عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2011, 03:16 PM   #26 (permalink)

امووووولة

عضو ماسى
 




 
امووووولة على طريق التميز

افتراضي


 باب الوقف والابتداء 

اعلم أخي القارئ أن باب الوقف من أهم الأبواب في علم التجويد فلابد لقارئ القرآن الكريم أن يكون ملماً بقواعد هذا الباب، حتى يتمكن من الوقوف في قراءته على ما يتم ويستقيم به المعنى، وألاّ يؤدي وقوفه إلى معنى غير المراد به في القرآن الكريم، ولذلك سُئل الإمام علي () عن معنى الآية الكريمة  وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً قال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.

وقد قسّم العلماء في علم التجويد الوقف إلى أربعة أقسام عامة:

1-الوقف الاضطراري. 2-الوقف الانتظاري.

3-الوقف الاختباري. 4-الوقف الاختياري



أولاً : الوقف الاضطراري :

وهو التوقف عن القراءة بسبب ضرورة قصوى. مثل: ضيق في النفس أو عطاس أو نسيان ....إلخ.

فللقارئ في هذا النوع الوقوف عندما تحتاج إليه الضرورة. ثم العودة مرة أخرى من الكلمة التي وقف عليها ويكمل قراءته.



ثانيًا : الوقف الانتظاري :

وهو الوقوف على كلمة معينة بسبب الإتيان أو الجمع في أوجه القراءات المختلفة بها. وهذا الوقف لا يكون إلا في مقام التعليم.

ثالثًا : الوقف الاختباري:

وهو الوقف على أي كلمة في القرآن، وذلك للاختبار فيها من أحكام التجويد وأحكام الرسم. وهذا الوقف لا يكون إلا في مقام التعليم، وحكمه أنه يجوز الوقف عليه، ثم يعود القارئ من الكلمة التي وقف عليها ليستكمل قراءته.

رابعًا : الوقف الاختياري :

وهذا الوقف يكون باختيار القارئ دون الحاجة أو الضرورة للوقف.



وهذا النوع ينقسم إلى خمسة أنواع تتراوح بين التمام والكفاية والحسن والقبح والأقبح:



1-الوقف التام: وهو الوقف على ما تم معناه، ولم يتعلق فيما بعده لا بالمعنى ولا باللفظ. وهذا النوع دائما ما يكون في نهايات القصص القرآني، وعلى رءوس الآيات وفي أواخر السور، مثل: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: ُ وأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( ) فهذا وقف تام لأنه تم معناه ولم يتعلق فيما بعده، لا معنى ولا لفظ، لأن الآية التي تأتي بعدها تقول: {إن الذين كفروا سواء عليهم} فلا صلة بين المفلحون والكافرون.



حكمه : يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعدها ولا خلاف في ذلك. وسُمي تام لتمام الكلام به.

2-الوقف الكافي: وهو الوقف على ما يستقيم به المعنى في ذاته، وتعلق فيما بعده معنى لا لفظا. وسُمّي كافيا للاستغناء به عما بعده، ويكون الوقف الكافي على رءوس الآيات وفي وسط الآيات، أو قريبا من أوائل الآيات. مثل الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة:  فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ( ) فهو وقف كافٍ ولكن ما بعده أكفى منه، وهو:  فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ( ) وما بعدهما أكفى منهما  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ( ) ومن ذلك يتبين لك أخي القارئ أن الوقف الكافي درجات في كفايته. كافي ، وأكفى ، وأكفى منه. وحكمه يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده.

3-الوقف الحسن : وهو الوقف على ما يستقيم به الكلام، وتعلق فيما بعده معنى ولفظاً وسُمّي حسن لأنه يحسُن الوقوف عليه، مثال: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب( ) فيحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، لأنه متعلق به لفظا ومعنى.

وحكم الوقف الحسن هو: يحسن الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده، إلا إذا كان هذا الوقف على رأس آية فيجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده، وذلك لأن الوقوف على رءوس الآيات سُنّة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .

أما إذا كان التعلق شديد بين الآيتين بمعنى أنهم يكمل بعضهم بعضا، فقال العلماء في ذلك أنه يجوز للقارئ الوقف على الآية وذلك اقتداء بالسنة ثم العودة للآية ووصلها بما بعدها، وذلك إتماما للمعنى. مثال: قوله تعالى  فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ( ) فيجوز للقارئ الوقف على الآية الأولى اقتداء بالسنة، ثم يرجع ويصل الآيتين إيضاحا للمعنى.

4-الوقف القبيح : وهو الوقف على ما لا يُفهم معناه دون غيره، مثل: الوقف على المضاف دون المضاف إليه أو الجار دون مجروره، أو على الموصوف دون صفته، أو على المعطوف دون المعطوف إليه، أو على المبتدأ دون خبره.

وسمي قبيحاً لعدم إفادته للمعنى. وهذا الوقف يقبِّح القراءة. وحكمه عدم جواز الوقوف عليه. إلا للضرورة. كضيق النفس أو العطاس ...إلخ.

مثال: الوقف على كلمة  الْحَمْدُ  دون وصلها بكلمة  لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( ).

5-الوقف الأقبح : وهو الوقف على ما يُفهم منه معنى شنيع يغير معنى القرآن، كالوقف على قوله تعالى:  لا تَقْرَبُوا الصَّلاة( ) أو  وَمَا مِنْ إِلَهٍ ( ) أو  إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ( ) وحكم هذا الوقف حرام بالإجماع. ومن تعمده عالما بحكمه فقد كفر بالله. ويأتي على قبيل هذا الوقف الأقبح ، الابتداء الأقبح الذي يفهم منه معنى مخالفا لما جاء به القرآن. أو معنى شنيعا كالابتداء بقوله إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ( ) أو  إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ( ) وهذا الابتداء يحرم البدء به ومن تعمد هذا الابتداء فقد خرج من الملة.

وإليك دليل الوقف من متن الجزرية, يقول الإمام الجزري :

وبعد تجويدك للحروف

والابتداء وهي تقسم إذا

وهي لما تم فإن لم يوجد

فالتام فالكاف ولفظا فامنعن

وغير ما تم قبيح وله

وليس في القرآن من وقف وجب

00

00

00

00

00

00 لابد من معرفة الوقوف

ثلاثة تام وكاف وحسن

تعلق أو كان معنى فابتدئ

إلا رءوس الآي جوِّز فالحسن

يوقف مضطرا ويُبدأ قبله

ولا حرام إلا ما له سبب




امووووولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس