منتديات داونلودز2


العودة   منتديات داونلودز2 > >

القسم الدينى هنا تجد كل شىء عن الاسلام من خطب ولقاءات دينية



حق القرآن الجزء الاول

حق القرآن إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-22-2007, 06:37 PM   #1 (permalink)
عضو ماسى
 




 
{the rock} على طريق التميز

افتراضي





حق القرآن





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله:



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران: 102.



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} سورة النساء: 1



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب: 70 ، 71.



أما بعد ..



فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد r وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.



ثم أما بعد ...



فحياكم الله جميعاً أيها الأخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله عز وجل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الذى جمعنا فى هذه الدنيا دائماً وأبداً على طاعته أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.



أحبتى فى الله:



حقوق يجب أن تعرف سلسلة منهجية تحدد الدواء من القرآن والسنة لهذا الداء العضال الذى استشرى فى جسد الأمة ألا وهو الانفصام النكد بين منهجها المنير وواقعها المؤلم المرير، فأنا لا أعرف زماناً قد انحرفت فيه الأمة عن منهج ربها ونبيها كهذا الزمان فأردت أن أذكر نفسى وأمتى بهذه الحقوق الكبيرة التى ضاعت لعلها أن تسمع من جديد عن الله عز وجل، ولعلها أن تسمع من جديد عن رسول الله r ، وتردد مع الصادقين السابقين الأولين قولتهم الخالدة: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.



ونحن اليوم بحول الله ومدده على موعد مع اللقاء الثلاثين من لقاءات هذه السلسلة الكريمة مع حق كبير جليل ألا وهو (حق القرآن).



وكعادتى وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثى مع حضراتكم فى هذا الحق الجليل فى العناصر التالية.



أولاً:مصدرية القرآن دليل على إعجازه.



ثانياً: كيف جمع القرآن ووصل إلينا.



ثالثاً: حق القرآن.



فأعيرونى القلوب والأسماع



فأعيرونى القلوب والأسماع بل والكيان كله، فإن الموضوع والله من الجلال والأهمية والخطورة بمكان، والله أسأل أن يرد الأمة ردا جميلاً إلى القرآن والسنة إنه ولى ذلك والقادر عليه.



أولاً: مصدرية القرآن دليل على إعجازه:



أحبتى فى الله القرآن كلام الله جل وعلا، وهذا أعظم دليل على إعجاز القرآن، فمصدرية القرآن دليل على إعجازه فهو كلام الله الذى يصل فضله على كل الكلام كفضل الله على كل الخلق، فهو كلام الله الذى يصل فضله على كل الكلام كفضل الله على سائر الخلق.



القرآن هو كلام الله الذى تحدى به البشرية عامة وتحدى به المشركين خاصة وما زال التحدى قائماً إلى يوم القيامة قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء فلما عجزوا عن الإتيان بقرآن مثله فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (13) سورة هود فعجزوا فخفف الله التحدى إلى أقل درجاته فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثل سور القرآن الجليل فعجزوا قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (38) سورة يونس. قال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (23، 24) سورة البقرة.



أيها الأفاضل كلام الله جل جلاله ألا وهو القرآن الكريم الذى لو أنزله الله على جبل لتصدع الجبل من خشية الجليل قال سبحانه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (21) سورة الحشر.



كيف تخشع الجبال للقرآن ولا تخشع القلوب؟ سؤال مرير كيف تتصدع الجبال للقرآن ولا تتحرك له القلوب: ينقسم الناس إلى ثلاثة أصناف:



الصنف الأول: ميت القلب فهذا لو سمع القرآن كله ما تدبر وما تأثر.



الصنف الثانى: حى القلب لكنه معرض عن القرآن، حى القلب لكنه لا يسمع بأذن رأسه ولا بأذن قلبه لآيات الله المتلوة، ومن ثم هو لا يتأثر البتة بآيات الله المتلوة والمرئية فى الكون؛ لأنه معرض عه وقلبه عن الله جل وعلا هؤلاء هم أهل

الغفلة عياذا بالله.



الصنف الثالث: حى القلب منتفع بالآيات المتلوة والمرتبة قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق. فرجل حى القلب ومع ذلك إذا سمع من الله أصغى عه واستجمع كل كيانه وكل جوارحه بإنصات وخشوع ليسمع عن الله إذا سمع ربه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ } (1) سورة المائدة. أصغى عه وانتبه غاية الأنتباه لأن الذى ينادى عليه ربه، فإما خيراً سيأمر به وإما شراً سينهى عنه، فإذا تلى عليه القرآن الكريم تأثر فخشع قلبه واقشعرت جوارحه وانطلق ليحول هذا الكلام الغالى الجليل إلى واقع عملى فى دنيا الناس.



هذا هو الذى ينتفع بآيات الله المتلوة وآيات الله المشهودة أى: المرئية فى الكون من عرشه إلى فرشه، فالقرآن تخشع وتتصدع له الجبال ولا تتحرك له القلوب الموات لذا قال عثمان رضى الله عنه: والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا.



هذا القرآن تصور أن المشركين فى مكة كانوا يخافون على أنفسهم من سماع القرآن تصور معى مرة أخرى أن المشركين أنفسهم كانوا يخشون على أنفسهم من سماع القرآن لماذا؟ لأن القرآن كان يصدع عناد الكفر والكبر فى قلوبهم بل فى السنة الخامسة من البعثة النبوية المطهرة انطلق النبى r إلى بيت الله الحرام ليصلى لله جل وعلا على مرأى ومسمع من صناديد الشرك والكفر، فكانوا يكرهون ذلك حتى قال اللعين أبو جهل: أيعفر محمد وجهه بين أظهرنا بمعنى أيسجد محمد لربه على مرأى ومسمع منا فى الكعبة. واللات والعزى إن أتى محمد ليصلى لأطأن عنقه أى: لأضعن رجلى أو حذائى ووقف يصلى لله تعالى فلما سجد انطلق اللعين أيو جهل وهو يهيأ له أنه سيطأ عنق النبى وهو ساجد، فلما اقترب من رسول الله r عاد إلى الخلف يجرى وهو يدفع بيديه هكذا هكذا وكأنه يرد عن وجهه شيئا فلما اقترب من المشركين قالوا: ماذا يا أبا الحكم؟! لماذا رجعت لماذا جريت بهذه الصورة المزرية؟ فقال أبو جهل: إن بينى وبين محمد خندقا من نار وإنى أرى أجنحة.



فلما أنتهى النبى من صلاته قال قولته الجميلة:" والذى نفس محمد بيده لودنا- أى: لو اقترب منى- لاختطفته الملائكة عضوا عضوا".



الشاهد دخل النبى r ليصلى لله جل جلاله والمشركون ينظرون إليه بتغيظ شديد ورفع الحبيب صوته بالتلاوة فقرأ سورة النجم كاملة، وأرجو أن تتصور حلاوة وجلال القرآن وهو يخرج من فم الحبيب.



الرسول هو الذى يتلو فليست التلاوة الآن لبشر عادى يتلو والمشركون يسمعون القرآن من فم رسول الله r وقرأ النبى السورة كاملة وقرأ فى آخر السورة آيات جليلة تخشع لها الحجارة وتخشع لها الجبال والقلوب: {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ* أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} (57، 61) سورة النجم. أى: ترقصون وتطلبون وتزمرون {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا*} (62) سورة النجم. وخر النبى لله ساجدا لربه.



اسمع... فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه فخر ساجداً لله هل تتصورون هذا أيها الأفاضل.



نعم الحديث رواه الإمام البخارى فى كتاب سجود التلاوة رواه مختصراً من حديث ابن عباس رضى الله عنه: سجد r بالنجم.. أى: بسورة النجم.. وسجد معه المشركون والمسلمون والجن والأنس ([1]) .



نعم الجن : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} الجن هم الذى يتحدثون عن القرآن {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (1، 2) سورة الجن .



سجد النبى معه المسلمون والجن والإنس وهذا هو السر يا طلبة العلم الذى جعل المهاجرون الأوائل الذين هاجروا من بطش المشركين فرارا من مكة إلى الحبشة، هذا هو السر الذى جعلهم يرجعون يرجعون من الحبشة بعد هجرتهم الأولى لما بلغهم الخبر بأن المشركين سجدوا خلف رسول الله r ظنوا أنهم آمنوا بالله جل وعلا فعادوا إلى مكة ولكنهم عندما رفعوا رؤوسهم جميعا أنكروا ما فعلوه وما صنعوه ولكنه القرآن الذى صدع عناد الكفر فى رؤوسهم، فسجدوا جميعا لله من جلال القرآن وروعته وعظمته نعم أيها الأفاضل الوليد بن المغيرة والد فارس الإسلام وسيف الله المسلول والد خالد بن الوليد كان متعنتاً متكبراً منكرا فلما ذهب إلى النبى r ليعرض عليهم الملك والجاه والسلطان حتى يرجع إلى دين آبائه وأجداده، وقد قرأ عليه النبى (ص) آيات جليلة من القرآن الكريم قال الوليد كلماته الخالدة فى حق القرآن- والحق ما شهدت به الأعداء- قال الوليد: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو

ولا يعلى عليه.



هذا هو الصحيح هذه هى الكلمات الصحيحة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ... هذه شهادة كافر عنيد للقرآن فلما انطلق بهذه الكلمات للمشركين قالوا: إذا صدق والله الوليد إذا لتصبأن قريش كلها وعاد حتى لا تضيع زعامته فى القوم ففكر وقدر الأمر من جميع جوانبه ثم عاد ليعلن شهادته الظالمة فى حق النبى r كما قال ربنا جل وعلا فى شأن الوليد: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا* إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ* سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} (11، 28) سورة المدثر . انظر إلى شهادته فى حق القرآن قال الله تعالى لنبيه r : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} (33) سورة الأنعام.



السؤال الثانى: على وجه السرعة كيف وصل إلينا القرآن؟ هذا هو عنصرنا الثانى كيف جمع القرآن وكيف وصل إلينا المصحف الإمام؟



والجواب باختصار سريع:



المرحلة الأولى من مراحل جمع القرآن: كانت فى عهد الحبيب المصطفى r وهى المرحلى التى جمع فيها فى صدر النبى وفى صدور الصحابة، من الله عليهم بملكة حفظ جليلة، وحفظ النبى r القرآن فانتقل القرآن من صدر النبى r إلى صدور الصحابة رضوان الله عليهم بل كان النبى r من شدة حرصه على حفظ القرآن يتعجل التلاوة خلف أمين السماء فنزل قول الله جل وعلا: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (16، 17) سورة القيامة. أى: قراءة جبريل عليه السلام {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (16، 19) سورة القيامة . سيبينه الله لرسوله r فجمع القرآن فى صدر النبى r واتخذ النبى r مجموعة من كتاب الوحى كزيد بن ثابت رضى الله عنه الذى سماه الإمام البخارى بكاتب النبى r وكأبى بن كعب، وعبد الله بن مسعود وغيرهم رضى الله عنهم، فكان النبى إذا نزل عليه جبريل بالآية أمر كتاب الوحى فنسخوها فى اللخاف والعسب، واللخاف نوع من أنواع الحجارة الرقيقة التى كانت تنحت أو يكتب عليها، والعسب جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكتبون عليه أيضاً فكان يأمر النبى r كتبة الوحى بكتابة الآيات كما يمليها عليهم رسول الله r وظل القرآن فى هذه المرحلة فى اللخاف والعسب أى: فى جريد النخل ومكتوب على الحجارة وفى صدور الرجال إلى أن مات سيد الرجال r.



أما المرحلة الثانية: فلقد كانت فى عهد أبى بكر- رضى الله عنه- لما وقعت معركة اليمامة بين مسيلمة الكذاب وبين الصحابة قتل فى هذه المعركة عدد هائل من الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن فى صدورهم فجاء الملهم عمر رضى الله عنه إلى الصديق المسدد أبى بكر وقال عمر للصديق: يا أبا بكر يا خليفة رسول الله اجمع القرآن فى مصحف واحد.



فقال الصديق الذى كان مثالاً للإخلاص والاتباع: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله، لا ... فقال عمر: هذا والله خير ... والحديث فى صحيح البخارى قال الصديق: فمازال عمر يراجعنى- أى: يجمع القرآن فى المصحف- حتى شرح الله صدرى بقول عمر: فأرسل إلى زيد بن ثابت رضى الله عنه.



اسمع ... فقال الصديق لزيد- والحديث فى صحيح البخابرى كما ذكرت- قال الصديق: يا زيد إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك.



انظروا يا شباب الإسلام إلى شباب الصحابة فزيد بن ثابت كان شاباً فى ريعان شبابه، واختاره النبى كاتباً من كتاب الوحى بل سماه البخارى كاتب النبى r

يالها من كرامة.



إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك فتتبع القرآن واجمعه قال زيد: والله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى به من جمع القرآن.



أنظروا إلى أصحاب الهمم العالية الذين يقدرون المسؤوليات الضخام الجسام قال: والله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى به من جمع القرآن قال: فتتبعت القرآن فجمعته من اللخاف أى: من الحجارة الرقيقة ومن العسب أى من جريد النخل وصدور الرجال وجمع القرآن فى صحف ضخمة عديدة، وانتقلت هذه الصحف إلى بيت الصديق رضى الله عنه فلما توفى الصديق انتقلت الصحف إلى بيت عمر- رضى الله عنه- فلما توفى عمر- رضى الله عنه- انتقلت الصحف إلى أن المؤمنين حفصة زوج النبى r ([2]).



أما المرحلة الثالثة: والكبيرة والخطيرة كانت فى عهد عثمان رضى الله عنه ففى صحيح البخارى أن حذيفة بن اليمان عاد إلى عثمان رضى الله عنه بعد غزوة أرمينيا فى الشام مع أهل الشام وبعد غزوة أذربيجان مع أهل العراق دخل حذيفة على عثمان فزعا وهو يقول: يا أمير المؤمنين أدرك الأمة قبل أن يختلفوا فى كتاب ربهم كما اختلف اليهود والنصارى قال عثمان: وما ذاك؟ رأى حذيفة أهل الشام يقرؤون القرآن بقراءة أبى بن كعب ، ورأى حذيفة أهل العراق يقرؤون لقرآن بقراءة عبد الله بن مسعود، فكان أهل الشام يسمعون قراءة من أهل العراق لم يسمعوها من قبل، وكان أهل العراق يسمعون قراءة من أهل الشام لم يسمعوها من قبل، فاختلفوا اختلافا شديداً حتى كفربعضهم بعضا فجاء حذيفة فزعاً: أدرك لأمة قبل أن تختلف فى كتاب ربها، كما أختلف اليهود والنصارى مع أن الله عز وجل من رحمته وتيسيره على الخلق قد أنزل القرآن على سبعة أحرف كما قال النبى r :" إنما أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف". لا حرج أن تقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات. وفى قراءة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق ينبأ فتثبتوا) والقراءاتان عن رسول الله r وكانت بعض القبائل لا تستطيع أن تنطق حروفاً محددة كانوا مثلا ينطقون حرف الحاء عينا فيقول: حتى عتى حين عين فنزل القرآن ميسراً على سبعة أحرف، قرأها النبى r فلما سمع أهل الشام القراءة ما سمعوها من أبى وسمع أهل العراق قراءة ما سمعوها من عبد الله بن مسعود رضى الله عنه اختلفوا فأرسل عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى حفصة أم المؤمنين أرسلى إلينا بالصحف أى: التى جمعت فى عهد الصديق رضى الله عنه إلى حفصة أن المؤمنين أرسلى إلينا بالصحف أى: التى جمعت فى عهد الصديق رضى الله لننسخها فى مصحف واحد فأرسلت حفصة المصحف إلى عثمان فأرسل عثمان إلى كاتب النبى زيد بن ثابت رضى الله عنه وإلى مجموعة من أصحاب رضى الله عنه إلى مجموعة من أصحاب رسول الله، وأمرهم أن ينسخوا الصحف فى مصحف ونسخوا مجموعة من هذا المصحف الواحد مجموعة كثيرة وأرسل عثمان إلى كل مصر من الأمصار- أى كل بلد من البلدان- بمصحف واحد إمام، وأمر ببقية الصحف غير هذا المصحف الإمام أن تحرق([3])



وبذلك جمع عثمان رضى الله عنه الأمة كلها على مصحف واحد قرأ به كله نبينا r وهذا هو المصحف الذى تجدونه بين أيديكم الأن وهو يسمى بالمصحف الإمام أى : الذى جمعه عثمان رضى اله عنه من الصحف كلها فلقد قال الصحابة: فإن اختلفتم فى الكتابة مع زيد فاكتبوا بلسان قريش فإنه قد نزل بلسانها أى: بالقراءة التى حفظها أصحاب النبى r من قريش.









{the rock} غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد مواضيع قسم القسم الدينى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



الساعة الآن 04:14 PM


RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
 

 

   Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd