عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2012, 08:33 PM   #9 (permalink)

Ahmed.Allam

مشرف
 
الصورة الرمزية Ahmed.Allam
 




 
Ahmed.Allam على طريق التميز
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Ahmed.Allam

Post


الحلقة السادسة

* * * * *

بعدما انتهى من التحقيق مع نيروو ايكيزي طلب التحدث مع الرجل مسن زوجته اللذان يجلسان في المقعد رقم 23 و 25 , فطلب استدعائهم للعربة الرابعة لأخذ أفادتهم ,

فبدأ في التحقيق معهم بقوله : " عندما توقف القطار في فلورنسا هل رأيت شخص ما يتحرك من العربة الثالثة نحو العربة الرابعة ؟ "
فأجاب الرجل المسن , : " يا سيدي , قبل تحرك القطار من فلورنسا بدقائق جاء المضيف من العربة الثالثة و بعدما تحرك القطار مر رجل من أمامي و لم يعد "

- " حسنا , هل تستطيع وصف هذا الرجل ؟ "
أصدر كحة بصوت عالي ثم قال ببطء : " لا أظن سيدي , كل ما تبين لي انه كان يرتدي قبعة كانت تغطي ملامح وجه و يرتدي معطف جلدي , لم أستطيع رؤية وجه و لكنه كان ضعيف البنية "
فقال المحقق بحذر : " الرجل الذي كان يجلس بجواركم هل رأيت عليه أي تصرفات غير طبيعية "
فأجاب و هو يحاول ان يتذكر : " هذا الرجل كان يجلس في مقعد رقم 21 بجواري , و لكن عندما توقف القطار في فلورنسا انتقل الى المقعد الخلفي "

ابتسم المحقق و قال :
" هل مر المضيف من جواركم نحو العربة الثالثة و هو يحمل طعاما ؟؟ "
- " نعم كان هذا قبل توقف القطار في فلورنسا و أيضا مرة واحدة بعد توقف القطار في فلورنسا و لم يكن يحمل طعاما "
- " أشكرك جدا , هل لديك أي معلومات أخرى تود إضافتها ؟ "
أجاب بسرعة : " لا سيدي , هذا ما لدي "

فشكره المحقق دانيال على أفادته و طلب منه التوجه الى العربة الثالثة و أكد عليه عدم الحديث فيما دار بينهم ...

* * * * * * * * *


بعد دقائق معدودة جاء المخبر ريناتو و هو يقول :
" سيدي هناك فتاة غير موجودة في العربة الثالثة , من المفترض ان تغادر في روما "
فقال المحقق و كأنه يكلم نفسه : " اللعنة , كيف سوف نصل لها ؟ "
- " اسمها ايرين بادوفانو "
نظر إليه و ابتسم و قال : " و كيف عرفت ؟؟ "
اشار المخبر الى القائمة التي لديه و قال : " لقد حجزت عبر الإنترنت ببطاقة ائتمان "

فأشار المحقق الى مكتب المدير و قال : " قد تكون في إحدى عربات القطار اذا , اطلب من مشرف القطارات ان يبلغ عن هذا الاسم و يطلب حضوره الى العربة الرابعة ... "

و بالفعل لم يمضى سوى عشر دقائق حتى جاءت فتاة متوسطة الطول , سمراء , و تتحرك بهدوء شديد , فدخلت العربة الرابعة و فجدت رجل ملقى على وجه و مغطى بقطعة من القماش , فأحسّت بالخوف قليلا و لكن قام المحقق معها باللازم و حاول ان يهدئها ثم قال لها :
" لا تقلقي تفضلي اجلسي "
فجلست و عيناها لا تفارق النظر الى الضحية فأشاد المحقق انتباها و قال :
" آنستي من فضلك علي ان أسألك بعض الأسئلة بحكم انك كنتي في العربة المجاورة "
فقالت بتردد : " تفضل "

استرق المحقق جملة من رزمة ورق لديه و قال :
" أولا ما سبب انتقالك الى العربة الثامنة ؟؟ "
- " لقد اتصلت بي صديقتي و أخبرتني أنها على متن القطار الذي انطلق نحو روما لذلك انتقلت الى العربة الثامنة و فضّـلت الجلوس بجوارها "
- " في أي مقعد هي ؟ "
- " مقعد رقم 65 "
أصدر صوت همهمة ثم قال : " متى غادرتي مقعدك بالتحديد ؟؟ "
حاول ان تتذكر لثواني ثم قالت : " عندما توقف القطار في فلورنسا "
بحذر : " متى تحديدا "
- " بعد توقف القطار مباشرة "
- " حسنا , عندما غادرتي مقعدك , هل رأيت هذا الرجل – و أشار الى الضحية – حيا ؟؟ "
- " لا هذا المقعد كان فارغا "
- " هل رأيتِ مساعده ؟؟ "
- " لا سيدي "
نظر إليها بشدة و قال : " أين حقائبك ؟؟ "
فأشارت الى العربة الثالثة و قالت : "هناك , و هي حقيبة واحدة "
- " ما سبب سفرك الى روما ؟؟ "
- " من أجل العمل "
- " من أين انت .. ؟ "
- " من فيرونا "
- " ممتاز , و لكن من فضلك اعتذري لصديقتك و اخبريها بأنك سوف تعودي لمقعدك مجددا "
- " حسنا " و همت للمغاردة و لكن أوقفها قائلا : " الآن "
فتوقفت و التفت إليه , و قال لها : " اتصلي بها الآن و اخبريها بذلك "


* * * * * * * * *


ثم التقى مع الشاب الذي اخبر المضيف عن اختفاء كوب الماء الذي كان أمامه ,
فوجده شاب وسيم بشرته بيضاء متوسط الطول ...
فسأله عن اسمه قال : " ديفيد رولينغز "
أندهش قليلا ثم غيّر ملامح وجه و قال : " هل أنت أمريكي ؟ "
- " بلى و قد أتيت هنا منذ سنتين مع زوجتي للبحث عن عمل "
- " هل معك جواز مرورك ؟؟ "
- " لا لقد فقد مني منذ ثلاث أيام " , ثم اخرج من جيبه ورقة و قال :
" تفضل هذه ورقة من الخارجية الأمريكية تثبت ما أقول "

فأخذها منه و قرأ بعض العبارات منها ثم أعادها إليه مرة أخرى فقال له :
" حسنا و مرحبا بك "
فسأله : " متى قدم المضيف لك الطعام ؟؟ و متى اختفى كوب الماء الذي قــُدم لك ؟ "
أغمض ديفيد عيناه قليلا ثم قال : " قدم المضيف لي الطعام تقريبا الساعة السابعة و النصف , و اختفى كوب الماء قبل توقف القطار في فلورنسا , لذلك عندما عاد المضيف كي ادفع له الفاتورة أخبرته ان الكوب قد اختفى فجأة , و بالطبع لم يصدقني و ظن اني قد سرقته "
فقال المحقق له :
" عندما عاد المضيف إليك كي يأخذ حساب الطعام , هل لاحظت في عربته طعام او ما شابه "
- " لا سيدي , لقد قدم إلي منفردا و لم يكن يحمل أي شيء سوى الفاتورة "

- " هل رأيت مضيف آخر غير الذي قــَدم لك الطعام بعد توقف القطار في فلورنسا ؟؟ "
- " لا "
- " هناك آنسة تجلس خلفك , هل تعرف اذا كانت طلبت أطعمة او مشروبات او خلافه "
- " لا أستطيع الجزم في ذلك , لكن سيدي تستطيع ان تسأل المضيف "

فقال المحقق : " بعدما تحرك القطار هل رأيت المضيف مجددا ؟؟ "
- " لا , لا أظن ذلك "
سكت المحقق دانيال لثواني ثم أصدر كحة و قال : " ما هو عملك ؟ "
- " انا حاليا لا اعمل , و لكن آخر عمل لي كان .... "
قاطعه مسرعا : " وجهتك نحو روما , ما سبب سفرك ؟ "
-" اريد فقط تثبيت عقد زواجي في الفاتيكان "
ثم مد يداه الى جيبه و اخرج عقد زواجه , و طلب منه ان يراه و لكن اكتفى بذلك و شكره على الحديث معه ...


* * * * * * * * *


اكتفى المحقق دانيال بالتحقيق معه , لكنه على وعي تام بأن هناك أمر غير طبيعي يجري , لان ما يحدث الآن غير صحيح ..
لذلك بقي منفردا مع الضحية و حاول ان يتخيل ما حدث , بينما عاد للشاب ستيورات وعيه فحل المحقق وثاقه و طلب منه ان يفصّـل ما حدث منذ لحظة صعودهم على متن القطار ....

فكان المحقق مطمئن له و يعلم بأنه ليس مرتكب الجريمة فقال له بهدوء :
" انا اعلم بأنك لست مرتكبا للجريمة , و لكن كان يجب ان افعل هذا معك كي اطمئن الجاني الحقيقي , و لكن ما حدث الآن يبعد الاتهام عن أي شخص و يصورها لي مجرد حالة إغماء أدت الى وفاة "

فقال سيتورات بيأس : " و الآن , ماذا تريد مني ؟ "
- " اريد منك أولا ان تصف لي شكل تلك الحقيبتين اللاتي سرقوا , لأنهم على اغلب الظن أنهم على متن هذا القطار "

فقال سيتورات بلهجة متوترة : " كان يحمل حقيبتين تبلغ كل واحدة منهم مائتي الف يورو , بلى , حقيبتين سوداء اللون ..... "
فنظر المحقق إليه بشدة و قال : " ابقى انت هنا "

فسرعان ما ذهب الى مشرف القطار و اخبره بأنه يريد تفتيش القطار فرفض مبدئيا حتى أقنعه المحقق بتفتيش العربة الثالثة و الرابعة فقط ...

قاما موظفو القطار بتفتيش العربتان تفتيشا دقيقا بينما المحقق ينظر إليهم بشغف و هو ينتظر النتيجة فمالت نحوه الآنسة كليرا و هي تقول : " أي مصيبة هذه ؟؟ "
فقال لها بصوت خافت : " اذا كنت اعلم ان سوف تحدت جريمة على هذا القطار , كنت افضّـل ان استقـل الحافلات "
فتقدم المخبر ريناتو و هو يقول بصوت عال ِ:
" سيدي لقد قمت بتدوين الأغراض لجميع الركاب , تفضل "
وأعطاه ورقة صغيرة فأخذ يقراها بصوت خافت

بونادو فريشكي : حقيبة صفراء بها ملابس قليلة و بعض الأدوية و العقاقير
ديفيد رولينغز : حقيبة سوداء و بها بعض الملابس
ايرين بادوفانو : حقيبة سوداء و ملابس أنيقة و بعض المجوهرات الثمينة
نيرو ايكيزي : يحمل فقط حقيبة يد بها بعض الأوراق النقدية و قبعة دائرية و معطف جلدي
الرجل و المسنة و زوجته : كان لديهما ثلاث حقائب و جميعها كانت مجرد هداية للأطفال


ثم أضاف ريناتو :
" و وجدنا هذه القميص الأزرق في العربة الرابعة أسفل المقعد رقم 55 , خلف الضحية "


* * * * * * * * *


لقد شتت تفكير المحقق دانيال و من معه , فلم يعد قادر على حل هذا اللغز , و لذلك شك و لو للحظة بأن ليس هناك جريمة بتاتا بل انها مجرد حادثة تسببت في موته ...
بدا المحقق دانيال و الآنسة كليرا مراجعة جميع أقوال الشهود فيما بينهم ...

فجلست أمامه و هي تقول بصوت منخفض : " بداية يجب ان نقول ان هناك جريمة قتل , لان حقنة الأنسولين استبدلت بحقنة جليكوجين "
فأصدر المحقق دانيال صوتا يدل على اهتمام ثم أضافت مسرعة : " ثانيا , سرقة الحقيبتين الذي من المفترض ان يدفعهم مستر بيروزي الى صاحب مصنع الغزل و النسيج و القميص الأزرق الذي ارتداه الجاني و انتحل شخصية المضيف كي يقدم كوب الماء المسكـّر "

ابتسم المحقق و قال مسرعا : " هل تعلمين ان السر في مصنع الغزل و النسيج "
اندهشت ثم قالت : " كيف هذا ؟ "

فدخل المخبر ريناتو العربة الرابعة و هو يقول :
" لقد بقيّ على روما خمس و عشرون دقيقة فقط "
لم يعره اهتمام فيما أضاف و لكنه نظر إليه و قال :
" احضر لي ستيورات الآن و الرجل المسن "
فغادر على الفور , فجاء اولا ستيورات ديفيس ثم تبعه الرجل المسن ,

فقال المحقق لسيتورات : " من فضلك احضر لي العقد الابتدائي "
اقترب الشاب ستيورات الى الضحية و مد يداه في جيبه الداخلي و اخرج ورقة مطوية صغيرة و قدمها الى المحقق بكل هدوء ...

فتناولها منه و هو يقول : " هل هناك مبلغ ما تم دفعه مسبقا "
- " لا سيدي "
افتتح تلك الورقة المطوية و بدأ يقرأ ما بها ثم قال :
" من الذي ابرم الصفقة معكم اذ كنت تقول ان صاحب المصنع في روما "
فقال بعدم يقين : " انه مدير أعماله يدعى جاستوفو فانوتشي "
فقرأ في بداية العقد اسم مالك المصنع بالإيطالية بهذا الشكل : Lucasi Bekasi

سكت المحقق قليلا ثم قالت كليرا : " هل تحدثتم مع صاحب المصنع ام لا "
التفت إليها و قال " لا و لكن تحدثنا مع نجله و اخبرني بأنه ينتظرنا في روما "
فسرعان ما قال المحقق بشغف : " ما اسمه "
أعاد نظره الى المحقق مجددا و قال ببطء : " أظن انه قال انه يدعى جراتشي "


يتبع , . . . . .



التوقيع
Ahmed.Allam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس