عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2010, 04:07 AM   #1 (permalink)

mohand mmz

عضو مجتهد
 




 
mohand mmz على طريق التميز

افتراضي



بسم الله و الحمد لله الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه، أما بعد:



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته









المعصية تُنْسِي العبد نفسه







من عقوبات المعصية أنها تُنْسِي العبد نفسه، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها.

فإن قيل كيف ينسى العبد نفسه؟! وإذا نسى نفسه فأي شيء يذكر؟! وما معنى نسيانه نفسه؟!

قيل: نعم، ينسى نفسه أعظم نسيان، قال تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19]،



فلما نسوا ربهم-سبحانه-؛ نسيهم وأنساهم أنفسهم، كما قال تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67].





فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين:

أحدهما: أنه سبحانه نسيه.

والثانية: أنه أنساه نفسه.





ونسيانه سبحانه للعبد:



- إهماله.

- وتركه.

- وتخلِّيه عنه.

- وإضاعته.

فالهلاك أدنى إليه من اليد للفم.





وأما إنساؤه نفسه فهو:







- إنساؤه لحظوظها العالية وأسباب سعادتها وفلاحها وإصلاحها وما تكمل به، ينسيه ذلك كله جميعه فلا يخطر بباله، ولا يجعله على ذكره، ولا يصرف إليه همته فيرغب فيه، فانه لا يمر بباله حتى يقصده ويؤثره.

- وأيضًا فينسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها، فلا يخطر بباله إزالتها وإصلاحها.

- وأيضًا فينسيه أمراض نفسه وقلبه وآلامها، فلا يخطر بقلبه مداواتها ولا السعي في إزالة عللها وأمراضها التي تؤول به إلى الفساد والهلاك، فهو مريض مثخن بالمرض، ومرضه مترام به إلى التلف، ولا يشعر بمرضه، ولا يخطر بباله مداواته، وهذا من أعظم العقوبة للعامة والخاصة.

فأي عقوبة أعظم من عقوبة من أهمل نفسه وضيَّعها، ونسي مصالحها وداءها ودواءها وأسباب سعادتهما وصلاحها وفلاحها وحياتها الأبدية في النعيم المقيم.





المرجع: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

للإمام: ابن القيم-رحمه الله




mohand mmz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس