|
أغاني الجبل لعبد الله ذاكرة الزرقة يوقظ بصوت حجارتها الشهداء كل حين، يسأل أحلامهم عن التواريخ التي تركوها. وله وله برؤوس النخل إذ تشرئب يبحث بين المجرات عن جزر لا يدخلها البكاء. لما بكى عبد الله يوما تساقطت الشهب على قلبي وتناثر رمل الماء من ساعدي رأيت تنهدات السجانين، السجن، أسرته الممقوتة منفى المنافي، القيود، الفرمانات، زوار الفجر، عصي الجلادين الصحف الصفراء صمته بكى معه. ولعبد الله غواية بمطاردات الفجر الساعات الأخيرة ما قبل الاعتقال، لينير ذاكرة الماء بكى الحجر الأبيض الغارق في نصاعة عينية الكتب المستريبة بالوقت أخذتني فتنته الغابة والنهر يبكي، الساحل، الأشجار، العصافير الصغيرة. كان يأوى إلى جبل كلما تناثرت خيوط الخديعة مال الجبل على جنبه نفض الخضرة عن كاهله ومضى وحيدا في الصمت وحيدا في ظلمته يعرف عبد الله الجبل، ويعرف ترانيم عشق تركتها البنادق نسرا عن يمين قامته ويعرف كيف تتساقط إذ يمشي على مهل أغانيه لغة مهرية، نسيتها القواميس ويعرف عبد الله أن الجبل يوزع أحلامه كشجيرات البر، ريشا للنوارس الجريئة اللقالق تحمل المواليد العمال يزرعون المواعيد الفلاحون، الرعاة ويعرف كيف يضحك الجبل للبريد على شرفة الوقت. تأمل عبد الله وجه الجبل ويداه مهادنتان كأن المخابئ لا تعرفه وفلسطين التي غردت قربه للورد تلوح والمنافي الأليفة تكاد تمطر كأن حجر الذاكرة سيطرق شاهدا عما قريب عفوا عبد الله فلنبكي معا لعل دما عربيا سيعرفنا عما قليل. شعر: جعفر حسن |
| الساعة الآن 07:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd