤمنين ما لا يطيقون . الله سبحانه وتعالى منـزه عن ذلك " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " .

2- الله لا يكلفنا أبدا بما يعيق فكرنا , وإنما هو يكلفنا دوما بما ينمي ويقوي فكرنا . ويكفي أن نتذكر أن أول كلمة نزلت من القرآن هي " إقرأ " , كما أن القرآن مليء بمثل " أولو الألباب " " أفلا تعقلون " , " أفلا يتدبرون " ,

" أفلا تتذكرون " , " أم على قلوب أقفالها " , " إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون " , " إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل " و ... ومنه فإن من أعظم نعم الله علينا بعد الإيمان : العقل والفكر .

3- الله لا يكلفنا عموما بما لا ينبني عليه عمل .

4- بعض الفقهاء – كالإمام مالك رضي الله عنه ( على خلاف آخرين مثل أبي حنيفة رضي الله عنه ) , حرصا منهم على أهمية ما ينبني عليه عمل في ديننا , كانوا لا يجيبون الناس على أسئلتهم النظرية البحتة التي لا علاقة لها بواقعهم , بل كان الإمام مالك رضي الله عنه يزجر كل من سأله عن مسألة لا ينبني عليها عمل .

5- الله في القرآن الكريم ورسول الله في سنته المطهرة لا يُـفصِّـلان عادة في أشياء معينة لأنهما لا يريدان أن يشغلا الناس والمسلمين بما لا ينبني عليه عمل وبما ليست فيه أية فائدة دينية أو دنيوية . ومن هنا لم يخبرنا الله ولا سول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد أهل الكهف ولا عن نوع الفاكهة التي أكل منها آدم وحواء في الجنة ولا ... , ولم يخبرنا رسول الله عن عمر كل نبي أو رسول ولا عن مكان دفـنـه ولا ...

6- ما قاله التلميذ " إن الناس يعملون ويـجـتهدون , ونحن نقوم بحساب ما يخسرون ويربحون "! , هو مجرد كلام مضحك :

* إما أن القصة ليست حقيقية , والتلميذ لم يقل هذا الكلام .

* وإما أنه قاله لأن عقله مازال لم يكتمل بعدُ .

* وإما أنه قاله لأنه غبي أو لأنه يتغابى .

ولكن المشكلة هو أن الكثير من الناس يُـكلِّـفون أنفسهم بأنفسهم بما هو شاق وبـما يعيق فكرهم وبما لا دخل لهم فيه .

ومن أمثلة ذلك :

ا- المرأة التي تكلف نفسها أو أهلها من الرجال بصرف الأموال الطائلة لا من أجل نفسها بل فقط من أجل أن تكون مثل فلانة أو فلتانة , أي أنها تفعل ذلك فقط تقليدا للغير , وكذا من أجل التفاخر ليس إلا .

ب- الرجل الذي يتطاول في البنيان أو يتنافس في شراء السيارات الفارهة أو ... ويصرف من أجل ذلك الكثيرَ من الجهد والوقت والمال , وربما ارتكب الكثير من المحرمات . والمصيبة أنه لا يفعل ذلك من أجل نفسه أو أهله , ولا من أجل دنيا أو آخرة ينالهـا , ولكن فقط تقليدا للغير أو من أجل التكبر والاستعلاء على عباد الله .

جـ- البنت التي قد تصاب بالقلق و" الخلعة " والاكتئاب والوسواس والخوف و ... فقط بسبب أن الناس قالوا عنها كذا أو كذا ( إما مما هو ليس صحيحا كاتهامها – باطلا - بالسرقة والكذب والخيانة والزنا

و... أو مما لا يليق بـها أن تهتم به كأن توصف بأنها قصيرة أو سمينة أو ناقصة جمال أو ... ) . وقد تُـعالج هذه البنت عند الأطباء النفسانيين ولا تشفى إلا بعد مدة طويلة .

إذن إن كلّـفك الغيرُ بما يشق عليك ويعيق فكرك ولا دخل لك فيه , فتلك مصيبةٌ , ولكن المصيبةَ الأعظم هي أن تفعل أنتَ نفسُك ذلكَ بنفسكَ .

والله أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .




5- الأب يجب أن يكون قدوة عملية لأبنائه :



قال الأب لابنه الصغير قبل أن ينام " إنني سأنام , وإياك أن تضرب الأبواب كعادتك , وإلا والله سأضربك ".

نام الأب , ولكن الطفلَ فعل ما نهاه عنه أبوه , فقام الأب من نومه غاضبا , وقال " أتعتقد أنني لن أضربك ؟!". قال الطفل " نعم " . رد الأب " لماذا ؟!. ألم أحلف أنني سأضربك ؟!" .

فأجاب الطفل " أجل , ولكنك حلفت للخباز بأنك ستدفع له الحساب في وقت محدد , ولكنك لم تفعل "!.



تعليق :



1- الأولاد مهما كانوا غير بالغين ومهما بدا لنا بأنهم لا يفهمون الكثير , عندهم قدر لا بأس به من العقل ومن الذكاء والحمد لله رب العالمين .

2- عند الأولاد الصغار براءة وصدق وصراحة نفتدها كثيرا عند الكبار للأسف الشديد .

3- عندما ينبهنا الولد إلى خطأ من أخطائنا أو عيب من عيوبنا أو معصية من معاصينا , يجب أن نقبل منه ونشكره على ذلك , سواء أصلحنا خطأنا وعيبنا وتخلينا عن المعصية أم لا . على الأقل يجب أن نشكر الولد ونقبل منه , وأما إذا أصلحنا أنفسنا بنصيحته فذلك خيرٌ وبركة وفضلٌ .

4- يجب أن نعلم بأننا إن قبلنا نصيحة الولد فإن قيمتنا سترتفع عنده وتوجيهاتنا له في المستقبل ستكون لها قيمة ومعنى . وإما إن تعالينا وزجرنا الولد ولم نقبل منه النصيحة فإن قيمتنا ستنحط عنده وستنحط معها قدوتنا وأسوتنا .

5- فعلٌ صادق وصواب وصحيحٌ من الأب هو خير للأولاد – ولو لم يصاحبه قولٌ – من ألف كلمة لا يعمل الأبُ بشيء منها , ومنه فإنني قلتُ وما زلت أقول بأن القدوة العملية أهم بكثير من القدوة القولية , والفعل هو غالبا أبلغُ بكثير من القول . ومهما كنتَ أيها الأب فصيحَ اللسان فإن أولادك سيتأثرون بفعلك قبل وأكثر من تأثرهم بقولك . هذا أمر أكيد ثم أكيد بإذن الله تعالى .

6- لا يجوز أبدا للأب أن يكذب ويطلب من الإبن أن لا يكذب , كما لا يجوز أبدا للأب أن يسرق ويطلب من الإبن أن لا يسرق , كما لا يجوز أبدا للأب أن يتفرج على الحرام ويطلب من الإبن أن لا يتفرج عليه , كما لا يجوز أبدا للأب أن يشرب الدخان ويطلب من الإبن أن لا يشربه , كما لا يجوز أبدا للأب أن يطمع فيما في أيدي الناس ويطلب من الإبن أن يزهد فيما في أيديهم , وهكذا ... يمكن أن نضرب مئات الأمثلة الأخرى .

7- يجب على الأولاد شرعا السمع والطاعة للأب مهما خالف قولُهُ فعلَهُ , ولكن على الأب – مع ذلك – أن يعلم أن أجره عند الله سيكون أكبر كلما وافق قولُهُ فعلَهُ , كما أن بركة التربية والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستكون أعظم كلما اتفقت الأقوالُ مع الأفعال .

8- واضح بطبيعة الحال أن هناك أشياء معلومة عند العام والخاص من الناس يجوز أو يستحب أو يجب أن يختلف فيها الصغار عن الكبار بدون أي تناقض وبدون أي حرج شرعي أو عقلي . ومن أمثلة ذلك (على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ) :

ا- قد يلبس الصغير لباسا لا يلبسه الكبير , بحيث يلبس الصغير ما تنكشف معه الركبة مثلا وأما الكبير فيجب أن يستر في لباسه ما بين السرة والركبة .

ب- قد يأكل الكبير أغذية معينة تتحملها معدته ولكنها تضر معدة الصغير . وفي المقابل قد يتناول الصغير أغذية معينة تفيده ولكنها تضر صحة الكبير .

جـ- قد يشرب الكبير القهوة ( بدون أن يدمن عليها ) [ قلت : قد يشربها ولم أقل : يستحسن له أن يشربها ] , وأما الصغير فالأفضل أن يتجنبها نهائيا .

د- قد يسمع الكبير دروسا أو يتفرج على أشرطة تصلح للكبار ولكنها لا تصلح للصغار ( مثل الأشرطة التي فيها عنف أو رعب أو صور موتى أو حروب أو فيها دروس عن الثقافة الجنسية من وجهة نظر إسلامية أو ... ) .

الخ ...

وأما المحرمات عموما فالكل أمامها سواء , مع ملاحظة ما نص عليه الشرع من فروق بين البالغ ومن لم يبلغ .

والله وحده أعلم بالصواب .




6- ليس الفتى من يقول " كان أبي " :



ضل طفلان طريقهما في الصحراء , وكان أحدهما ابنا لإمام مسجد . وعندما أوشك الظلام أن يهبط شعر الطفلان باليأس , وعندئذ جلس بن الإمام على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء قائلا " أنت تعرفني يا رب , إنني بن الإمام الشيخ سليمان "!!!.



تعليق :



1-لا يتم إيمان المؤمن إلا بعدم الأمن من مكر الله وكذا بعدم اليأس من رحمة الله " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ".

2- الإيمان بالله : طمعٌ في رحمة الله وخوفٌ من عذاب الله .

3- قال بعض العلماء " يستحب في الحياة اليومية العادية , أن يتساوى الطمع مع الخوف عند كل مؤمن ومسلم . وأما قبيل الوفاة أو عند الاحتضار , فالأفضل أن يكون الطمع في رحمة الله غالبا , والله عند حسن ظن عبده به . نسأل الله أن يختم لنا بالخير , آمين .

4- كما أن طول الأمل في الحياة الدنيا مضرٌّ لأنه يدل على زيادة تعلق الإنسان بالدنيا , فإن انتفاء الأمل مميتٌ للأسف الشديد . ومنه فما أحسن قول من قال " إذا لم يكن عندي أمل في المستقبل فلماذا أعيش ؟!" .

ومنه فالإنسان حتى يسعد بحياته الدنيا لا بد أن يكون أمله في الله كبيرا : الأمل يجب أن يكون في الله أولا قبل أن يكون في النفس والخلق .

5- الله يعلم كل شيء عن كل خلقه وعن كل البشر , ومنه فكلمة " يا رب أنت تعرفني " لا معنى لها ولا قيمة لها وهي مرفوضة شرعا كل الرفض .

6- ليس شرطا أن يكون الابن مثل الأب سواء من حيث الدين أو الدنيا :

ا- أنا أستاذ علوم فيزيائية , وأولادي ليس شرطا أن يكونوا مثلي متفوقين في العلوم الفيزيائية .

قلت " ليس شرطا " ولم أقل بأن ذلك ممنوع .

ب- قد يكون الأبُ مستقيما على أمر الله , ولكن الولد منحرف , وقد يحدث العكس .

و Tel père tel fils " " ( أي يجب أن يكون الإبن مثل الأب ) ليست دوما صحيحة .

7- المهم أن على الأب وعلى الوالدين أن يبذلا جهدهما وأن يقدما الأسباب المناسبة في مجال تربية الأولاد , ثم تنتهي مهمتهما بعد ذلك , أي أن الله كلف الوالدين بتقديم الأسباب , وأما النتائج فعلى الله وحده .

ولا ننسى أن زوجة سيدنا نوح وكذلك زوجة سيدنا لوط وكذلك بن سيدنا نوح كانوا كلهم كفارا .

8- ليس الفتي من يقول " كان أبي " ....... وإنما الفتى من يقول ها أنذا

أو كما كما قال الشاعر .

9- اعتماد المرء على أبيه الغني أو القوي أو صاحب الجاه ... من أجل نيل ما ليس من حقه أو من أجل إسقاط واجب أو من أجل السماح له بارتكاب حرام , هو أمر من خصائص الجاهلية وليس من الإسلام في شيء . وأما عندنا في الإسلام ف" لا تزر وازرة وزر أخرى " , و " والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ". ومنه فوالله مهما كان أبوك غنيا أو صاحب سلطة أو قوة فلن ينفعك في شيء من أمر الله . إذن عول على الله أولا ثم على إيمانك وعملك الصالح ولا تعول على غير ذلك , إن أردت السعادة في الدارين , وإذا أردت أن يحبك الله ثم الناس .

10- لا يعتمد على أبيه من أجل نيل ما ليس من حقه أو من أجل إسقاط واجب أو من أجل السماح له بارتكاب حرام , لا يفعل ذلك إلا ساقطٌ وناقصٌ والعياذ بالله تعالى .

11- من لا يجد ما يُـظهره للناس من إيمان وعمل صالح وأدب وخلق وحياء وصدق وأمانة و ... يمكن أن يعتمد عندئذ على أبيه . وأما المؤمنُ قويُّ الإيمان والمعتمدُ على الله أولا وأخيرا والمتوكِّـلُ على الله وحده , فإنه يبذل ما يقدر عليه من جهد ووقت ومال ليكون كما يحب اللهُ ورسوله ولا يعتمد في ذلك على أحد ولا على والديه ولا على أبيه ولو كان أبوه خليفة المسلمين في الأرض .

12- فرق كبير جدا بين أن يُـقبِـل عليك الناسُ ويحبونك لأنك مؤمنٌ وأهلٌ لأن تُـحَـبَّ بسبب دينك وخلقك وأمانتك و ... وأن يُقبل الناسُ عليك طمعا فيك أو خوفا منك فقط لأنك بن فلان أو بن "علان" . وعلى كل واحد منا أن يسألَ اللهَ أن يكون من النوع الأول وأن يستعيذ بالله من أن يكون من النوع الثاني .

حفظكم الله ورعاكم الله ووفقكم الله لكل خير , إخوتي وأخواتي , آمين .






7-علاقتنا بأولادنا : قالت الأم : أرجوك يا حضرة الأستاذ أن تعامل ابني بعطف لأنه حساس جدا .

قال الأستاذ : وكيف تريدين أن أعامله عندما يرتكب مخالفة ؟.

أجابت الأم : إضرب رفيقَهُ الجالس بجانبه بشدة , فإن ابني سيتأثر بسرعة , ويخاف عندئذ أن يعود إلى ارتكاب الذنوب والمخالفات مرة أخرى !!!.



تعليق :



1- إن كنا مؤمنين حقا , وإن كنا نخاف الله حقا , وإذا كنا نريد أن نتخلص أو على الأقل نقلل من أنانيتنا يجب أن نعلم بأنه إن كان لنا نحن أبناء فإن للغير كذلك أبناء , وإذا كنا نحن نحب أبناءنا فإن الغير كذلك يحب أبناءه .

2- يجب أن أحرص على مصلحة أبناء الغير كما أحرص على مصلحة أبنائي وأولادي وبناتي .

3- من تمام تربيتي الصالحة لأولادي أن أنصحهم باستمرار , لكن لا أمام الغير ولا بالعنف . والأصل في النصيحة أن تكون باللين وبيننا وبين الولد فقط , ولا نلجأ إلى العنف وإلى النصح أمام الملأ إلا في المسائل الخطيرة وفي حالة الإصرار على المخالفة وعلى عدم قبول النصيحة .

4- أولادي قد أصل معهم وفي تربيتهم إلى الضرب من باب آخر الدواء الكي , وأما أولاد الغير ( خاصة الجيران ) فالأفضل أن لا أضربهم , وإنما أُبلِّـغُ وَلـِـيَّ الولد الذي يُـطلب منه هو بدوره التصرف بحكمة مع ولده من أجل زجره وتأديبه .

5- الأفضل أن أتشدد مع أولادي أكثر مما أتشدد مع أولاد الغير , ولكن بدون أن أظلم أولادي .

6- من التوجيهات التي يجب أن أزودَ بها أولادي باستمرار " يا أولادي لا تظلموا الغيـرَ أبدا , ولكن لا تسمحوا للغير أن يظلمكم " . " يا ولدي إن تشابكتَ مع أحد الأولاد خاصة مع الأصدقاء والجيران و ... إن تشابكت ( وكان لا بد من ذلك) , فاستعمل يدك وإياك ثم إياك ثم إياك أن تستعمل عودا أو حجرا أو سكينا أو ... لأن كل ذلك يمكن وبسهولة أن يؤدي بك وفي لمح البصر إلى جريمة قتل أو ما يشبه القتل , والتي ستـندم عليها طيلة حياتك من حيث سينفعك الندم أو لا ينفعك" .

7- للأسف هناك أولياء من هذا الزمان يدافعون عن أولادهم بالحق والباطل وكأن أولادهم معصومون أو كأن أولادهم ملائكة . هم يفعلون ذلك من منطلق محبتهم لأولادهم , ووالله لقد أخطأوا خطأ مؤكدا لأنهم في الحقيقة يفسدون أولادهم بهذه الطريقة سوا علموا بذلك أم جهلوا , هذا فضلا عن الظلم الذي سيسلطونه بذلك على الغير من أجل الدفاع عن أولادهم .

8-رحم الله أيام زمان حين كان الولي يحترم المعلم الاحترام الكبير بحيث أن المعلم إذا ضرب التلميذَ فإن الولي سيضربُ الولد مرة ثانية من دون أن يسمع من ولده , وذلك من منطلق الثقة الزائدة في المعلم والأستاذ .

هذا مع ملاحظة : أننا في زمان هبط فيه مستوى الجميع أدبيا وأخلاقيا و ... بمن في ذلك الولي والتلميذ وكذا الأستاذ . والله أعلم بالصواب .

نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال أولادنا وتلاميذنا ومعلمينا , آمين .



8- عن الصراحة :



ذهبت الأم إلى المطبخ وتركت ابنتها الصغيرة مع جارتها , فقالت البنت الصغرى للجارة " أريد أن أقول شيئا ولكنني أخاف أن تغضبي مني " , فردت عليها الجارة مبتسمة " قولي ولا تخافي يا عزيزتي " .

قالت البنت " أود أن أرى لسانك " .

استغربت الجارة وقالت " لماذا ؟! " .

أجابتها البنت " لأن أمي دائما تقول عنكِ بأن لسانك طويل جدا , وأردتُ أنا الآن أن أتحقق من ذلك " !!!.



تعليق :



1- النصيحة مطلوبة جدا في الدين , وفيها من الخير ما فيها دنيا وآخرة , بشرط أن تتم بآدابها وشروطها وحدودها .

2- الأصل في النصيحة أن تتم بينك وبين الشخص المنصوح فقط , وأما إن تمت على الملأ فإنها ستتحول إلى فضيحة , والفضيحة لا تجوز إلا عند الضرورة القصوى , ومن باب آخر الدواء الكي .

3- النصيحة عليها الأجر الكبير عند الله , والبديل عنها هي الغيبة والعياذ بالله . النصيحة تقوي صلتك بالمنصوح وأما الغيبة فتنشئ الهوة بعد الهوة بينك وبين من اغتبته .

4- الذي ينصحك هو الذي يحبك فعلا , وأما الذي يداهنك أو ينافقك فهو لا يحبك مهما زعم وادعى المحبة لك . إن صديقك الذي يبتسم لك في كل الأحوال ليس ممن يوثق بصداقته لأنه لا يصلح أن يكون مرآتك . وهو إما جاهل أو متهور في ميوله وأهوائه , وإما منافق ومخادع , ولذلك صدق من قال :" استبقاك من عاتبك وزهد فيك من استهان بشأنك ". ولذلك علينا أن نفرح بمن ينصحنا ويصارحنا بعيوبنا أكثر مما نفرح بمن يمدحنا حتى ولو جاءتنا النصيحة والصراحة بطريقة غير مؤدبة في بعض الأحيان أو صدرت من صاحبها بنية سيئة . إن على المؤمن أن يحاول الاستفادة من النصيحة ولو جاءته من عدو أو من خصم . صحيح أننا نقبل أكثر – فطرة , وغالبا - النصيحة إن جاءتنا ممن يحبنا , ومع ذلك يجب أن نحاول تعميم الاستفادة من النصيحة حتى ولو جاءتنا ممن لا يحبنا بل ممن يكرهنا . وقديما قيل : "من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا , ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا " , لأن الحق يبقى حقا مهما كانت الفم التي خرج منها ومهما كانت نية القائل وكانت جنسيته , وكذلك أمر الباطل .

5-المجاملة ليست كلها مكروهة أو حرام في ديننا كما يتصور بعض الناس , بل هي جائزة وحلال مع الصديق أو العدو , مع المسلم أو الكافر بشرط :

ا- أن لا يكون فيها كذب ( والحالات التي يجوز فيها الكذب شرعا معلومة في ديننا ) .

ب- وأن لا تكون على حساب واجب أو محرم .

6- في النصيحة خير كبير وكثير دنيا وآخرة , حتى ولو جاءتنا معها مشاكل من طرف من ننصحهم أحيانا. إن الذي ننصحه قد ينزعج منا وقد يقابل نصيحتنا بشر وقد ... ولكنه في أعماق نفسه ومع الوقت يصبح يحترمنا ويقدرنا .

7- إذا ما انتقدك شخص فلا تبتئس :

* لأنه إما أن يكون صادقا فقد أرشدك إلى عيبك .

*وإما أن يكون كاذبا , فكن متأكدا أن الأكاذيب ليس في استطاعتها أن تبقى زمنا طويلا على وجه الأرض . ومع ذلك فالناقد لابد له من أدب يلتزم به , وإلا فالحرج واللوم والعتاب عليه لا على من انتقده .

8- لقد أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك لأنه نبه على نقصك , فلا تفرح إذن لمن فعل معك ذلك .

وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك لأنه نبه على فضلك وزاد بإذن الله من حسناتك فلا تحزن إذن لذلك.

9- افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح , سواء مُـدحت به أم لم تُـمدح . واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم سواء ذُممت به أم لم تُـذم .

10- المداراة سنة كما يقول علماؤنا , وأما المداهنة فنفاق .

ومن أمثلة المداراة : أن تبتسم في وجه شخص وتُـسلم عليه لتتقي شره , بدون أن تشاركه في حرام وبدون أن تسكت عن قول واجب أو فعل واجب . هذه المداراة سنة , وهي جائزة بإذن الله .

وأما المداهنة فمن أمثلتها أن تجد مثلا شخصا يشرب الخمر مع آخرين , وأنت من أجل الطمع فيه أو الخوف منه تجلس معه على هذه الطاولة التي يُـدار عليها الخمر , حتى ولو لم تشربْ منها أنتَ . هذه المداهنة نفاق وهي حرامٌ . وإن اعتُـبِـرت أو سُـمِّـيت مجاملة فهي مجاملة محرمة بكل تأكيد .

11- من يعترف بالخطأ أو بالخطيئة , لا يجوز أن يشترط في مقابل صدقه وصراحته عدم العقوبة . لا يجوز مثلا للولد أن يعترف بسرقة شيء ما , فإذا عاقبته الأم على سرقته قال لها " من اليوم فصاعدا إذن لن أعترف لكم بشيء " , وذلك لأن الواجب أن نُـعلِّـم الولد وأن نُـعلِّـم أنفسنا قبل ذلك كيفَ نعترف بالخطأ أو بالخطيئة ( حين يكون الاعتراف مطلوبا ومشروعا ) لوجه الله وحده , لا من أجل أن لا نعاقب .

يجب أن نعترف لله وحده , سواء عوقبنا أم لا .

والله وحده أعلم بالصواب .





9- تضارب الوالدين وتخاصمهما أمام الأولاد :



قال المعلم للتلميذ " أين قضيت عطلتك ؟ " .

أجاب التلميذ " قضـيـتُـها في جمع الأحذية التي يـتـضـارب بها أبـي وأمـي " !!!.



تعليق :

1- عندما تثور الخلافات الزوجية , فإن الذي يتكلم أكثر هو غالبا الذي يفوز فيها ( والذي يتكلم أكثر هو غالبا المرأة ) , لكن ليس شرطا أن يكون هو دوما الأصوب .

2- عندما تغضب المرأة , نجدها ترتاح أكثر إذا نالت – في مقابل ذلك - من زوجها شيئا من الحب بدلا من النصيحة . والرجل يميل غالبا في مواجهة غضب الزوجة إلى أن يلعبَ دور الأب الناصحِ , بينما نجد أن ما تحتاجه المرأة حقيقة هو أن يقوم الرجل معها بدور الأم الحنون . والحقيقة أن المرأة – غالبا - لا تحتاج في غضبها لأكثر من 5 دقائق من الاهتمام بها وإظهار الحب لها ليزول الغضب عنها ، إلا إذا كانت الأزمة التي تتعرض لها خطيرة جدا . ومن طبع أغلب الرجال أنهم يأخذون ما تقوله المرأة حرفيا- حين تغضب - بينما قد لا تعني المرأة نفسَ المعنى ( مثلا عندما تقول : " إني أكاد أجن " ) . وإن كانت المرأة مطلوب منها في المقابل أن تضبط أعصابها فلا تقول إلا ما يليق , وأن تكظم غيظها فلا يصدرُ منها إلا ما يصلُح .

3- متى كان الدين بين الزوج وزوجته , فمهما اختلفا وتدابرا وتعقدت نفساهما فإن كل عقدة لا تجيء إلا ومعها طريقة حلها بإذن الله .

4 - الأذى والحب الزوجي لا يجتمعان في القلب أبدا لمدة طويلة , أو لا يجتمعان إلا بصعوبة كبيرة جدا . فلا يصلح إذن بأحد الزوجين أن يداوم على إيذاء الآخر ثم يطلب منه أن يحبَّهُ .

5- لابد لكل زوج أن يتنازل للآخر قليلا عند الاختلاف . إنه لا يتم استقرار الأسرة إلا إذا سارت على منهج الله خطوة خطوة , ولا بد من التنازل من الطرفين ( الزوجين ) عن بعض الحقوق , لأن الحياة الأسرية ليست في الحقيقة مواد دستورية أو قانونية وإنما هي أخذ وعطاء ومودة ورحمة وجهاد واجتهاد و... , وإلا كانت الحياة الزوجية لا تطاق .

6- مهم جدا – عند اختلاف الزوجين – تحكُّم كل منهما في لسانه , فلا يقول به إلا خيرا . إنه لا يجوز ولا يقبل ولا يصلح ولا يليق أبدا أن يقول أحدهما للآخر كلاما جارحا ( إلا لضرورة ) ولا كلاما فاحشا مهما كان العذر , ولا كلاما مثل : " أنت حمار أو ساقط أو رخيص أو ... ".

7- يتشاجر الزوجان اليوم من أجل حل مشكل بسيط , خير من السكوت حتى يكبر المشكل ولا يُحلُّ بعد ذلك إلا بصعوبة كبيرة , إن أمكن حلُّه .

8- يجب على كل زوج أن لا ينسى بأنه إذا ساعد الآخر على حل مشكل له اليوم , فإن الآخر سيساعده بإذن الله على حل مشكلته في وقت لاحق .

9- الحِوارُ بين الزوجين مُهم ومُهم جدا . وما أحسن الزواج الذي يلتقي فيه رجل يحب الحوار بامرأة تحب الحوار كذلك .

10- عند المالكية : إذا اعتدى الرجل على زوجته يُزجَر عن ذلك , ويجبـر على الرجوع إلى العدل , وإلا- إذا أصر على ظلمه – فإن زوجته يمكن أن تُطَلَّق منهُ .

11- لا يجوز إظهار الخلافات بين الزوجين أمام الأولاد . والأسوأ من هذا والأقبح منه والأشنع منه هو ضرب الرجل لزوجته أمام الأولاد . إن هذا غير جائز ولا مقبول ولا مستساغ ولا ... حتى ولو كانت الزوجة ظالمة وكانت تستحق العقوبة , وحتى ولو كانت أظلمَ أهل الأرض . إن هذا غيـرُ مقبول لأسباب عدة منها أنه إهانةٌ للمرأة , وأنه طعنٌ في مكانة ومنـزلة المرأة عند الأولاد لأن الزوجة تبقى أم الأولاد ويبقى حقها على الأولاد أعظم من حق الأب , حتى ولو كانت ظالمة للزوج ومقصرة في حقه , بل حتى ولو كانت مقصرة في حق الله والزوج معا .

12- الرجل لا يجوز له أن يظلم زوجته , ولكن حتى ولو ظلم الزوجُ زوجـتَـه وضربها بدون حق فإنها يمكن أن تستخدم طرق أخرى شرعية لتوقف زوجها عند حده أو لترفع الظلم عن نفسها , ولكن لا يجوز لها أبدا أن تضرب زوجها ولا حتى أن ترفع يدها في وجهه . هذا حرامٌ عليها ثم حرام. الولد يحرم عليه أن يرفع يده في وجه أحد والديه , والزوجة كذلك يحرم عليها أن ترفع يدها في وجه زوجها من أجل ضربه .

13- الأزواج الذين تضربهم زوجاتهم لا يمكن أن يكونوا أسوياء صحيا ونفسيا .

14- المرأة تحب وتحترم الزوج القوي والمحسن في نفس الوقت , ولكنها يستحيل أن تحب أو تحترم رجلا ضربته ولو مرة واحدة في حياتها .



10- التهاون في الكذب :



قال تلميذ كسول لزميله " يا لخيبتي !" .

قال له زميله " وما ذاك ؟! " .

فأجاب الكسول " لقد تمارضتُ بالأمس لكي لا أذهب إلى المدرسة , وهو يوم عطلة " !!!.



تعليق :



1- عاقبة الكذب شر في الدنيا وعقوبة في الآخرة , وعاقبة الصدق راحة وسعادة في الدنيا ونجاة من عذاب الله في الآخرة .

2- المؤمن كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , قد يكون جبانا وقد يكون بخيلا , ولكنه لا يجوز له أبدا أن يكون كاذبا , سواء كان الكذب أبيضا أو أسودا أو ...

3-من أسوأ ما عند الأولاد الصغار من صفات مذمومة : السرقة والكذب , والكذب أسوأ من السرقة بكل تأكيد , فلينتبه إلى هذا كل مرب وولي ومعلم .

4- إن الولد الصادق ما دام صادقا يمكنه وبسهولة أن يتخلص ( مع الوقت , وبالجهد وبالإرادة والعزيمة ) من كل الآفات الأخرى . وأما بالكذب فيمكن للولد أن يتعود على كل الآفات والسيئات والفواحش الأخرى وإن لم يكن في الأصل متعودا عليها .

5- لا يجوز – كما قال العلماء – للعامل أو الموظف في شركة أو مصنع أو إدارة أو ... عند خاص أو عند الحكومة , لا يجوز له أن يقدم شهادة طبية مزورة أو كاذبة ليعتذر عن غياب . لا يجوز له أن يقدم هذه الشهادة الطبية التي من خلالها يقدم نفسه على أساس أنه مريض وهو في الحقيقة ليس مريضا , كما يفعل الكثير من الناس في زماننا هذا . إن هذه العادة انتشرت كثيرا إلى درجة أنها أصبحت عادية وطبيعية مع أنها حرام ثم حرام .

6- هذا التلميذ الكسول ندم على أنه تمارض في يوم عطلة لا على أنه كذب . وهذا يحدث للأسف للكثير من الناس : يرتكبون الحرام ولا يندمون على فعل الحرام بل يندمون على شيء آخر , وفي هذا من الطيش والتهاون في الدين والغفلة عن حدود الله وقلة المراقبة لله ما فيه .

وأذكر بالمناسبة أن امرأة ( عمرها حوالي 25 سنة ) جاءتني من سنوات لتطلب رقية . قلت لها " لمن ؟".

قالت " لرجل وعدني بالزواج ثم تراجع " . قلتُ لها " وما وظيفتي أنا هنا , وما دخل الرقية في هذا الأمر ؟".

قالت " أريدك أن تعمل له شيئا ليرجع إلي ويتزوجني " .

قلتُ لها " إذن أنت تطلبينني من أجل سحر أعمله له ليحبك ويتزوجك . إن هذا حرام ومنكر . أنا – يا هذه - أرقي الناس ليتخلصوا من السحر ولا أصنع لهم سحرا ".

سمعتُ منها وفهمت منها أنها كانت تعيش مع هذا الرجل ( وهو ضابط في الجيش ) لحوالي 6 أشهر , من الصباح إلى المساء في بيته ( وتقول لأهلها في نهاية كل يوم بأنها ظلت اليوم كله تبحث عن عمل , وأنها ما زالت لم تجد شغلا بعدُ ) , وأنه كان يعاشرها من الصباح إلى المساء وكأنها زوجته , وما قدم لها فقط إلا وعدا كاذبا بالزواج . كان يعاشرها ل 6 أشهر على أنها زوجته وهي ليست حتى خطيبته. وفي نهاية سماعي لها قدمت لها النصائح المناسبة , وكان من ضمن ما قلته لها :

ا- الواجب عليها هو التوبة الصادقة من زناها مع هذا الرجل لشهور , لا الندم على أنه كذب عليها ولم يتزوج منها .

ب- هذا الرجل ساقط , ولا يليق بها أن تندم لأنه فاتها الزواج منه .

جـ- الرجال – إن كانوا لا يخافون الله تعالى - لا يكذبون في شيء مع المرأة مثلما يكذبون في ادعاء الحب وفي الوعد بالزواج .

د- إن صدقت نيتها وتابت إلى الله بحق , فإنني أتمنى من الله أن يرزقها عن قريب بزوج صالح يسعدها دنيا وآخرة .





كمال اجسام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس