فإذا كان هذا في ذلك الزمان ،فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟! في زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نَعل ملفوف في منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك . فقال : هاتها . فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه : أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها ! ولو كذّبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلمفردّها عليّ وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره إذ كان من شأن العامةميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقَبِلْنا هديته وصدّقناه ! ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح . فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر مِن الصِّدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟! والله أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة الفراشه المؤمنة ; 01-13-2012 الساعة 05:51 AM.
|