عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2010, 03:51 AM   #1 (permalink)

mohand mmz

عضو مجتهد
 




 
mohand mmz على طريق التميز

افتراضي



يقول المولى عز وجل في سورة آل عمران الآية 110

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي في تفسيره


تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان



مفسرا هذه الآية

يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس، لما كانت الآية السابقة وهي قوله: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } أمرا منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به، أخبر في هذه الآية أن الأمة قد قامت بما أمرها الله بالقيام به، وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم { ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم }.



انتهى كلامه.

وقال تعالى في سورة البقرة الآية 143

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا

قال الشيخ السعدي في تفسيرها

ووهبهم الله من العلم والحلم، والعدل والإحسان، ما لم يهبه لأمة سواهم، فلذلك كانوا { أُمَّةً وَسَطًا } [كاملين] ليكونوا { شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم، فما شهدت له هذه الأمة بالقبول، فهو مقبول، وما شهدت له بالرد، فهو مردود. فإن قيل: كيف يقبل حكمهم على غيرهم، والحال أن كل مختصمين غير مقبول قول بعضهم على بعض؟ قيل: إنما لم يقبل قول أحد المتخاصمين، لوجود التهمة فأما إذا انتفت التهمة، وحصلت العدالة التامة، كما في هذه الأمة، فإنما المقصود، الحكم بالعدل والحق، وشرط ذلك، العلم والعدل، وهما موجودان في هذه الأمة، فقبل قولها.

فإن شك شاك في فضلها، وطلب مزكيا لها، فهو أكمل الخلق، نبيهم صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال تعالى: { وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } .[ ص 71 ]

ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم، أنه إذا كان يوم القيامة، وسأل الله المرسلين عن تبليغهم، والأمم المكذبة عن ذلك، وأنكروا أن الأنبياء بلغتهم، استشهدت الأنبياء بهذه الأمة، وزكاها نبيها.

وفي الآية دليل على أن إجماع هذه الأمة، حجة قاطعة، وأنهم معصومون عن الخطأ، لإطلاق قوله: { وَسَطًا } فلو قدر اتفاقهم على الخطأ، لم يكونوا وسطا، إلا في بعض الأمور، ولقوله: { ولتكونوا شهداء على الناس } يقتضي أنهم إذا شهدوا على حكم أن الله أحله أو حرمه أو أوجبه، فإنها معصومة في ذلك. وفيها اشتراط العدالة في الحكم، والشهادة، والفتيا، ونحو ذلك.

فيا له من كرم نحن به ممتعون وعنه غافلون إنها أمة القرآن الأمة المرحومة,

قال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة الجزء2 الصفحة 648:

عن أبي بردة قال : بينما أنا واقف في السوق في إمارة زياد إذ ضربت بإحدى يدي على الأخرى تعجبا فقال رجل من الأنصار قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : مما تعجب يا أبا بردة ؟ قلت : أعجب من قوم دينهم واحد ونبيهم واحد ودعوتهم واحدة وحجهم واحد وغزوهم واحد يستحل بعضهم قتل بعض ! قال : فلا تعجب ؛ فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :


[ أمتي أمة مرحومة ؛ ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا : الفتن والزلازل والقتل ] . ( وهو صحيح الإسناد ) . ( تنبيه ) : واعلم أن المقصود ب ( الأمة ) هنا غالبها ؛ للقطع بأنه لابد من دخول بعضهم النار للتطهير.

انتهى كلامه.

فكيف بأمة هي خير الأمم في الدنيا والآخرة تتخلى عن مجدها ودينها وقرىنها لتصبح أهون أمة على الله وعلى خلقه. فطريق الفوز والمجد والسؤدد والسعادة الدنيوية والأخروية هو العمل بقرآننا وإعطائه حقه من القراءة والحفظ والتعليم والتمسك بديننا وتمثيله خير تمثيل لنكون قدوة لغيرنا لدخول الإسلام لا أن نكون عثرة للآخرين في اعتناقه بسبب سوء اخلاقنا والبعد عن هدي ربنا. قال تعالى في سورة الممتحنة الآية5

رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)

فأوصي نفسي وإخواني بالتمسك بديننا وقرآننا فهو سفينة نجاتنا في بحر الشهوات والشبهات الدنيوية.





mohand mmz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس