الموضوع: سقرات الموت
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2010, 09:31 PM   #1 (permalink)

القاسم

عضو مجتهد
 




 
القاسم على طريق التميز

Red face







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







سكرات الموت وشدته



نظرا لأهمية لحظة الموت في المراحل الانتقالية للإنسان من حال إلى حال ؛



فقد أولاها القرآن عناية



ملموسة في كثير من آياته . وقد جاءت أربع آيات بينات تصف لحظة الموت ؛



حيث قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)



وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقي ﴾ ( القيامة : 26 )



وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )



وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ﴾ (ق :19 )







وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته



ومدى شدته ؛ حيث قال النبي



صلى الله عليه و سلم ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة



بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة ))



( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، في الحلية مجلد 8 ص 201 )



وتروى لنا عائشة رضي الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول صلى الله عليه و سلم



فتقول :



(( مات النبي صلى الله عليه و سلم وإنه لبين حاقنتي ) الجزء من الجسم

المطمئن بين الترقوة



و الحلق) واقنتي ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ))



( رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازى باب مرض النبي ووفاته 83 )



وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله ÷ كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل



يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول :



(( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))



ثم نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))

( رواه البخاري أيضا في صحيحه في كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )







فانظري أختي المؤمنه كيف كانت سكرات الموت شديدة



على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل



فكيف بالإنسان العادي ؟



وما جرى على النبي محمد صلى الله عليه و سلم من شدائد الموت وسكراته ،



وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ،



هي أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ،



وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ،



ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ،



ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون



في خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ،



قطع الخلق بشدة الموت الذي يعانيه ويقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ،



عدا الشهيد قتيل الكفار كما سنوضحه فيما بعد .







وربما يتساءل البعض : كيف أن الأنبياء والرسل وهم أحباب الله ،



يقاسون هذه الشدائد والسكرات ، مع أن الله قادر على أن يخفف عنهم ؟



والجواب :



إن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل _ كما جاء في الحديث الصحيح :



(( فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ، ورفعة لدرجاتهم عنده ، وليس ذلك في حقهم نقصا ولا عذابا.



بل هو كمال ورفعة ،مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم ، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم



بهذه الشدائد ،



مع إمكان التخفيف والتهوين عليهم ، ليرفع منازلهم ، ويعظم أجورهم قبل موتهم ))







فقد ابتلى الله إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، والأسفار،



وعيسى بالصحار ، والقفار، ومحمد بالفقر



في الدنيا ومقاتلة الكفار؛ كل ذلك لرفعة في أحوالهم، وكمال في درجاتهم ،



ولا يفهم من هذا أن الله شدد



عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخالفين فإن ذلك عقوبة لهم،



ومؤاخذة على إجرامهم ؛ فلا وجه للشبه بين هذا وذاك .



وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذه السكرات ،



لا فرق بين علوي وأرضى، ولا جسماني



ولا روحاني ..



فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ، ويغتص منه غصته، قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ (آل عمران :185 )







:: اللهم ارحمنا وهون علينا من سكرات الموت ::





قولوا أمين يارب ..]





*************



منقول للفائده




القاسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس