منتديات داونلودز2

منتديات داونلودز2 (http://www.downloadiz2.com/forums/index.php)
-   القسم العام (http://www.downloadiz2.com/forums/f20.html)
-   -   العوامل الأربعة .. وراء افتقار ثلث الشعب السعودي !! (http://www.downloadiz2.com/forums/t3564.html)

Admin 11-19-2006 09:35 PM

العوامل الأربعة .. وراء افتقار ثلث الشعب السعودي !!





تأسيسا : قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة .. والله عنده أجرعظيم ) .. فالمال هو أحد " الفتن " التي تعترض حياة الانسان ، وتمنعه من السعادة ، ومع ذلك فحب المال مركب فطري في نفس الانسان ، وهو قسيم الروح ، بل ربما يضحي الإنسان بروحه في سبيل ماله ..



اربعة ملايين من " السعوديين " يزجون بأموالهم في مهلكة " الأسهم " ثم يصحون في الصباح الباكر فاذا أموالهم قد تبخرت ، ليكتشف البعض بأنه على " الحديدة " ، فتنظفئ أحلامه ، وتذهب آماله أدراج الرياح ، وينقلب فرحه حزنا ، وسعادته هما وقلقا لا يعلمه إلا الله تعالى ...



ترى ، ماهو السبب الحقيقي وراء مثل هذه الكوارث التي دكت بيوتا كان آمنة مطمئنة ؟ وهل فعلا هذا هو " السوق " لمن لا يعرفه ؟ وهل ما حدث هو شي طبيعي يحصل في كل مكان ؟ وهل اسبابه معقولة ومنطقية ؟ وهل بالامكان أن يعوض صاحب الخسارة خسارته لينهض من جديد ؟ اسئلة كثيرة تدور في الأذهان حول ما جرى .. وما سيجري في المستقبل ..



وبعد التأمل فيما حدث وجدت أن هناك عواملا أربعا جرّت البلد إلى هذه الكارثة ، وليسمح لي الإخوة بأن أبدي وجهة نظري فيها ، وهي محض اجتهاد ، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت .. وما توفيقي إلا بالله !




الأول ، هو ان بناء سوق " المال " خطأ فادح وقعت فيه هيئة سوق المال نفسها ، فان البلد الذي يحكم بالشريعة لا ينبغي أن ينبى فيه السوق على اسس " السوق الحر " ، لأن كلمة ( الحر ) تصلح أن تقال في ( شيكاغو ) ، لكنها لا تصلح ان تقال في ( مكة ) ، ولذلك تفاجأ حين تسمع بعض المحللين يقولون بأن السوق حرة ، ولا تستطيع ان تتصرف مع من يدخل فيه ، فهو حر في بيعه وشرائه ، فهذا الكلام يقبل في النظام الرأسمالي الليبرالي العلماني الذي يبيح الاتجار بالمطلق ، دون قيود أو ضوابط تحكمه من حيث الحل والحرمة .. ولا يصلح في بلد يحكم الاقتصاد فيه الشريعة الاسلامية التي هي المرجعية النهائية في تعاملات قطاعات المجتمع كلها .. فــ ( هيئة سوق المال ) وطريقتها في صياغة أسس السوق عامل أول !





الثاني : المشائخ الذين تبنوا " الفتيا " في مثل هذا السوق " القماري " والذي كان فيه ترغيب كبير في ولوج الملايين ، دون النظر الى السوق بعمومه ، وقد كان الشيخ ابن منيع وفقه الله يصيح بهذا المعنى في اعلى صوته دون سامع ، بل قد طعن في نيته ، وانه عقاري يريد ارتقاع سوق العقار ، ثم وقع ما توقعه الشيخ وفقه الله ، ولكن بعد خراب مالطا ، ومن تأمل في ( كليات ) الشريعة الاسلامية في التعامل المالي ، وخاصة في مسألة ( الربا ) و ( القمار ) ، وجد أن التحريم قد توجه من خلال علتين اثنتين حاضرتان في سوق " الأسهم " السعودية وهما :



- حرم الله تعالى الربا لأنه يجعل المال دولة بين الاغنياء ، فيأكل الغني الفقير ، ويأكل " الهامور " المسكين الذي رمى كل دريهماته في السوق ، ليفاجأ انها في جوف الغني ، فكان من اسباب تحريم الربا حتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء ، فيسحق الفقراء والضغفاء تحت أقدام هوامير الشر ، ولذا كان الربا من الموبقات الكبيرة : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوابحرب من الله ورسوله ... ) ، وكذلك فإن السوق اشبه بلعبة القمار التي لا بد أن يكون هناك غانم أو غارم ، وهذا هو الذي أوقع العدواة والبغضاء بين الناس ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة .. فهل أنتم منتهون ؟ ) .. ولربما كان وقت التداول في أوقات الصلوات صدا عن ذكر الله وعن الصلاة .. وكم هم أولئك الذين تركوا صلاة الظهر والعصر .. بسبب تسمير عيونهم أمام شاشات التداول .. حتى يفاجأوا بالخاسرة .. عوض الله عليهم أموالهم .. إنه سميع مجيب !



- إن الحكمة من تحريم الربا في الاقتصاد الاسلامي هو أن ينعكس النشاط التجاري على كل القطاعات في المجتمع، فتستفيد الآلة ، والأرض ، والإنسان ، وينعكس ذلك على القطاعات الحيوية ، تجارية ، وعقارية ، وانتاجية ، فيتحقق بذلك الدورة الاقتصادية التي تنعش البلد كله، فاذا ما تكلس المال في مجال واحد ، فقدت كل القطاعات الأخرى قيمتها ، بل ربما ترك الناس أعمالهم الحيوية التي تدر عليهم أرباحا معقولة ، وباعوا متاجرهم ، بسبب الطمع في الغنا السريع ، وقد ربى سوق الأسهم الناس على الجشع ، فلا يرضى بأقل من عشرين بالمائة شهريا ، وهذا جعل الناس تزهد في كل قطاع استثماري آخر ، ثم تفاجئوا بأن ما يجننونه في عشرين شهرا، يقضى عليه بأقل من شهر ، فتتضخم كروش الهوامير ، ويبقى البقية على " البلاط " والله المستعان .!




الثالث : صناع السوق من المتخمين ماليا ، الذين استهواهم جمع المليارات ، دون أن يدركوا أن هذا الصنيع سيفقر الكثير من أبناء المجتمع ، ولذلك صاروا ( ذاتيين ) نفعيين بلا رحمة ولا شفقه ، وكأننا اصبحنا في غاب ينهش فيه القوي الضعيف ، وإلا فهل يعقل بأن التاجر الذي يغري الناس بشراء سهم حتى يبلغ الافاق وهو لا يساوي قرشا لا يعلم أنه متى ما باع فان هذا يعني خروج الناس من السوق بلا مال ، ومن المولد بلا حمص ، وان محفظته ستتخضم ، لكنها فعلا على حساب الفقير المسكين الذي اغراه الاعلام والاشاعات والفتاوى ، وكأنه يعيش في تل ابيب ولا يعيش في بلد الحث على التكافل ، ورعاية القوي للضعيف .! وهؤلاء إن لم تردعهم التقوى .. وسياسة المال الشرعية التي توقفهم عند حدهم ، لن يردعم " السوق الحر " الذي يقول لهم افعلوا ما شئتم .. لا لوم عليكم ولا ضير !





الرابع : المحللون الذين يوهمون الناس بالاستقرار ، وقد اصموا آذن الكثير منا في الاعلام ، اشعارا باستقرار الاقتصاد وقوته ومتانته ، وتشجيعا للمساكين بالدخول ، وتطمينا للناس وهم ينظرون الى انفسهم وهو يساقون إلى حتفهم ، فاذا ما وقعت الكارثة ، فلا يزيد هؤلاء ان يقولوا حللنا وأخطأنا ... والسوق لا يفهم ، وما إلى ذلك من المبررات التي لا تغني ، وهم الذين يبثون الاشعات ، ليخدموا فيها اصحاب المليارات ليزيدوا من ملياراتهم .. والله المستعان !





إن الوضع خطير للغاية ، ولربما لم تتكشف خطورته إلى الآن ، فهؤلاء الذين افتقروا بين عشية وضحاها يشكلون نسبة كبيرة في البلد ، وهذا يعني ان مشكلاتهم النفسية والاجتماعية ستنعكس على الاستقرار ، وسيدخل البلد في اشكالية " الفقر " من جديد ، والمحاكم ستمتلئ بالشكاوى والدعاوى ، والنفسيات ستكون حانقة على البلد الذي يرون فيه لصا كبيرا سرق قوت عيالهم ، وهذا سؤثر على الرضا الوطني ، وسيزيد من أعداد الحانقين ، وخاصة في صفوف الشباب الذين دمرت أحلامهم ، وخاصة في جو الجنوح الفكري الذي يركب الاسوياء ، فكيف بمن تأثر في سوق الاسهم وفقد أمنياته وأحلامه ، ولذلك على الجميع ان يتدارك الأمر ، وعلى المسؤولين ان يوجدوا الحلول العاجلة لاصلاح سياسية السوق نفسها حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي ، فبالله عليكم كيف يكون شعور رجل يفتقر في وقت يرى فيه البترول بسبعين دولارا ؟ اليس الأمر قاسيا على نفسه ، وشديدا على شعوره ، وداعيا له الى الحنق والضيق في نفسه وفي كل من حوله ؟ فلنقدر الامر حق قدره ، ولنعط الوضع ما يحتاجه من رعاية بايجاد الحلول ، حتى لو تدخلت الدولة لتحسين وضع السوق ولو من الاحتياطي حتى يرجع للناس ولو جزءا من روؤس أموالهم ، وليشعروا بأن خلفهم من يقف معهم في محنهم ، فان الخراج بالضمان ، ومن لم يوقف معه في فتنته ، فانه لن يقف مع غيره في محنته ..



رد الله كيد الكائدين في نحورهم ، واعاد على الناس أموالهم ، واصلح الله الراعي والرعية لما فيه خير البلاد والعباد .


__________________________________________

_______________________________

______________________

م

ن

ق

و

ل


الساعة الآن 05:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Security team