عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2012, 08:32 PM   #8 (permalink)

Ahmed.Allam

مشرف
 
الصورة الرمزية Ahmed.Allam
 




 
Ahmed.Allam على طريق التميز
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Ahmed.Allam

افتراضي


الحلقة الخامسة

* * * * *

فارتدى المحقق دانيال قفازه البلاستيكي و التقط الكوب و قراء أسفله عبارة " ترينيتاليا "
أصاب المحقق الاستغراب ثم قال : " كيف وصل هذا الكوب الى هنا ؟؟؟ "
ثم اخذ يشتم رائحته بقوة و قال :
" انه ماء بصودا , من الذي طلب ماء بصودا في هذا القطار ؟؟ "
انتظر المضيف لوهلة حتى قال : " يا سيدي الماء لا تضاف الى الفاتورة , لذلك كلا من طلب الطعام , كلا من زار المطعم يطلب كوب من الماء بصودا او بدون صودا "
ثم قال بثقة : " حسنا هل اشتكى احد الركاب عن اختفاء كوب الماء الذي كان يشرب منه ؟؟ "

ظل المضيف جامدا للحظة ثم قال مسرعا : " المعذرة , بلى سيدي , هناك رجل يجلس في العربة الثالثة اخبرني انه كان أمامه كوب من الماء به صودا المحلية بالسكر و أنه اختفى فجأة من أمامه و كان ذلك في قبل وصولنا فلورنسا "

ابتسم المحقق ابتسامة تدل على النجاح ثم قال :
" هل تستطيع تحديد إذا كانت هذا الكوب ماء ام شيئا آخر ؟؟ "
اخذ المضيف يتأمل الكأس ثم قال : " ليس بالتحديد , لكن الغالب انه كوب من الماء "
فأمسك المحقق كوب الماء برفق و تذوقه بطرف لسانه فحاول تميز ما بداخل هذا الكوب ...
ابتسم المحقق دانيال له و طلب من المضيف الإنصرف ...

نظر المحقق الى مخطط عربات القطار ثم التفت للمخبر ريناتو و قال :
" إذا كانت هناك جريمة , فهي تنحصر بركاب العربة الثالثة و الرابعة فقط "
- " لماذا ؟ , قد يكون المضيف كاذب "
ضحك المحقق و قال : " لا يا ريناتو , عدد الركاب في العربات الدرجة الثانية اكتر من 200 راكب , بينما في عربات الدرجة الأولى عدد محدود جدا لذلك اذا كان هو القاتل او متواطئ في الجريمة فمن الأفضل ان يجعلني حائرا و أفكر في مجرم واحد بين 200 راكب , هل فهمت مقصدي , المضيف على حق "

ثم اضاف : هل تعرف من مالك مصنع دراكشي لوكيزيللغزل و النسيج ؟ "
- " نعم سيدي , هذا المصنع في ميلان تابع لرجل الأعمال يدعى بيكاسي لوكيزي "
تركه المحقق دانيال و اتجه الى الضحية و هو يقول :
" كيف وصل له هذا الكوب من الماء ؟؟ "

بينما المحقق يقترب أكثر من مقعد الضحية و هو يتحرك لا شعوريا سمع صوت احتكاك قدمه بشيء غير مألوف , فتوقف عن الحركة و نظر أسفل قدمه فوجد حقنه صغيرة بإبرة من المقدمة , فتناولها بيده بعدما لبس قفازه البلاستيكي قال : " ما هذا ؟؟ "
أخذ يتأمله و هو يقول : " من أين جاء هذا الدواء ؟؟ "
فنظر الى المخبر ريناتو ثم عدل وضعه على الفور و قال له :
" احضر لي مساعده ستيورات من العربة الثالثة "
ثم صرخ و قال : " فورا "
- " حسنا سيدي " , و انصرف ...

فتقدمت الآنسة كليرا و هي تقول : " مرحبا ايها المحقق , هل توصلت الى شيء ؟ "
فقال بيأس : " لا , ليس بعد "
فأشارت الى ما يحمله بيده و قالت : " ما هذا ؟ "
فقال : " لقد وجدته هنا " و أشار نحو موضع قدم الضحية ..

فجاء على الفور الشاب ستيورات و هو يقول : " انا في خدمتك سيدي "
فالتفت نحوه ثم ألقى المحقق دانيال إليه تلك الحقنة الصغيرة و هو يقول :
" هل تعرف ما هذا ؟ "

أخذ ستيورات يتأمله فقال بتلقائية : " انه أنسولين "
فأشار المحقق و قال : " تذوقه بنفسك هيا "
فلم يستجيب ستيورات لطلبه فأقترب إليه و اخذ الحقنة منه ثم ضغط على المقبض فنفر منه بعض القطرات فتذوق ما داخلها و قال : " أنسولين ؟؟ "

فأجاب ستيورات : " بلى , مستر رينالدو بيروزي مصاب بداء السكري و كنت أعطيه جرعات من الأنسولين عند ارتفاع السكر لديه , هذا كل ما في الأمر "
فقال المحقق بثقة : " و هل الانسولين له طعم مسُكّر ؟؟ "
فتغيرت ملامح هذا الشاب و أصابه الاستغراب فلم يستطيع التفوه بكلمة
فأضاف المحقق بتأني : " قلت أنت من تعطيه الجرعات بنفسك ؟ "
فأجاب بتردد : " بلى "
ضحك المحقق و قال : " و لكن هذا السائل جليكوجين "
فصرخ و قال : " ماذا ؟؟ "
ثم قال المحقق و هو يحرك يداه :
" ثانيا , كيف انه مصاب بداء السكري فيشرب كوب من الماء الصودا المحلية بالسكر ؟؟ "

ظهرت ابتسامة شاهقة على وجه المخبر ريناتو ,
فقال المحقق : " قدمت لمستر بيروزي كوب من المياة الصودا المحلية بالسكر دون ان يشعر , لذلك ارتفع لديه نسبة السكر في الدم , و لأن لا يستطيع التحكم بيده لإعطاء الحقنه لنفسه تقوم انت بهذا الدور و لكن هذه المرة قمت بتغير حقنة الأنسولين بحقنة جليكوجين فدخل في غيبوبة و لكنه مات "

ظهرت علامات الدهشة على ملامح الشاب و لكن أضاف المحقق مسرعا : " اين المال الذي كنتم تودون تقديمه الى صاحب المصنع في روما ؟ , لان يوجد مال في حوزة الضحية , لأنك قمت بسرقته ..... "
ثم اقترب المحقق منه أكثر و قال بتهديد : " أنت رهن اعتقال ! "

لم يكن يستطيع الشاب ستيورات التحكم فيما يخرج منه و لكن أصدر بعض الألفاظ الغير المفهومة ثم سقط فاقدا للوعي ...
فقام المخبر ريناتو بتقييد يداه في إحدى المقاعد العربة الرابعة ...
التفت المحقق دانيال الى المخبر ريناتو و قال :
" أريد منك ان تذيع خبر أننا قبضنا على الجاني و اننا سوف نسلمه للعادلة فور وصولنا "
ثم أضاف قبل ان يتحرك :
" و أريدك أيضا ان لا تذيع الخبر في جميع عربات القطار , الثالثة فقط "
همّ المخبر للتحرك و لكنه وقف فجأة و التفت الى المحقق دانيال يستفهم عن السبب ,
فقال له بثقة : " ستيورات ليس الجاني "

* * * * * * * * *

المحقق يعرف حق المعرفة ان مساعد مستر بيروزي لم يرتكب الجريمة , و لكن أراد فقط كسب وقت , لذلك طلب من الآنسة كليرا ان تتخذ مقعدا لها في العربة الثالثة بين المشتبه بينهم حتى اذا لاحظت حدوث أي أمر غير مألوف تتخذ موقف فورا ..

ثم طلب المحقق من المخبر معرفة هوية الموجودين في العربة الثالثة و الرابعة و من منهم غادر في فلورنسا ...


* * * * * * * * *
جلس المحقق مع المخبر ريناتو يستعلم منه عن باقي المقاعد المشغولة من قبل الركاب وقت وقوع الجريمة , فطلب التحقيق مع الرجل الذي كان يشغل المقعد رقم 21 في بداية تحرك القطار في ميلانو , فكان رجل قصير القامة شعره أجعد و وبشرته ناصعة البياض و يرتدي قبعة دائرية و له شارب قصير , فأحس المحقق منه بأنه ليس لديه الكثير لن شوهد أكثر من لحظة بان قضى معظم الوقت نائما ..

جلس هذا الرجل أمام المحقق دانيال و هو يقول بصوت أجش :
" مرحبا سيدي , ما الأمر ؟؟ "
فقال المحقق بروتين معهود : " أود فقط ان أسألك بعض الأسئلة "
فأجابه ببساطة : " تفضل "
نظر المحقق الى بعض الأوراق التي امامه ثم قال له : " اسمك أولا ؟ "
- " نيرو ايكيزي"
اندهش المحقق ثم قال بعد ثوان : " هل تسمح لي برؤية بطاقة تحقيق الشخصية ؟ "
فقال له : بالطبع سيدي "
فأخرجها من حقيبة يده ثم قدم إليه بطاقة تحقيق شخصيته ,
فأخذ يتأملها فوجد الإسم بالإيطالية : Nero Eucasi
فأعطاه بطاقته و قال له : " اولا , لماذا قمت بتغير مقعدك ؟ , على حسب معلوماتي انك كنت تجلس على المقعد رقم 21 , أليس كذلك ؟ "
- " بلى , و لكني قمت بتغيره بعد التوقف في فلورنسا , ذلك لأني أردت ان ابتعد عن الثرثاران المسنان الذي كانا يجلسان بجواري , حتى تسنى لي مقعدا فارغا "

- " حسنا , هل طلبت من المضيف أي مشروبات او أطعمة ؟ "
- " لا سيدي "
- " هل رأيت شخص ما يعطى هذه الحقنة للضحية ؟ "

فقال نيرو بتأني : " بالرغم أني كنت نائما و لكني رأيته يبحث عن شيئا ما بتوتر , فمر المضيف من جواره فطلب منه ان يقوم بحقنه بهذه الحقنة "
- " هل اطلعت على ملامحه "
- " لا , لم يكن في وسعي ذلك , و لكنه كان قصير القامة "
فمال المحقق جسده نحو و قال : " هل تتذكر متى كان ذلك ؟ "
فأجاب ايكيزي بتأني : " بعد تحرك القطار من فلورنسا "
بحذر : " متى تحديدا "
فقال بتلقائية : " لا أستطيع التذكر "

فنظر الى الأرضية قليلا ...
ثم استأنف الحديث مع نيروو ايكيزي قائلا :
" حسنا , المضيف الذي حقن الضحية , هل رأيته مجددا ؟ "
صمت قليلا ثم قال : " لا و لكن كان هناك مضيف آخر , على الأغلب كان طويل القامة جاء من المطعم و هو يحمل كوب الماء للرجل الذي مات و رأيته يغادر مرة آخر , لا أتذكر في الحقيقة إذا كان قد عاد مرة أخرى ام لا "
- " هل رأيته و هو يقدم الطعام لمستر رينالدو بيروزي ؟ "
- " لا لا , لا اتذكر هذا "


أصدر المحقق صوت همهمة ثم قال : " لا بأس من ذلك , سؤال آخر , ما هو عملك ؟ "
ابتسم نيرو و قال : " هل هذا ضروري للتحقيق ؟ "
فأجاب بتلقائية : " لا و لكن كي أضيفه الى ملف التحقيق , ليس إلا "
فأجابه قائلا : " حسنا , أنا لدي عدة محلات تجارية لبيع الملابس في ميلان "
فقال المحقق " و ما هو سبب زيارتك الى روما ؟ "
رفع حاجبيه و قال : " بسبب شقيقتي توفي زوجها أمس , لذلك فضلت السفر و البقاء بجوارها لعدة ايام حتى تستقر حالتها "
ابتسم المحقق و قال : " شكرا على إفادتك "


* * * * * * * * *



يتبع , . . . . .



التوقيع
Ahmed.Allam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس