عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2011, 11:12 PM   #1 (permalink)

Ahmed.Allam

مشرف
 
الصورة الرمزية Ahmed.Allam
 




 
Ahmed.Allam على طريق التميز
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Ahmed.Allam

Post جريمة على متن قطار السهم الأحمر بقلم محمود غسان







جريمة على متن قطار السهم الأحمر
قضية مستر رينالدو بيروزي ... بقلم محمود غسان


عندما انتهيت من قصة في مسرح الجريمة او قتل خطأ التي قد حازت على إعجاب الكثيرون بدأت في كتابة جزء جديد و كأنها سلسة لنفس الأبطال , و اليوم ها قد انتهيت من كتابة الجزء الجديد و أتمنى ان تنال إعجابكم لأني قد بذلت جهد كبير في إخراجها . . . .

محمود غسان


* * * * *

( سيتم طرح القصة على سبع حلقات )

الحلقة الأولى


سافر المحقق دانيال واتسون و زميلته الآنسة كليرا الى ايطاليا لإلقاء دروس في الجريمة في روما , و كان في انتظارهم المخبر ريناتو زميل المحقق دانيال و صديقه منذ أكثر من خمس سنوات .....

في هذه القصة تدور إحداثها على متن قطار فراتشي أروسا ( السهم الأحمر ) في ايطاليا بين ميلانو و روما حيث تقع جريمة قتل غامضة , يكاد المحقق دانيال واتسون ان يشيب شعره , هذا لان الجاني احكم الخـُطة و لم يدع للثغرات أساس ....

* * * * * * * * *

ايطاليا , ميلانو ....
الساعة السادسة مساءا ...

جلس المحقق دانيال على كرسيه في مقهى محطة ميلانو و في انتظار قدوم النادل , أخذ يقلـّب في محتوى الصحيفة التي أمامه حتى شد نظره نحو خبر سرقة احد البنوك في فاريزي , صـٌدم من هذا الخبر فرمى الصحيفة أمامه بهدوء على الطاولة حتى رأى النادل قادم نحوه ....

اعتذر عن التأخير بعبارة روتينية مؤدبة و قدم له فنجان القهوة و انصرف على الفور , فأخذ رشفه من فنجانه ثم أعاده مكانه بهدوء حتى لمح شخص قادم نحوه و كانت آنسة حسناء طويلة القامة , عاقدة شعرها كذيل الحصان كعادتها و في رفقتها رجل إيطالي الملامح و يحمل بين يديه حقيبة صغيرة ...

صرخ هذا الرجل الإيطالي بلهفة و قال :
" ايها المحقق دانيال واتسون أعظم محقق في ساكرامنتو "
ابتسم المحقق دانيال و نهض فورا لمبادلته التحية ..

ريناتو باريزي رجل طويل القامة , بشرته بيضاء , شعره كثيف و هو رئيس مكتب الشرطة في ميلانو و هو أيضا صديق مقرب لمحقق دانيال منذ خمس سنوات ...

اتخذ ريناتو مقعدا له و كذلك الآنسة كليرا مساعدة المحقق دانيال ,
فقال ريناتو له : " هل تعلم يا سيادة المحقق بأن كان هناك رجـل يود مقابلتك ؟ "
فأجاب باستغراب بعد ثواني : " من ؟؟ هل هو ايطالي ؟؟ "
ابتسم و قال : " بلى ... المفتش فيجو كونيري "
حاول يتذكر الاسم قليلا ثم قال : " هل هو الرجل ذاته الذي حقق في قضية السيدة سليفا كالو في مقتل زوجها العربي ؟؟ , أليس كذلك ؟؟ "

ضحك ريناتو و قال بإشارة بيده : " بلى هو "
فقالت الآنسة كليرا مسرعة : " أتذكر تلك القضية جدا , مدام سليفا كالو كانت تعـُتبر شخصية عامة و علاقتها بالجيش العسكري سبب توتر هذه القضية أكثر "
ابتسم المحقق دانيال و قال : " و أين هو إذن ؟؟ "
أومأ ريناتو برأسه و قال :
" انا أخبرته بأننا سوف ننطلق الى روما , و لكن يبدو و انه انشغل في بعض الأمور "
فنظر المحقق الى ساعة يده و قال : " حسنا هيا بنا , حان موعد تحرك القطار "

اخذ دانيال آخر رشفة من فنجانه ثم دفع الفاتورة للنادل و اخذ حقيبته الصغيرة و تحرك مع رفقته نحو رصيف المحطة ...
فقال ريناتو عندم تحركوا : " مقاعدنا في العربة الثانية "
سكت ثم قال : " ها هي " و أشار إليها بيده ,

فصعد المحقق دانيال واتسون و الآنسة كليرا و ريناتو باريزي الى العربة الثانية , حيث كانت مشغولة جميعها بالركاب و بالكاد استطاعوا تحديد مقاعدهم ..
فاتخذ الجميع أماكنهم و في انتظار تحرك القطار ..

اختلس ريناتو النظر نحو العربة المجاورة ثم قال للمحقق دانيال : " هل تعرف من هنا ؟؟ "
أجاب باستغراب : " من ؟؟ "
- " لا ظن انك تعرفه , اسمه مستر رينالدو بيروزي "

افتعل المحقق دانيال حركة على عدم معرفته له , فقالت الآنسة كليرا : " من هذا ؟؟ "
عدل ريناتو موضعه و قال : " انه رجل غني جدا , زار ايطاليا منذ ستة أعوام تقريبا , افتتح عدة مشاريع في روما و نابولي و جنوة , مشاريع مختلفة , و قام بتوظيف الآلاف من المواطنين و هو الآن يعـُتبر شخصية عامة "
سكت ثم قال : " و لكنه بالطبع ليس إيطالي "
فقال المحقق دون ان ينظر إليه : " و كيف عرفت ؟؟ "
ضحك و قال : " عاداته و تقاليده لا تمس الإيطاليين بتاتا "
فسمع صوت صفارة القطار ثم بدأ بالتحرك نحو فلورنسا عند السادسة و الربع ..

فقرر المحقق و صديقه ان يضيعا الوقت في أمور هادفة حتى وصول القطار , فدار بينهم عن ما حدث في أمريكا في الآونة الأخيرة و الإضرابات و حملات الاعتقال الواسعة للعمال و غير ذلك تحدثا عن عملية اغتيال بن لادن و كيف استطاع قوات كوماندوز مداهمة قصر بن لادن و اغتياله بالتعاون مع القوات الباكستانية ...

و في تمام الساعة الثامنة مساءا توقف القطار في محطة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا فقال هذا الإيطالي بإبتهاج :
" محطة سانتا ماريا نوفيلا "

التفت الى المحقق دانيال و قال : " فلورنسا مدينة جميلة جدا , لها طابع خاص بالنسبة لي "
فتوقف القطار تماما , فبدأ جميع الركاب بمغادرة القطار بينما المخبر ريناتو اعتذر لهم لدخوله دورة المياة ..

فلم يتبقى احد في العربة الثانية سوى المحقق و مساعدته , فالتفت إليها و قال لها :
" تعالي معي ننتظر على الرصيف قليلا "
غادر المحقق دانيال القطار و انتظر عند حافة رصيف المحطة , ثم أشعل غيلونا وبقيّ واقفا بالقرب من القطار , فاقتربت إليه الآنسة كليرا و هي تقول باستغراب :
" منذ متى و أنت تدخن ؟؟ "

ابتسم المحقق و قال : " لقد اشتريت هذا الغيلون من ميلان , انه بنكهة النعناع "
ضحكت و قالت : " هذا ضار لصحتك "
بعد ثواني قليلة جاء إليهم المخبر ريناتو و هو يمسح يديه من الماء بمنشفة صغيرة :
" لماذا تركتم مقاعدكم "
التفت المحقق إليه و قال : " كم بقيّ على تحرك القطار ؟ "
فنظر ريناتو الى ساعة يده و قال : " لا أعلم , ربما نصف ساعة "
فتحرك المحقق و هو يقول : " حسنا انا ذاهب الى مقهى المحطة قليلا "
فلحقت به الآنسة كليرا و هي تقول : " سوف أأتي معك "

* * * * * * * * *

جلس المحقق دانيال و الآنسة كليرا على و اتخذوا مقاعد لهم في مقهى المحطة ثم طلب من النادل فنجاني من الشاي و عندما لاحظت الآنسة السكون الذي حلّ عليه فجأة حاولت أن تكسر ذلك الحاجز , فأصدرت صوتا كما يكن هناك كارثة ..

فقالت بصوت عالي : " ما الأمر ؟؟ "
ابتسم المحقق دانيال و قال : " لا شيء لقد تذكرت فقط آخر قضية قمت بالتحقيق بها معك "
فقطبت حاجبيها و قالت : " تقصد روبيرت باندريك ؟؟ كان هذا منذ عامين .... "
سكت لثانية ثم قال مبتسما و بإشارة بيده : " لا عليك "

فجاء النادل و هو يحمل صينية الشاي فقدمها لهما ثم قال للمحقق بهدوء :
" هل تريد شيئا آخر سيدي ؟؟ "
نظر إليه و قال : " لا , أشكرك "
فالتفت النادل حوليه ثم مال نحو المحقق و قال بهمس : " سيدي هناك رجل يود مقابلتك ؟؟ "
تغيرت ملامحه بشدة ثم قال بإستغراب : " مقابلتي انا ؟؟ من ؟ "
فسمع صوت غليظ من خلفه يقول بالإنجليزية : " أنا ... "

فنظر المحقق خلفه لتتبع مصدر الصوت حتى وجد رجل ابيض اللون شعره ابيض و له شارب ابيض و لحية بيضاء , قوي البنية , و عمره لا يتعدى الستون ...
نهض المحقق على الفور , و كذلك مساعدته الآنسة كليرا , فأقترب المحقق نحوه و قال :
" مرحبا بك سيدي , هل أستطيع مساعدتك ؟؟ "

فنظر هذا الرجل إلى النادل و قال له بالإيطالية : " انصرف أنت "
أحنى رأسه احتراما له و ذهب على الفور ..
فاقترب هذا الرجل أكثر ثم تناول مقعدا و اتخذه مجلسا له ..
فاستغربت الآنسة كليرا له فنظرت الى المحقق دانيال بالخفاء و حركت شفاها و كأنها تريد معرفة من هذا المتطفل .. ..
فجلس المحقق دانيال ثم مساعدته , ثم قال له مجددا : " هل أستطيع مساعدتك .. سيدي ؟؟ "

ابتسم هذا الرجل و قال : " لا يا سيد دانيال , لقد جئت إليك كي أتحدث معك قليلا "
ثم أضاف : " أنا رينالدو ... , رينالدو بيروزي "


يتبع , . . . . . .




التوقيع
Ahmed.Allam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس