عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2008, 10:43 PM   #1 (permalink)

marymina

عضو شرف !!
 




 
marymina على طريق التميز

Post



(( البيت:المدرسة الأولى))

لا شك أن للبيت أهميته الكبرى في حياة الإنسان ، إذ أنه المدرسة الأولى التي يتربى فيها ، ويكتسب منها عاداته وتقاليده وتعاليمه .


فـإن كان البيت صالحاً ، ومنزّهاً عن الإنحراف ، انعكس ذلك على سلوك الأبناء ، فخرجوا أولاداً صالحين خيرّين ، يكونون قرة أعين لأهليهم ومجتمعهم .

وإن كان البيت سيئاً أنجب أولاداً سافلين ، بعيدين كل البعد عن طريق الله تعالى ، وصراطه المستقيم .

يقول القرشي :

( وللبيت أهميته البالغة في التربية ، فمن طريقه تحقق البيئة الإجتماعية آثارها التربوية في الأطفال ، فبفضله تنتقل إليهم تقاليد أمتهم ونظمها وعرفها الخلقي ، وعقائدها وآدابها وفضائلها وتأريخها ، وكثير مما أحرزته من تراث في مختلف الشؤون ، فـإن وفق المنزل في أداء هذه الرسالة الجليلة حققت البيئة الإجتماعية آثارها البليغة في التربية ، وإن فسد المنزل ، فـإن الطفل حتماً يفسد ، ولا تكون له أية شخصية ) .

ويقول فلسفي :

( .. وكقاعدة عامة يمكن أن نقول : إنه يجب البحث عن الأفراد الشرفاء من بين العوائل الشريفة والعريقة ، فالأسر التي عرفت طوال سنين متمادية بالطهارة والتقوى ، والتي خرجت من جميع الإمتحانات في الحياة بنجاح باهر ، لابدّ وأن يبرز من بيتها رجال شجعان يجاهدون في الصفوف الأولى دائماً ، وكراماً يمدون يد المعونة إلى الفقراء في أوقات الأزمة ، ويقدمون ثروتهم بكل خلوص وارتياح للمحتاجين ، فيسلّون بذلك قلوب المصابين ، ويكونون آباء عطوفين لليتامى تملأ قلوبهم الرحمة والشفقة والخير والمحبة للناس .

وعلى العكس من أولئك نجد الأسر المنحطة التي لا تفهم معنى للشجاعة ، ولا توجد كلمة الكرم والعفو في قواميسهم ، والذين لا يفكرون في شيء غير شهواتهم الدنيئة وأغراضهم الشخصية ، تملأ قلوبهم الأنانية والأثرة ، ولا يخلّفون إلاّ أولاداً سافلين منحطين ).

وهكذا نرى أن البيت هو النواة الأولى في بناء شخصية الإنسان الدينية والعقائدية والفكرية والإجتماعية والأخلاقية والروحية ...

فالبيت الطاهر يُخرّج أجيالاً طيبين طاهرين ، يتمتعون بعظمة الشخصية وقوة الإرادة ، وحسن الخلق ... ويوجد عندهم الشعور بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم نحو الدين والمجتمع .

وأما البيت السيء المنحرف فلا يُخرّج إلاّ المنحرفين والمجرمين الذين لا يتورعون عن فعل المنكرات ، ولا يتحرجون من عمل المحرمات في سبيل إشباع غرائزهم وشهواتهم الشيطانية الدنيئة .

************************************




marymina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس