على خلفية مشواره البارز في دوري أبطال أوروبا و دوري فرنسا لكرة القدم، دخل نادي ليون مرحلة حاسمة في طريق انجاز ملعب كبير ( 60.000 مقعد) يليق بمقامه الرياضي و تطلعاته التنموية في بداية الألفية الثالثة.



فبعد تردد طويل حول المكان المؤهل لاستقبال المشروع، أعلنت إدارة النادي أن اختيارها وقع على بلدة ديسين شاربيو في الضاحية الشرقية لمدينة ليون، و لم يبقى للرئيس جان ميشال أولاس سوى التفاوض مع الإدارة المحلية بشأن الترتيبات التقنية والعمرانية قبل الدخول في مرحلة الإنجاز.



ودون انتظار لحل الإشكال العقاري، دخلت إدارة النادي منذ أشهر في تحضير المشروع من الجوانب المالية والعمرانية، فقد تأكد من مصادر مقربة من مصممي الملف أن "ملعب ليون الكبير" - حسب تسميته المؤقتة- سيشبه إستاد الأرسنال الإنكليزي الجديد، وهو الملعب الذي يلاقي إعجابا كبيرا من جماهير ومسؤولي كرة القدم في فرنسا.



وأشارت نفس الأوساط أن الرئيس جان ميشال أولاس ومستشاريه المكلفين بملف الملعب اختاروا، بعد استشارة واسعة، الفريق الذي ستقع على عاتقه مهمة التصميم العمراني، ويتعلق الأمر بمكتب "هوك سبورت" HOK SPORT ، صاحب تصميم مشاريع رياضية خارقة للعادة بينها ملعب أرسنال، وملعب الألفية لكارديف و الملعب الأولمبي لسيدني الأسترالية - مسرح أولمبياد 2000 - وملعب "ومبلي الجديد.



وسينجز الملعب في إطار مشروع رياضي واقتصادي ضخم المراد منه منح نادي ليون الوسائل اللازمة لإرساء محيط احترافي كما هو الشأن بالنسبة لأبرز الأندية الإنكليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية، وقد تأسف الرئيس جان ميشال أولاس مرارا لافتقار الأندية الفرنسية لملاعب كبيرة وعصرية الأمر الذي حرمها من تطوير نشاطات تجارية بجوار الملعب وتنويع مصادرها المالية.



وحسب التفاصيل الأولية المتداولة في أوساط النادي، سيحتوي "ملعب ليون الكبير" على مرافق عديدة بينها غرف مخصصة لكبار الشخصيات، وفندق ومطاعم، ومراكز تجارية وفندق ومركز للتدريب، ولا تستثني نفس المصادر إنجاز مجمع سينمائي، وهي النشاطات التي ستغذي خزينة النادي أرباحا إضافية طائلة يستحيل حصدها اليوم في ملعب جرلان المشيد عام 1926 (55.000 متفرج).



وفي خطوة الأولى من نوعها في فرنسا سيكون تمويل وتسيير الملعب الجديد على عاتق القطاع الخاص، وقد تصل تكلفة هذا الاستثمار الإجمالي 500 مليون يورو بينها 250 مليون في سبيل إنجاز الملعب، مما يفرض على الشركة المسيرة للنادي البحث عن ممولين وشركاء في المشروع.



ويعتقد أن تضمن بيع الأسهم في إطار دخول النادي البورصة بين 100 و150 مليون يورو، وترجح المصادر ذاتها أن تقبل شركة "أكور"، واحدة من أبرز المؤسسات العالمية في قطاع السياحة، على تمويل الفندق، في حين يفكر الرئيس جان ميشال أولاس على تسمية الملعب باسم شريك اقتصادي مقابل مبلغ مالي كما فعل ذلك نادي أرسنال مع شركة الطيران الإماراتية.