منتديات داونلودز2

منتديات داونلودز2 (http://www.downloadiz2.com/forums/index.php)
-   القسم الدينى (http://www.downloadiz2.com/forums/f47.html)
-   -   تفسير سورة البقرة (http://www.downloadiz2.com/forums/t38322.html)

امووووولة 02-26-2011 03:26 AM

الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏







‏{‏الم ‏}‏







‏{‏ الم ‏}‏ الله أعلم بمراده بذلك‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏







‏{‏ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ‏}‏







‏{‏ ذلك ‏}‏ أي هذا ‏{‏ الكتاب ‏}‏ الذي يقرؤه محمد ‏{‏ لا ريب ‏}‏ لا شك ‏{‏ فيه ‏}‏ أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم ‏{‏ هدىً ‏}‏ خبر ثان أي هاد ‏{‏ للمتقين ‏}‏ الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏







‏{‏الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ‏}‏







‏{‏ الذين يؤمنون ‏}‏ يصدِّقون ‏{‏ بالغيب ‏}‏ بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار ‏{‏ ويقيمون الصلاة ‏}‏ أي يأتون بها بحقوقها ‏{‏ ومما رزقناهم ‏}‏ أعطيناهم ‏{‏ ينفقون ‏}‏ في طاعة الله‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏







‏{‏والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ‏}‏







‏{‏ والذين يؤمنون بما أنزل إليك ‏}‏ أي القراَن ‏{‏ وما أنزل من قبلك ‏}‏ أي التوراة والإنجيل وغيرهما ‏{‏ وبالآخرة هم يوقنون ‏}‏ يعلمون‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏







‏{‏أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ‏}‏







‏{‏ أولئك ‏}‏ الموصوفون بما ذكر ‏{‏ على هدىّ من ربِّهم وأولئك هم المفلحون ‏}‏ الفائزون بالجنة الناجون من النار‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏







‏{‏إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ‏}‏







‏{‏ إن الذين كفروا ‏}‏ كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما ‏{‏ سواء عليهم أأنذرتهم ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ‏{‏ أم لم تنذرهم لا يؤمنون ‏}‏ لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم، والإنذار إعلام مع تخويف‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏







‏{‏ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ‏}‏







‏{‏ ختم الله على قلوبهم ‏}‏ طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير ‏{‏ وعلى سمعهم ‏}‏ أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق ‏{‏ وعلى أبصارهم غشاوة ‏}‏ غطاء فلا يبصرون الحق ‏{‏ ولهم عذاب عظيم ‏}‏ قوي دائم‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏







‏{‏ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ‏}‏







ونزل في المنافقين‏:‏ ‏{‏ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ‏}‏ أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام ‏{‏ وما هم بمؤمنين ‏}‏ روعي فيه معنى من، وفي ضمير يقول لفظها‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏







‏{‏يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ‏}‏







‏{‏ يخادعون الله والذين آمنوا ‏}‏ بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية ‏{‏ وما يخادعون إلا أنفسهم ‏}‏ لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة ‏{‏ وما يشعرون ‏}‏ يعلمون أن خداعهم لأنفسهم، والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة وما يخدعون‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏







‏{‏في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ‏}‏







‏{‏ في قلوبهم مرض ‏}‏ شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها ‏{‏ فزادهم الله مرضاً ‏}‏ بما أنزله من القرآن لكفرهم به ‏{‏ ولهم عذاب أليم ‏}‏ مؤلم ‏{‏ بما كانوا يُكذّبوِن ‏}‏ بالتشديد أي‏:‏ نبي الله، وبالتخفيف أي قولهم آمنا‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏







‏{‏وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ‏}‏







‏{‏ وإذا قيل لهم ‏}‏ أي لهؤلاء ‏{‏ لا تفسدوا في الأرض ‏}‏ بالكفر والتعويق عن الإيمان‏.‏ ‏{‏ قالوا إنما نحن مصلحون ‏}‏ وليس ما نحن فيه بفساد ‏.‏ قال الله تعالى رداً عليهم‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏







‏{‏ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ‏}‏







‏{‏ ألا ‏}‏ للتنبيه ‏{‏ إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ‏}‏ بذلك‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏







‏{‏وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ‏}‏







‏{‏ وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ‏}‏ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏{‏ قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ‏}‏ الجهال أي لا نفعل كفعلهم‏.‏ قال تعالى ردا َعليهم‏:‏ ‏{‏ ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ‏}‏ ذلك‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏







‏{‏وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ‏}‏







‏{‏ وإذا لقوا ‏}‏ أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو ‏{‏ الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا ‏}‏ منهم ورجعوا ‏{‏ إلى شياطينهم ‏}‏ رؤسائهم ‏{‏ قالوا إنا معكم ‏}‏ في الدين ‏{‏ إِنَّما نحن مستهزئون ‏}‏ بهم بإظهار الإيمان‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏







‏{‏الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ‏}‏







‏{‏ الله يستهزئ بهم ‏}‏ يجازيهم باستهزائهم ‏{‏ ويمدهم ‏}‏ يُمهلهم ‏{‏ في طغيانهم ‏}‏ بتجاوزهم الحد بالكفر ‏{‏ يعمهون ‏}‏ يترددون تحيراً حال‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏







‏{‏أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ‏}‏







‏{‏ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ‏}‏ أي استبدلوها به ‏{‏ فما ربحت تجارتهم ‏}‏ أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلي النار المؤبدة عليهم ‏{‏ وما كانوا مهتدين ‏}‏ فيما فعلوا‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏







‏{‏مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ‏}‏







‏{‏ مثلهم ‏}‏ صفتهم في نفاقهم ‏{‏ كمثل الذي استوقد ‏}‏ أوقد ‏{‏ ناراً ‏}‏ في ظلمة ‏{‏ فلما أضاءت ‏}‏ أنارت ‏{‏ ما حوله ‏}‏ فأبصر واستدفأ وأمن مما يخافه ‏{‏ ذهب الله بنورهم ‏}‏ أطفأه وجُمع الضمير مراعاة لمعنى الذي ‏{‏ وتركهم في ظلمات لا يبصرون ‏}‏ ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤلاء أمِنوا بإظهار كلمة الإيمان فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏







‏{‏صم بكم عمي فهم لا يرجعون ‏}‏







هم ‏{‏ صمٌّ ‏}‏ عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول ‏{‏ بكم ‏}‏ خرس عن الخير فلا يقولونه ‏{‏ عميٌ ‏}‏ عن طريق الهدى فلا يرونه ‏{‏ فهم لا يرجعون ‏}‏ عن الضلالة‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏







‏{‏أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ‏}‏







‏{‏ أو ‏}‏ مثلهم ‏{‏ كصيِّب ‏}‏ أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل ‏{‏ من السماء ‏}‏ السحاب ‏{‏ فيه ‏}‏ أي السحاب ‏{‏ ظلمات ‏}‏ متكاثفة ‏{‏ ورعد ‏}‏ هو الملك الموكَّل به وقيل صوته ‏{‏ وبرق ‏}‏ لمعان صوته الذي يزجره به ‏{‏ يجعلون ‏}‏ أي أصحاب الصيِّب ‏{‏ أصابعهم ‏}‏ أي أناملها ‏{‏ في آذانهم من ‏}‏ أجل ‏{‏ الصواعق ‏}‏ شدة صوت الرعد لئلا يسمعوها ‏{‏ حذر ‏}‏ خوف ‏{‏ الموت ‏}‏ من سماعها‏.‏ كذلك هؤلاء ‏:‏إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق، يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم وهو عندهم موت ‏{‏ والله محيط بالكافرين ‏}‏ علماً وقدرة فلا يفوتونه‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏







‏{‏يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ‏}‏







‏{‏ يكاد ‏}‏ يقرب ‏{‏ البرق يخطف أبصارهم ‏}‏ بأخذها بسرعة ‏{‏ كلما أضاء لهم مشوا فيه ‏}‏ أي في ضوئه ‏{‏ وإذا أظلم عليهم قاموا ‏}‏ وقفوا، تمثيل لإزعاج ما في القرآن من الحجج قلوبهم وتصديقهم لما سمعوا فيه مما يحبون ووقوفهم عما يكرهون‏.‏ ‏{‏ ولو شاء الله لذهب بسمعهم ‏}‏ بمعنى أسماعهم ‏{‏ وأبصارهم ‏}‏ الظاهرة كما ذهب بالباطنة ‏{‏ إن الله على كل شيء ‏}‏ شاءه ‏{‏ قدير ‏}‏ ومنه إذهاب ما ذكر‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏







‏{‏يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ‏}‏







‏{‏ يا أيُّها الناس ‏}‏ أي أهل مكة ‏{‏ اعبدوا ‏}‏ وحِّدوا ‏{‏ ربَّكم الذي خلقكم ‏}‏ أنشأكم ولم تكونوا شيئاً ‏{‏ و ‏}‏ خلق ‏{‏ الذين من قبلكم لعلكم تتقون ‏}‏ بعبادته عقابَه، ولعل ‏:‏ في الأصل للترجي، وفي كلامه تعالى للتحقيق‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏







‏{‏الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ‏}‏







‏{‏ الذي جعل ‏}‏ خلق ‏{‏ لكم الأرض فراشا ‏}‏ حال بساطا يفترش لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها ‏{‏ والسماء بناءً ‏}‏ سقفاً ‏{‏ وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من ‏}‏ أنواع ‏{‏ الثمرات رزقاً لكم ‏}‏ تأكلونه وتعلفون دوابكم ‏{‏ فلا تجعلوا لله أنداداً ‏}‏ شركاء في العبادة ‏{‏ وأنتم تعلمون ‏}‏ أنه الخالق ولا تخلقون، ولا يكون إلهاً إلا من يخلق‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏







‏{‏وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ‏}‏ {وإن كنتم في ريب} شك {مما نزلنا على عبدنا} محمد من القرآن أنه من عند الله {فأتوا بسورة من مثله} أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيب .







والسورة قطعة لها أول وآخر أقلها ثلاث آيات {وادعوا شهداءكم" آلهتكم التي تعبدونها }من دون الله} أي غيره لتعينكم {إن كنتم صادقين} في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاء مثله







الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏







‏{‏فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ‏}‏







‏{‏ فإن لم تفعلوا ‏}‏ ما ذكر لعجزكم ‏{‏ ولن تفعلوا ‏}‏ ذلك أبداً لظهور إعجازه- اعتراض ‏{‏ فاتقوا ‏}‏ بالإيمان بالله وانه ليس من كلام البشر ‏{‏ النارَ التي وقودها الناس ‏}‏ الكفار ‏{‏ والحجارة ‏}‏ كأصنامهم منها، يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر، لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه ‏{‏ أعدَّت ‏}‏ هُيئت ‏{‏ للكافرين ‏}‏ يعذَّبون بها، جملة مستأنفة أو حال لازمة‏.‏







الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏







‏{‏به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا ‏}‏







‏{‏ وَبَشِّر ‏}‏ أخبر ‏{‏ الذين آمنوا ‏}‏ صَّدقوا بالله ‏{‏ وعملوا الصالحات ‏}‏ من الفروض والنوافل ‏{‏ أن ‏}‏ أي بأن ‏{‏ لهم جناتِ ‏}‏ حدائق ذات أشجار ومساكن ‏{‏ تجري من تحتها ‏}‏ أي تحت أشجارها وقصورها ‏{‏ الأنهار ‏}‏ أي المياه فيها، والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء لأن الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه مجاز ‏{‏ كلما رزقوا منها ‏}‏ أطعموا من تلك الجنات‏.‏ ‏{‏ من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي ‏}‏ أي مثل ما ‏{‏ رزقنا من قبل ‏}‏ أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة ‏{‏ وأُتوا به ‏}‏ أي جيئوا بالرزق ‏{‏ متشابهاً ‏}‏ يشبه بعضه بعضا لونا ويختلف طعما ‏{‏ ولهم فيها أزواج ‏}‏ من الحور وغيرها ‏{‏ مطهَّرة ‏}‏ من الحيض وكل قذر ‏{‏ وهم فيها خالدون ‏}‏ ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون‏.‏ ونزل رداً لقول اليهود لما ضرب الله المثل بالذباب في قوله‏:‏‏(‏وإن يسلبهم الذباب شيئاً‏)‏ والعنكبوت في قوله‏(‏كمثل العنكبوت‏)‏ ما أراد الله بذكر هذه الأشياء ‏؟‏ الخسيسة فأنزل الله

امووووولة 02-27-2011 07:15 PM

الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏



‏{‏إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ‏}‏



‏{‏ إن الله لا يستحيي أن يضرب ‏}‏ يجعل ‏{‏ مثلا ‏}‏ مفعول أول ‏{‏ ما ‏}‏ نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أيَّ مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني ‏{‏ بعوضة ‏}‏ مفرد البعوض وهو صغار البق ‏{‏ فما فوقها ‏}‏ أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم ‏{‏ فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه ‏}‏ أي المثل ‏{‏ الحق ‏}‏ الثابت الواقع موقعه ‏{‏ من ربِّهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ‏}‏ تمييز أي بهذا المثل ، وما استفهام إنكار مبتدأ، وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي‏:‏ أيّ فائدة فيه قال الله تعالى في جوابهم ‏{‏ يضل به ‏}‏ أي بهذا المثل ‏{‏ كثيراً ‏}‏ عن الحق لكفرهم به ‏{‏ ويهدي به كثيراً ‏}‏ من المؤمنين لتصديقهم به ‏{‏ وما يضل به إلا الفاسقين ‏}‏ الخارجين عن طاعته‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏



‏{‏الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ‏}‏



‏{‏ الذين ‏}‏ نعت ‏{‏ ينقضون عهد الله ‏}‏ ما عهده إليهم في الكتب من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ من بعد ميثاقه ‏}‏ توكيده عليهم ‏{‏ ويقطعون ما أمر الله به أن يوُصل ‏}‏ من الإيمان بالنبي والرحم وغير ذلك وأن بدل من ضمير به ‏{‏ ويفسدون في الأرض ‏}‏ بالمعاصي والتعويق عن الإيمان ‏{‏ أولئك ‏}‏ الموصوفون بما ذكر ‏{‏ هم الخاسرون ‏}‏ لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏



‏{‏كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ‏}‏



‏{‏ كيف تكفرون ‏}‏ يا أهل مكة ‏{‏ بالله و ‏}‏ قد ‏{‏ كنتم أمواتاً ‏}‏ نطفاً في الأصلاب ‏{‏ فأحياكم ‏}‏ في الأرحام والدنيا بنفخ الروح فيكم، والاستفهام للتعجيب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيْخ ‏{‏ ثم يميتكم ‏}‏ عند انتهاء آجالكم ‏{‏ ثم يحييكم ‏}‏ بالبعث ‏{‏ ثم إليه ترجعون ‏}‏ تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم‏.‏ وقال دليلا على البعث لما أنكروه‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏



‏{‏هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ‏}‏



‏{‏ هو الذي خلق لكم ما في الأرض ‏}‏ أي الأرض وما فيها ‏{‏ جميعاً ‏}‏ لتنتفعوا به وتعتبروا ‏{‏ ثم استوى ‏}‏ بعد خلق الأرض أي قصد ‏{‏ إلى السماء فسواهن ‏}‏ الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه‏:‏ أي صيَّرها كما في آية أخرى ‏(‏فقضاهن‏)‏ ‏{‏ سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ‏}‏ مجملا ومفصلا أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداءً وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏



‏{‏وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر يا محمد ‏{‏ إذ قال ربُّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ‏}‏ يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم ‏{‏ قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ‏}‏ بالمعاصي ‏{‏ ويسفك الدماء ‏}‏ يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال ‏{‏ ونحن نسبِّح ‏}‏ متلبسين ‏{‏ بحمدك ‏}‏ أي نقول سبحان الله وبحمده ‏{‏ ونقِّدس لك ‏}‏ ننزهك عمالا يليق بك فاللام زائدة والجملة حال أي فنحن أحق بالاستخلاف ‏{‏ قال ‏}‏ تعالى ‏{‏ إني أعلم مالا تعلمون ‏}‏ من المصلحة في استخلاف آدم وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا لن يخلق ربنا خلقاً أكرم عليه منا ولا أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق الله تعالى آدم من أديم الأرض أي وجهها، بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وسوَّاهُ ونفخ فيه الروح فصار حيواناً حسَّاساً بعد أن كان جماداً‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏



‏{‏وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ‏}‏



‏{‏ وعلَّم آدم الأسماء ‏}‏ أي أسماء المسميات ‏{‏ كلها ‏}‏ بأن ألقى في قلبه علمها ‏{‏ ثم عرضهم ‏}‏ أي المسميات وفيه تغليب العقلاء ‏{‏ على الملائكة فقال ‏}‏ لهم تبكيتاً ‏{‏ أنبئوني ‏}‏ أخبروني ‏{‏ بأسماء هؤلاء ‏}‏ المسميات ‏{‏ إن كنتم صادقين ‏}‏ في أني لا أخلق أعلم منكم أو أنكم أحق بالخلافة، وجواب الشرط دل عليه ما قبله‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏



‏{‏قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ‏}‏



‏{‏ قالوا سبحانك ‏}‏ تنزيهاً لك عن الاعتراض عليك ‏{‏ لا علم لنا إلا ما علمَّتنا ‏}‏ إياه ‏{‏ إنَّك أنت ‏}‏ تأكيد للكاف ‏{‏ العليم الحكيم ‏}‏ الذي لا يخرج شيء عن علمه وحكمته‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏



‏{‏قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ‏}‏



‏{‏ قال ‏}‏ تعالى ‏{‏ يا آدم أنبئهم ‏}‏ أي الملائكة ‏{‏ بأسمائهم ‏}‏ المسميات فسمى كل شيء باسمه وذكر حكمته التي خلق لها ‏{‏ فلما أنبأهم بأسمائهم قال ‏}‏ تعالى لهم موبخاً ‏{‏ ألم أقل لكم إنَّي أعلم غيب السماوات والأرض ‏}‏ ما غاب فيهما ‏{‏ وأعلم ما تبدون ‏}‏ ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها الخ ‏{‏ وما كنتم تكتمون ‏}‏ تسرون من قولكم لن يخلق الله أكرم عليه منا ولا أعلم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏



‏{‏وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ‏}‏ سجود تحية بالانحناء ‏{‏ فسجدوا إلا إبليس ‏}‏ هو أبو الجن كان بين الملائكة ‏{‏ أبى ‏}‏ امتنع من السجود ‏{‏ واستكبر ‏}‏ تكبَّر عنه وقال ‏:‏ أنا خير منه ‏{‏ وكان من الكافرين ‏}‏ في علم الله‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏



‏{‏وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ‏}‏



‏{‏ وقلنا يا آدم اسكن أنت ‏}‏ تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه ‏{‏ وزوجك ‏}‏ حواء بالمد وكان خلقها من ضلعه الأيسر ‏{‏ الجنة وكلا منها ‏}‏ أكلاً ‏{‏ رغداً ‏}‏ واسعا لاحجر فيه ‏{‏ حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ‏}‏ بالأكل منها وهى الحنطة أو الكرم أو غيرهما ‏{‏ فتكونا ‏}‏ فتصيرا ‏{‏ من الظالمين ‏}‏ العاصين‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏



‏{‏فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ‏}‏



‏{‏ فأزلَّهما الشيطان ‏}‏ إبليس أذهبهما، وفي قراءة فأزالهما نحَّاهما ‏{‏ عنها ‏}‏ أي الجنة بأن قال لهما ‏:‏ هل أدلُّكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها ‏{‏ فأخرجهما مما كانا فيه ‏}‏ من النعيم ‏{‏ وقلنا اهبطوا ‏}‏ إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما ‏{‏ بعضكم ‏}‏ بعض الذرية ‏{‏ لبعض عدوُّ ‏}‏ من ظلم بعضكم بعضاً ‏{‏ ولكم في الأرض مستقرُّ ‏}‏ موضع قرار ‏{‏ ومتاع ‏}‏ ما تتمتعون به من نباتها ‏{‏ إلى حين ‏}‏ وقت انقضاء آجالكم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏



‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ‏}‏



‏{‏ فتلقى آدمُ من ربِّه كلماتٍ ‏}‏ ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع كلمات، أي جاءه وهى ‏(‏ربَّنا ظلمنا أنفسا‏)‏ الآية فدعا بها ‏{‏ فتاب عليه ‏}‏ قبل توبته ‏{‏ إنه هو التواب ‏}‏ على عباده ‏{‏ الرحيم ‏}‏ بهم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 38 ‏)‏



‏{‏قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏



‏{‏ قلنا اهبطوا منها ‏}‏ من الجنة ‏{‏ جميعاً ‏}‏ كرره ليعطف عليه ‏{‏ فإما ‏}‏ فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ‏{‏ يأتينكم مني هدىً ‏}‏ كتاب ورسول ‏{‏ فمن تبع هداي ‏}‏ فآمن بي وعمل بطاعتي ‏{‏ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏ في الآخرة بأن يدخلوا الجنة ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 39 ‏)‏



‏{‏والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏}‏



‏{‏ والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ‏}‏ كتبنا ‏{‏ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏}‏ ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 40 ‏)‏



‏{‏يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون ‏}‏



‏{‏ يا بنى إسرائيل ‏}‏ أولاد يعقوب ‏{‏ اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ‏}‏ أي على آبائكم من الإنجاء من فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي ‏{‏ وأوفوا بعهدي ‏}‏ الذي عهدته إليكم من الإيمان بمحمد ‏{‏ أوف بعهدكم ‏}‏ الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة ‏{‏ وإياي فارهبون ‏}‏ خافونِ في ترك الوفاء به دون غيري‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 41 ‏)‏



‏{‏وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون ‏}‏



‏{‏ وآمنوا بما أنزلت ‏}‏ من القرآن ‏{‏ مصدِّقاً لما معكم ‏}‏ من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة ‏{‏ ولا تكونوا أوَّل كافر به ‏}‏ من أهل الكتاب لأنَّ خلفكم تبع لكم فإثمهم عليكم ‏{‏ ولا تشتروا ‏}‏ تستبدلوا ‏{‏ بآياتي ‏}‏ التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ ثمناً قليلا ‏}‏ عوضاً يسيرا من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما تأخذونه من سفلتكم ‏{‏ وإياي فاتقون ‏}‏ خافون في ذلك دون غيري ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 42 ‏)‏



‏{‏ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ‏}‏



‏{‏ ولا تلبسوا ‏}‏ تخلطوا ‏{‏ الحق ‏}‏ الذي أنزلت عليكم ‏{‏ بالباطل ‏}‏ الذي تفترونه ‏{‏ و ‏}‏ لا ‏{‏ تكتموا الحق ‏}‏ نعت محمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ وأنتم تعلمون ‏}‏ أنه حق ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 43 ‏)‏



‏{‏وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ‏}‏



‏{‏ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ‏}‏ صلوا مع المصلين محمد وأصحابه، ونزل في علمائهم وكانوا يقولون لأقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه الحق ‏.‏


امووووولة 03-02-2011 02:58 AM

الآية رقم ‏(‏ 44 ‏)‏



‏{‏أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ‏}‏



‏{‏ أتأمرون الناس بالبر ‏}‏ بالإيمان بمحمد ‏{‏ وتنسون أنفسكم ‏}‏ تتركونها فلا تأمرونها به ‏{‏ وأنتم تتلون الكتاب ‏}‏ التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل ‏{‏ أفلا تعقلون ‏}‏ سوء فعلكم فترجعون، فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 45 ‏)‏



‏{‏واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ‏}‏ {واستعينوا} اطلبوا المعونة على أموركم {بالصبر} الحبس للنفس على ما تكره {والصلاة} أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث (كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة) وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن الإيمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم لأنه يكسر الشهوة والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر {وإنها} أي الصلاة {لكبيرة} ثقيلة {إلا على الخاشعين} الساكنين إلى الطاعة



الآية رقم ‏(‏ 46 ‏)‏



‏{‏الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ‏}‏



‏{‏ الَّذين يظنون ‏}‏ يوقنون ‏{‏ أنهم ملاقو ربِّهم ‏}‏ بالبعث ‏{‏ وأنهم إليه راجعون ‏}‏ في الآخرة فيجازيهم ‏.‏



{واستعينوا} اطلبوا المعونة على أموركم {بالصبر} الحبس للنفس على ما تكره {والصلاة} أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث (كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة) وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن الإيمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم لأنه يكسر الشهوة والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر {وإنها} أي الصلاة {لكبيرة} ثقيلة {إلا على الخاشعين} الساكنين إلى الطاعة



الآية رقم ‏(‏ 47 ‏)‏



‏{‏يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ‏}‏



‏{‏ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ‏}‏ بالشكر عليها بطاعتي ‏{‏ وأني فضَّلتكم ‏}‏ أي آباءكم ‏{‏ على العالمين ‏}‏ عالمي زمانهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 48 ‏)‏



‏{‏واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ‏}‏



‏{‏ واتقوا ‏}‏ خافوا ‏{‏ يوما لا تجزي ‏}‏ فيه ‏{‏ نفس عن نفسٍ شيئاً ‏}‏ وهو يوم القيامة ‏{‏ ولا تُقبل ‏}‏ بالتاء والياء ‏{‏ منها شفاعة ‏}‏ أي ليس لها شفاعة فتقبل ‏(‏فما لنا من شافعين‏)‏ ‏{‏ ولا يؤخذ منها عدل ‏}‏ فداء ‏{‏ ولا هم ينصرون ‏}‏ يمنعون من عذاب الله‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 49 ‏)‏



‏{‏وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكروا ‏{‏ إذ نجيناكم ‏}‏ أي آباءكم، والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا ‏{‏ من آل فرعون يسومونكم ‏}‏ يذيقونكم ‏{‏ سوء العذاب ‏}‏ أشده والجملة حال من ضمير نجيناكم ‏{‏ يُذبّحون ‏}‏ بيان لما قبله ‏{‏ أبناءكم ‏}‏ المولودين ‏{‏ ويستحيون ‏}‏ يستبقون ‏{‏ نساءكم ‏}‏ لقول بعض الكهنة له إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبباً لذهاب ملكك ‏{‏ وفي ذلكم ‏}‏ العذاب أو الإنجاء ‏{‏ بلاء ‏}‏ ابتلاء أو إنعام ‏{‏ من ربكم عظيمْ ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 50 ‏)‏



‏{‏وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكروا ‏{‏ إذا فرقنا ‏}‏ فلقنا ‏{‏ بكم ‏}‏ بسببكم ‏{‏ البحر ‏}‏ حتى دخلتموه هاربين من عدوكم ‏{‏ فأنجيناكم ‏}‏ من الغرق ‏{‏ وأغرقنا آل فرعون ‏}‏ قومه معه ‏{‏ وأنتم تنظرون ‏}‏ إلى انطباق البحر عليهم




امووووولة 03-02-2011 11:51 PM

الآية رقم ‏(‏ 51 ‏)‏



‏{‏وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ‏}‏



‏{‏ وإذا واعدنا ‏}‏ بألف ودونها ‏{‏ موسى أربعين ليلة ‏}‏ نعطيه عند انقضائها التوراة لتعلموا بها ‏{‏ ثم اتخذتم العجل ‏}‏ الذي صاغه لكم السامري إلهاً ‏{‏ من بعده ‏}‏ أي بعد ذهابه إلى ميعادنا ‏{‏ وأنتم ظالمون ‏}‏ باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 52 ‏)‏



‏{‏ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ‏}‏



‏{‏ ثم عفونا عنكم ‏}‏ محونا ذنوبكم ‏{‏ من بعد ذلك ‏}‏ الاتخاذ ‏{‏ لعلّكم تشكرون ‏}‏ نعمتنا عليكم



الآية رقم ‏(‏ 53 ‏)‏



‏{‏وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ‏}‏



‏{‏ وإذ آتينا موسى الكتاب ‏}‏ التوراة ‏{‏ والفرقان ‏}‏ عطف تفسير، أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام ‏{‏ لعلكم تهتدون ‏}‏ به من الضلال ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 54 ‏)‏



‏{‏وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ‏}‏



‏{‏ وإذ قال موسى لقومه ‏}‏ الذين عبدوا العجل ‏{‏ يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ‏}‏ إلهاً ‏{‏ فتوبوا إلى بارئكم ‏}‏ خالقكم من عبادته ‏{‏ فاقتلوا أنفسكم ‏}‏ أي ليقتل البريءُ منكم المجرم ‏{‏ ذلكم ‏}‏ القتل ‏{‏ خير لكم عند بارئكم ‏}‏ فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئلا يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى قتل منكم نحو سبعين ألفا ‏{‏ فتاب عليكم ‏}‏ قبل توبتكم ‏{‏ أنه هو التواب الرحيم ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 55 ‏)‏



‏{‏وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ‏}‏



‏{‏ وإذ قلتم ‏}‏ وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه ‏{‏ يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ‏}‏ عيانا ‏{‏ فأخذتكم الصاعقة ‏}‏ الصحية فمتم ‏{‏ وأنتم تنظرون ‏}‏ ما حل بكم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 56 ‏)‏



‏{‏ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ‏}‏



‏{‏ ثم بعثناكم ‏}‏ أحييناكم ‏{‏ من بعد موتكم لعلكم تشكرون ‏}‏ نعمتنا بذلك ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 57 ‏)‏



‏{‏وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ‏}‏



‏{‏ وظلَّلنا عليكم الغمام ‏}‏ سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه ‏{‏ وأنزلنا عليكم ‏}‏ فيه ‏{‏ المن والسلوى ‏}‏ هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر، وقلنا ‏:‏ ‏{‏ كلوا من طيبات ما رزقناكم ‏}‏ ولا تدَّخروا، فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم ‏{‏ وما ظلمونا ‏}‏ بذلك ‏{‏ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ‏}‏ لأن وباله عليهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 58 ‏)‏



‏{‏وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ‏}‏



‏{‏ وإذ قلنا ‏}‏ لهم بعد خروجهم من التيه‏{‏ ادخلوا هذه القرية ‏}‏ بيت المقدس أو أريحا ‏{‏ فكلوا منها حيث شئتم رغدا ‏}‏ واسعا لاَ حَجْرَ فيه ‏{‏ وادخلوا الباب ‏}‏ أي بابها ‏{‏ سجداً ‏}‏ منحنين ‏{‏ وقولوا ‏}‏ مسألتنا ‏{‏ حطة ‏}‏ أي أن تحط عنا خطايانا ‏{‏ نغفر ‏}‏ وفي قراءة بالياء والتاء مبنياً للمفعول فيهما ‏{‏ لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ‏}‏ بالطاعة ثواباً‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 59 ‏)‏



‏{‏فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ‏}‏



‏{‏ فبدل الذين ظلموا ‏}‏ منهم ‏{‏ قولا غير الذي قيل لهم ‏}‏ فقالوا ‏:‏ حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم ‏{‏ فأنزلنا على الذين ظلموا ‏}‏ فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم ‏{‏ رجزاً ‏}‏ عذاباً طاعوناً ‏{‏ من السماء بما كانوا يفسقون ‏}‏ بسب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفاً أو أقل ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 60 ‏)‏



‏{‏وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ استسقى موسى ‏}‏ أي طلب السقيا ‏{‏ لقومه ‏}‏ وقد عطشوا في التيه ‏{‏ فقلنا اضرب بعصاك الحجر ‏}‏ وهو الذي فر بثوبه خفيف مربع كرأس الرجل رخام أو كذان فضربه ‏{‏ فانفجرت ‏}‏ انشقت وسالت ‏{‏ منه اثنتا عشرة عيناً ‏}‏ بعدد الأسباط ‏{‏ قد علم كل أناس ‏}‏ سبط منهم ‏{‏ مشربهم ‏}‏ موضع شربهم فلا يشركهم فيه غيرهم وقلنا لهم ‏{‏ كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ‏}‏ حال مؤكدة لعاملها من عثى بكسر المثلثة أفسد ‏.‏


امووووولة 03-05-2011 03:19 AM

الآية رقم ‏(‏ 61 ‏)‏



‏{‏وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ‏}‏



‏{‏ وإذا قلتم يا موسى لن نصبر على طعام ‏}‏ أي نوع منه ‏{‏ واحد ‏}‏ وهو المن والسلوى ‏{‏ فادع لنا ربَّك يُخرج لنا ‏}‏ شيئاً ‏{‏ مما تنبت الأرض من ‏}‏ للبيان ‏{‏ بقلها وقثائها وفومها ‏}‏ حنطتها ‏{‏ وعدسها وبصلها قال ‏}‏ لهم موسى ‏{‏ أتستبدلون الذي هو أدنى ‏}‏ أخس ‏{‏ بالذي هو خير ‏}‏ أشرف أي أتأخذونه بدله، والهمزة للإنكار فأبوا أن يرجعوا فدعا الله تعالى فقال تعالى ‏{‏ اهبطوا ‏}‏ انزلوا ‏{‏ مصراً ‏}‏ من الأمصار ‏{‏ فإن لكم ‏}‏ فيه ‏{‏ ما سألتم ‏}‏ من النبات ‏{‏ وضُربت ‏}‏ جعلت ‏{‏ عليهم الذلة ‏}‏ الذل والهوان ‏{‏ والمسكنة ‏}‏ أي أثر الفقر من السكون والخزي فهي لازمة لهم، وإن كانوا أغنياء لزوم الدرهم المضروب لسكته ‏{‏ وباءُوا ‏}‏ رجعوا ‏{‏ بغضب من الله ذلك ‏}‏ أي الضرب والغضب ‏{‏ بأنهم ‏}‏ أي بسبب أنهم ‏{‏ كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ‏}‏ كزكريا ويحيى ‏{‏ بغير الحق ‏}‏ أي ظلماً ‏{‏ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ‏}‏ يتجاوزون الحد في المعاصي وكرره للتأكيد ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 62 ‏)‏



‏{‏إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏



‏{‏ إن الذين آمنوا ‏}‏ بالأنبياء من قبل ‏{‏ والذين هادوا ‏}‏ هم اليهود ‏{‏ والنصارى والصابئين ‏}‏ طائفة من اليهود أو النصارى ‏{‏ من آمن ‏}‏ منهم ‏{‏ بالله واليوم الآخر ‏}‏ في زمن نبينا ‏{‏ وعمل صالحاً ‏}‏ بشريعته ‏{‏ فلهم أجرهم ‏}‏ أي ثواب أعمالهم ‏{‏ عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏ رُوعي في ضمير آمن وعمل لفظ من وفيما بعده معناها ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 63 ‏)‏



‏{‏وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ أخذنا ميثاقكم ‏}‏ عهدكم بالعمل بما في التوراة ‏{‏ و ‏}‏ قد ‏{‏ رفعنا فوقكم الطور ‏}‏ الجبل اقتلعناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا ‏{‏ خذوا ما آتيناكم بقوة ‏}‏ بجد واجتهاد ‏{‏ واذكروا ما فيه ‏}‏ بالعمل به ‏{‏ لعلكم تتقون ‏}‏ النار أو المعاصي ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 64 ‏)‏



‏{‏ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ‏}‏



‏{‏ ثم توليتم ‏}‏ أعرضتم ‏{‏ من بعد ذلك ‏}‏ الميثاق عن الطاعة ‏{‏ فلولا فضل الله عليكم ورحمته ‏}‏ لكم بالتوبة أو تأخير العذاب ‏{‏ لكنتم من الخاسرين ‏}‏ الهالكين ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 65 ‏)‏



‏{‏ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ‏}‏



‏{‏ ولقد ‏}‏ لام قسم ‏{‏ علمتم ‏}‏ عرفتم ‏{‏ الذين اعتدوا ‏}‏ تجاوزوا الحد ‏{‏ منكم في السبت ‏}‏ بصيد السمك وقد نهيناهم عنه وهو أهل آيلة ‏{‏ فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ‏}‏ مبعدين فكانوا وهلكوا بعد ثلاثة أيام ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 66 ‏)‏



‏{‏فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ‏}‏



‏{‏ فجعلناها ‏}‏ أي تلك العقوبة ‏{‏ نكالاً ‏}‏ عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا ‏{‏ لما بين يديها وما خلفها ‏}‏ أي للأمم التي في زمانها وبعدها ‏{‏ وموعظة للمتقين ‏}‏ الله وخصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بخلاف غيرهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 67 ‏)‏



‏{‏وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ قال موسى لقومه ‏}‏ وقد قُتل لهم قتيل لا يُدرى قاتله وسألوه أن يدعو الله أن يبينه لهم فدعاه ‏{‏ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً ‏}‏ مهزوءاً بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك ‏{‏ قال أعوذ ‏}‏ أمتنع ‏{‏ بالله أن أكون من الجاهلين ‏}‏ المستهزئين ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 68 ‏)‏



‏{‏قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ‏}‏



فلما علموا أنه عزم ‏{‏ قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي ‏}‏ أي ما سنها ‏{‏ قال ‏}‏ موسى ‏{‏ إنه ‏}‏ أي الله ‏{‏ يقول إنها بقرة لا فارضٌ ‏}‏ مسنة ‏{‏ ولا بكرٌ ‏}‏ صغيرة ‏{‏ عوانٌ ‏}‏ نصف ‏{‏ بين ذلك ‏}‏ المذكور من السنين ‏{‏ فافعلوا ما تؤمرون ‏}‏ به من ذبحها ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 69 ‏)‏



‏{‏قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ‏}‏



‏{‏ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ‏}‏ شديد الصفرة، ‏{‏ تسر الناظرين ‏}‏ إليها بحسنها أي تعجبهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 70 ‏)‏



‏{‏قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ‏}‏ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} أسائمة أم عاملة {إن البقر} أي جنسه المنعوت بما ذكر {تشابه علينا} لكثرته فلم نهتد إلى المقصودة {وإنا إن شاء الله لمهتدون} إليها وفي الحديث (لو لم يستثنوا لما بينت لهم لآخر الأبد).



الآية رقم ‏(‏ 71 ‏)‏



‏{‏قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ‏}‏ {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول} غير مذللة بالعمل {تثير الأرض} تقلبها للزراعة والجملة صفة ذلول داخلة في النهي {ولا تسقي الحرث} الأرض المهيأة للزراعة {مسلمة} من العيوب وآثار العمل {لا شية} لون {فيها} غير لونها {قالوا الآن جئت بالحق} نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مسكها ذهبا {فذبحوها وما كادوا يفعلون} لغلاء ثمنها وفي الحديث : (لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم).



الآية رقم ‏(‏ 72 ‏)‏



‏{‏وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ‏}‏



‏{‏ وإذا قتلتم نفساً فأدّارأتم ‏}‏ فيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي تخاصمتم وتدافعتم ‏{‏ فيها والله مخرج ‏}‏ مظهر ‏{‏ ما كنتم تكتمون ‏}‏ من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 73 ‏)‏



‏{‏فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ‏}‏



‏{‏ فقلنا اضربوه ‏}‏ أي القتيل ‏{‏ ببعضها ‏}‏ فضرب بلسانها أو عَجْب ذنبها فحييَ وقال ‏:‏ قتلني فلان وفلان لاِبْنيْ عمه ومات فحرما الميراث وقتلا، قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ كذلك ‏}‏ الإحياء ‏{‏ يحيي الله الموتى ويريكم آياته ‏}‏ دلائل قدرته ‏{‏ لعلكم تعقلون ‏}‏ تتدبرون فتعلمون أن القادر على إحياء نفس واحدة قادر على إحياء نفوس كثيرة فتؤمنون ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 74 ‏)‏



‏{‏ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عن ما تعملون ‏



‏{‏ ثم قست قلوبكم ‏}‏ أيها اليهود صلبت عن قبول الحق ‏{‏ من بعد ذلك ‏}‏ المذكور من إحياء القتيل وما قبله من الآيات ‏{‏ فهي كالحجارة ‏}‏ في القسوة ‏{‏ أو أشد قسوة ‏}‏ منها ‏{‏ وإن من الحجارة لما يتفجَّر منه الأنهار وإن منها لما يشقق ‏}‏ فيه إدغام التاء في الأصل في الشين ‏{‏ فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط ‏}‏ ينزل من علو إلى أسفل ‏{‏ من خشية الله ‏}‏ وقلوبكم لا تتأثر ولا تلين ولا تخشع ‏{‏ وما الله بغافل عما تعلمون ‏}‏ وإنما يؤخركم لوقتكم وفي قراءة بالتحتانية وفيه التفات عن الخطاب‏.‏

امووووولة 03-10-2011 03:44 AM

الآية رقم ‏(‏ 75 ‏)‏



‏{‏أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ‏}‏



‏{‏ أفتطعمون ‏}‏ أيها المؤمنون ‏{‏ أن يؤمنوا لكم ‏}‏ أي اليهود لكم‏.‏ ‏{‏ وقد كان فريق ‏}‏ طائفة ‏{‏ منهم ‏}‏ أحبارهم ‏{‏ يسمعون كلام الله ‏}‏ في التوراة ‏{‏ ثم يحرّفونه ‏}‏ يغيرونه ‏{‏ من بعد ما عقلوه ‏}‏ فهموه ‏{‏ وهم يعلمون ‏}‏ أنهم مفترون والهمزة للإنكار أي لا تطمعوا فلهم سابقة بالكفر ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 76 ‏)‏



‏{‏وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ‏}‏



‏{‏ وإذا لقوا ‏}‏ أي منافقوا اليهود ‏{‏ الذين آمنوا قالوا آمنا ‏}‏ بأن محمداً صلى الله عليه وسلمنبي وهو المبشر به في كتابنا ‏{‏ وإذا خلا ‏}‏ رجع ‏{‏ بعضهم إلى بعض قالوا ‏}‏ أي رؤساؤهم الذين لم ينافقوا لمن نافق ‏{‏ أتحدثونهم ‏}‏ أي المؤمنين ‏{‏ بما فتح الله عليكم ‏}‏ أي عرَّفكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ ليحاجوكم ‏}‏ ليخاصموكم واللامُ للصيرورة ‏{‏ به عند ربكم ‏}‏ في الآخرة ويقيموا عليكم الحجة في ترك اتِّباعه مع علمكم بصدقه ‏{‏ أفلا تعقلون ‏}‏ أنهم يحاجونكم إذا حدثتموهم فتنتهوا ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 77 ‏)‏



‏{‏أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ‏}‏



قال تعالى ‏{‏ أو لا يعلمون ‏}‏ الاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف ‏{‏ أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ‏}‏ ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعَوُوا عن ذلك ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 78 ‏)‏



‏{‏ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ‏}‏



‏{‏ ومنهم ‏}‏ أي اليهود ‏{‏ أميون ‏}‏ عوام ‏{‏ لا يعلمون الكتاب ‏}‏ التوراة ‏{‏ إلا ‏}‏ لكن ‏{‏ أمانيَّ ‏}‏ أكاذيب تلقَّوْها من رؤسائهم فاعتمدوها ‏{‏ وإن ‏}‏ ما ‏{‏ هم ‏}‏ في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه ‏{‏ ‏إلا يظنون ‏}‏ ظناً ولا علم لهم ‏.



الآية رقم ‏(‏ 79 ‏)‏



‏{‏ فويل للذين يكتبون الكتاب يأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ‏}‏



‏{‏ فويل ‏}‏ شدة عذاب ‏{‏ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ‏}‏ أي مخلتفاً من عندهم ‏{‏ ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا ‏}‏ من الدنيا وهم اليهود غيَّروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرها وكتبوها على خلاف ما أنزل ‏{‏ فويل لهم مما كتبت أيديهم ‏}‏ من المختلق ‏{‏ وويل لهم مما يكسبون ‏}‏ من الرشا جمع رشوة ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 80 ‏)‏



‏{‏وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ‏}‏



‏{‏ وقالوا ‏}‏ لما وعدهم النبيُّ النار ‏{‏ لن تمسَّنا ‏}‏ تصيبنا ‏{‏ النار إلا أياماً معدودة ‏}‏ قليلة أربعين يوماً مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول ‏{‏ قل ‏}‏ لهم يا محمد ‏{‏ اتخذتم ‏}‏ حذفت منه همزة الوصل استغناءً بهمزة الاستفهام ‏{‏ عند الله عهداً ‏}‏ ميثاقاً منه بذلك ‏{‏ فلن يُخلف الله عهده ‏}‏ به صلى الله عليه وسلملا ‏{‏ أم ‏}‏ بل ‏{‏ تقولون على الله ما لا تعلمون ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 81 ‏)‏



‏{‏بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏}‏



‏{‏ بلى ‏}‏ تمسكم وتخلدون فيها ‏{‏ من كسب سيئة ‏}‏ شركاً ‏{‏ وأحاطت به خطيئته ‏}‏ بالإفراد والجمع أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركاً ‏{‏ فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏}‏ روعي فيه معنى من ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 82 ‏)‏



‏{‏والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ‏}‏



‏{‏ والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 83 ‏)‏



‏{‏وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ‏}‏ في التوراة وقلنا ‏{‏ لا تعبدون ‏}‏ بالتاء والياء ‏{‏ إلا الله ‏}‏ خبر بمعنى النهي، وقرئ‏:‏ لا تعبدوا ‏{‏ و ‏}‏ أحسنوا ‏{‏ بالوالدين إحساناً ‏}‏ براً ‏{‏ وذي القربى ‏}‏ القرابة عطف على الوالدين ‏{‏ واليتامى والمساكين وقولوا للناس ‏}‏ قولا ‏{‏ حسناً ‏}‏ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في شأن محمد والرفق بهم، وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة ‏{‏ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ‏}‏ فقبلتم ذلك ‏{‏ ثم تولَّيتم ‏}‏ أعرضتم عن الوفاء به، فيه التفات عن الغيبة والمراد عن الغيبة والمراد آباؤهم ‏{‏ إلا قليلا منكم وأنتم معرضون ‏}‏ عنه كآبائكم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 84 ‏)‏



‏{‏وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ‏}‏



‏{‏ وإذ أخذنا ميثاقكم ‏}‏ وقلنا ‏{‏ لا تسفكون دماءكم ‏}‏ تريقونها بقتل بعضكم بعضاً ‏{‏ ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ‏}‏ لا يخرج بعضكم بعضا من داره ‏{‏ ثم أقررتم ‏}‏ قبلتم ذلك الميثاق ‏{‏ وأنتم تشهدون ‏}‏ على أنفسكم‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 85 ‏)‏



‏{‏ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عن ما تعملون ‏}‏



‏{‏ ثم أنتم ‏}‏ يا ‏{‏ هؤلاء تقتلون أنفسكم ‏}‏ بقتل بعضكم بعضا ‏{‏ وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تَظَّاهَرُونَ ‏}‏ فيه إدغام التاء في الأصل في الظاء، وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون ‏{‏ عليهم بالإثم ‏}‏ بالمعصية ‏{‏ والعدوان ‏}‏ الظلم ‏{‏ وإن يأتوكم أسارى ‏}‏ وفي قراءة أسرى ‏{‏ تَفْدُوهُمْ ‏}‏ وفي قراءة ‏{‏ تُفَادُوهُمْ ‏}‏ تنقذوهم من الأسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم ‏{‏ وهو ‏}‏ أي الشأن ‏{‏ محرَّم عليكم إخراجهم ‏}‏ متصل بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض‏:‏ أي كما حرم ترك الفداء، وكانت قريظةُ حالفوا الأوسَ، والنضيرُ الخزرجَ فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم، وكانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم‏؟‏ قالوا أمرنا بالفداء فيقال فَلِمَ تقاتلونهم ‏؟‏ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ أفتؤمنون ببعض الكتاب ‏}‏ وهو الفداء ‏{‏ وتكفرون ببعض ‏}‏ وهو ترك القتل والإخراج والمظاهرة ‏{‏ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ ‏}‏ هوان وذلّ ‏{‏ في الحياة الدنيا ‏}‏ وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية ‏{‏ ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافلِ عما يعملون ‏}‏ بالياء والتاء ‏.‏


امووووولة 03-12-2011 09:21 PM

الآية رقم ‏(‏ 86 ‏)‏



‏{‏أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ‏}‏



‏{‏ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ‏}‏ بأن آثروها عليها ‏{‏ فلا يخفَّف عنهم العذاب ولا هم يُنصرون ‏}‏ يمنعون منه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 87 ‏)‏



‏{‏ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ‏}‏



‏{‏ ولقد آتينا موسى الكتاب ‏}‏ التوراة ‏{‏ وقفيَّنا من بعده بالرسل ‏}‏ أي اتبعناهم رسولا في إثر رسول ‏{‏ وآتينا عيسى ابن مريم البينات ‏}‏ المعجزات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ‏{‏ وأيدناه ‏}‏ قويناه ‏{‏ بروح القدس ‏}‏ من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا ‏{‏ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى ‏}‏ تحب ‏{‏ أنفسُكم ‏}‏ من الحق ‏{‏ استكبرتم ‏}‏ تكبرتم عن إتباعه جواب كلما وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ ‏{‏ ففريقا ‏}‏ منهم ‏{‏ كذبتم ‏}‏ كعيسى ‏{‏ وفريقاً تقتلون ‏}‏ المضارع لحكاية الحال الماضية‏:‏ أي قتلتم كزكريا ويحيى ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 88 ‏)‏



‏{‏وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ‏}‏



‏{‏ وقالوا ‏}‏ للنبي استهزاء ‏{‏ قلوبنا غُلْفٌ ‏}‏ جمع أغلف أي مغشاة بأغطية فلا تعي ما تقول قال تعالى‏:‏ ‏{‏ بل ‏}‏ للإضراب ‏{‏ لعنهم الله ‏}‏ أبعدهم من رحمته وخذلهم عن القبول ‏{‏ بكفرهم ‏}‏ وليس عدم قبولهم لخلل في قلوبهم ‏{‏ فقليلا ما يؤمنون ‏}‏ ما زائدة لتأكيد القلة أي‏:‏ إيمانهم قليل جداً ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 89 ‏)‏



‏{‏ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ‏}‏



‏{‏ ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ‏}‏ من التوراة‏:‏ هو القرآن ‏{‏ وكانوا من قبل ‏}‏ قبل مجيئه ‏{‏ يستفتحون ‏}‏ يستنصرون ‏{‏ على الذين كفروا ‏}‏ يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان ‏{‏ فلما جاءهم ما عرفوا ‏}‏ من الحق وهو بعثة النبي ‏{‏ كفروا به ‏}‏ جحداً وخوفاً على الرياسة وجوابُ لما الأولى دل عليه جواب الثانية ‏{‏ فلعنة الله على الكافرين ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 90 ‏)‏



‏{‏بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ‏}‏



‏{‏ بئسما اشتروا ‏}‏ باعوا ‏{‏ به أنفسهم ‏}‏ أي حظها من الثواب، وما‏:‏ نكرة بمعنى شيئاً تمييز لفاعل بئس والمخصوص بالذم ‏{‏ أن يكفروا ‏}‏ أي كفرهم ‏{‏ بما أنزل الله ‏}‏ من القرآن ‏{‏ بغياً ‏}‏ مفعول له ليكفروا‏:‏ أي حسداً على ‏{‏ أن ينزل الله ‏}‏ بالتخفيف والتشديد ‏{‏ من فضله ‏}‏ الوحي ‏{‏ على من يشاء ‏}‏ للرسالة ‏{‏ من عباده فبآؤا ‏}‏ رجعوا ‏{‏ بغضب ‏}‏ من الله بكفرهم بما أنزل والتنكيرُ للتعظيم ‏{‏ على غضب ‏}‏ استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى ‏{‏ وللكافرين عذاب مُهين ‏}‏ ذو إهانة ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 91 ‏)‏



‏{‏وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ‏}‏



‏{‏ وإذا قيل لهم آمِنوا بما أنزل الله ‏}‏ القرآن وغيره ‏{‏ قالوا نؤمن بما أنزل علينا ‏}‏ أي التوراة قال تعالى‏:‏ ‏{‏ ويكفرون ‏}‏ الواو للحال ‏{‏ بما وراءه ‏}‏ سواه أو بعده من القرآن ‏{‏ وهو الحق ‏}‏ حال ‏{‏ مصدقاً ‏}‏ حال ثانية مؤكدة ‏{‏ لما معهم قل ‏}‏ لهم ‏{‏ فلم تقتلون ‏}‏ أي قتلتم ‏{‏ أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ‏}‏ بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتلهم والخطاب للموجودين في زمن نبينا بما فعل آباؤهم لرضاهم به ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 92 ‏)‏



‏{‏ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ‏}‏



‏{‏ ولقد جاءكم موسى بالبينات ‏}‏ بالمعجزات كالعصا واليد وفلق البحر ‏{‏ ثم اتخذتم العجل ‏}‏ إلَهاً ‏{‏ من بعده ‏}‏ من بعد ذهابه إلى الميقات، ‏{‏ وأنتم ظالمون ‏}‏ باتخاذه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 93 ‏)‏



‏{‏وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ‏}‏



‏{‏ وإذ أخذنا ميثاقكم ‏}‏ على العمل بما في التوراة ‏{‏ و ‏}‏ قد ‏{‏ رفعنا فوقكم الطور ‏}‏ الجبل حين امتنعتم من قبولها ليسقط عليكم وقلنا ‏{‏ خذوا ما آتيناكم بقوة ‏}‏ بجد واجتهاد ‏{‏ واسمعوا ‏}‏ ما تؤمرون به سماع قبول ‏{‏ قالوا سمعنا ‏}‏ قولك ‏{‏ وعصينا ‏}‏ أمرك ‏{‏ وأشربوا في قلوبهم العجل ‏}‏ أي خالط حبه قلوبهم كما يخالط الشراب ‏{‏ بكفرهم، قل ‏}‏ لهم ‏{‏ بئسما ‏}‏ شيئا ‏{‏ يأمركم به إيمانكم ‏}‏ بالتوراة عبادة العجل ‏{‏ إن كنتم مؤمنين ‏}‏ بها كما زعمتم ‏.‏ المعنى لستم بمؤمنين لأن الإيمان لا يأمر بعبادة العجل، والمراد آباؤهم ‏:‏ أي فكذلك أنتم لستم بمؤمنين بالتوراة وقد كذَّبتم محمداً والإيمان بها لا يأمر بتكذيبه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 94 ‏)‏



‏{‏قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ‏}‏



‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ إن كانت لكم الدار الآخرة ‏}‏ أي الجنة ‏{‏ عند الله خالصة ‏}‏ خاصة ‏{‏ من دون الناس ‏}‏ كما زعمتم ‏{‏ فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ‏}‏ تعلق بتمنوا الشرطان على أن الأول قيد في الثاني أي إن صدقتم في زعمكم أنها لكم ومن كانت له يؤثرها والموصل إليها الموت فتمنوه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 95 ‏)‏



‏{‏ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ‏}‏



‏{‏ ولن يتمنَّوه أبداً بما قدمت أيديهم ‏}‏ من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم ‏{‏ والله عليم بالظالمين ‏}‏ الكافرين فيجازيهم ‏.‏

امووووولة 03-14-2011 05:59 PM

الآية رقم ‏(‏ 96 ‏)‏



‏{‏ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ‏}‏



‏{‏ ولتجدنهم ‏}‏ لام قسم ‏{‏ أحرص الناس على حياة و ‏}‏ أحرص ‏{‏ من الذين أشركوا ‏}‏ المنكرين للبعث عليها لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشركين لإنكارهم له ‏{‏ يودُّ ‏}‏ يتمنى ‏{‏ أحدهم لو يعمر ألف سنة ‏}‏ لو مصدرية بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود ‏{‏ وما هو ‏}‏ أي أحدهم ‏{‏ بمزحزحه ‏}‏ مبعده ‏{‏ من العذاب ‏}‏ النار ‏{‏ أن يعمَّر ‏}‏ فاعل مزحزحه أي تعميره ‏{‏ والله بصير بما يعملون ‏}‏ بالياء والتاء فيجازيهم وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من الملائكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي بالعذاب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب والسلم فنزل ‏:‏



الآية رقم ‏(‏ 97 ‏)‏



‏{‏قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ‏}‏



‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ من كان عدوّاً لجبريل ‏}‏ فليمت غيظاً ‏{‏ فأنه نزَّله ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ على قلبك بإذن ‏}‏ بأمر ‏{‏ الله مصدقاً لما بين يديه ‏}‏ قلبه من الكتب ‏{‏ وهدىً ‏}‏ من الضلالة ‏{‏ وبشرى ‏}‏ بالجنة ‏{‏ للمؤمنين ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 98 ‏)‏



‏{‏من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ‏}‏



‏{‏ من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل ‏}‏ بكسر الجيم وفتحها بلا همز وبه بياء ودونها ‏{‏ وميكال ‏}‏ عطف على الملائكة من عطف الخاص على العام وفي قراءة ميكائيل بهمزة وياء وفي أخرى بلا ياء ‏{‏ فإن الله عدوٌ للكافرين ‏}‏ وأوقعه موقع لهم بياناً لحالهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 99 ‏)‏



‏{‏ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون ‏}‏



‏{‏ لقد أنزلنا إليك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ آيات بينات ‏}‏ أي واضحات حال، رد لقول ابن صوريا للنبي ما جئتنا بشيء ‏{‏ وما يكفر بها إلا الفاسقون ‏}‏ كفروا بها‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 100 ‏)‏



‏{‏أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ‏}‏



‏{‏ أو كلما عاهدوا ‏}‏ الله ‏{‏ عهداً ‏}‏ على الإيمان بالنبي إن خرج، أو النبيَّ أن لا يعاونوا عليه المشركين ‏{‏ نبذه ‏}‏ طرحه ‏{‏ فريق منهم ‏}‏ بنقضه، جواب كلما وهو محل الاستفهام الإنكاري ‏{‏ بل ‏}‏ للانتقال ‏{‏ أكثرهم لا يؤمنون ‏}‏ ‏.‏


امووووولة 03-15-2011 09:03 PM



الآية رقم ‏(‏ 101 ‏)‏



‏{‏ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ‏}‏



‏{‏ ولما جاءهم رسول من عند الله ‏}‏ محمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ‏}‏ أي التوراة ‏{‏ وراء ظهورهم ‏}‏ أي لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره ‏{‏ كأنهم لا يعلمون ‏}‏ ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 102 ‏)‏



‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ‏}‏



‏{‏ واتبعوا ‏}‏ عطف على نبذ ‏{‏ ما تتلوا ‏}‏ أي تلت ‏{‏ الشياطين على ‏}‏ عهد ‏{‏ ملك سليمان ‏}‏ من السحر وكانت دفنته تحت كرسيه لما نزع ملكه أو كانت تسترق السمع وتضم إليه أكاذيب وتلقيه إلى الكهنة فيدونونه وفشا ذلك وشاع أن الجن تعلم الغيب فجمع سليمان الكتب ودفنها فلما مات دلت الشياطين عليها الناس فاستخرجوها فوجدوا فيها السحر فقالوا إنما ملككم بهذا فتعلموه فرفضوا كتب أنبيائهم قال تعالى تبرئه لسليمان ورداً على اليهود في قولهم انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحراً‏:‏ ‏{‏ وما كفر سليمان ‏}‏ أي لم يعمل السحر لأنه كفر ‏{‏ ولكن ‏}‏ بالتشديد والتخفيف ‏{‏ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ‏}‏ الجملة حال من ضمير كفروا ‏{‏ و ‏}‏ يعلمونهم ‏{‏ ما أنزل على الملكين ‏}‏ أي ألهماه من السحر وقرئ بكسر اللام الكائنين ‏{‏ ببابل ‏}‏ بلد في سواد العراق ‏{‏ هاروت وماروت ‏}‏ بدل أو عطف بيان للملكين قال ابن عباس هما ساحران كانا يعلمان السحر وقيل ملكان أنزلا لتعليمه ابتلاء من الله للناس ‏{‏ وما يعلمان من ‏}‏ زائدة ‏{‏ أحد حتى يقولا ‏}‏ له نصحاً ‏{‏ إنما نحن فتنة ‏}‏ بلية من الله إلى الناس ليمتحنهم بتعليمه فمن تعلمه كفر ومن تركه فهو مؤمن ‏{‏ فلا تكفر ‏}‏ بتعلمه فإن أبى إلا التعليم علماه ‏{‏ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ‏}‏ بأن يبغض كلا إلى الآخر ‏{‏ وما هم ‏}‏ أي السحرة ‏{‏ بضارين به ‏}‏ بالسحر ‏{‏ من ‏}‏ زائدة ‏{‏ أحد إلا بإذن الله ‏}‏ بإرادته ‏{‏ ويتعلمون ما يضرهم ‏}‏ في الآخرة ‏{‏ ولا ينفعهم ‏}‏ وهو السحر ‏{‏ ولقد ‏}‏ لا م قسم ‏{‏ علموا ‏}‏ أي اليهود ‏{‏ لمن ‏}‏ لا م ابتداء معلقة لما قبلها ومن موصلة ‏{‏ اشتراه ‏}‏ اختاره أو استبدله بكتاب الله ‏{‏ ماله في الآخرة من خلاق ‏}‏ نصيب في الجنة ‏{‏ ولبئس ما ‏}‏ شيئاً ‏{‏ شروا ‏}‏ باعوا ‏{‏ به أنفسهم ‏}‏ أي الشارين‏:‏ أي حظها من الآخرة إن تعلموه حيث أوجب لهم النار ‏{‏ لو كانوا يعلمون ‏}‏ حقيقة ما يصيرون إليه من العذاب ما تعلَّموه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 103 ‏)‏



‏{‏ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ‏}‏



‏{‏ ولو أنهم ‏}‏ أي اليهود ‏{‏ آمنوا ‏}‏ بالنبي والقرآن ‏{‏ واتقوا ‏}‏ عقاب الله بترك معاصيه كالسحر، وجوابُ لو محذوف‏:‏ أي لأثيبوا دل عليه ‏{‏ لمثوبة ‏}‏ ثواب وهو مبتدأ واللام فيه للقسم ‏{‏ من عند الله خير ‏}‏ خبره مما شروا به أنفسهم ‏{‏ لو كانوا يعلمون ‏}‏ أنه خير لما آثروه عليه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 104 ‏)‏



‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ‏}‏



‏{‏ يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا ‏}‏ للنبي ‏{‏ راعنا ‏}‏ أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسُرُّوا بذلك وخاطبوا بها النبي فنُهى المؤمنون عنها ‏{‏ وقولوا ‏}‏ بدلها ‏{‏ انظرنا ‏}‏ أي انظر إلينا ‏{‏ واسمعوا ‏}‏ ما تؤمرون به سماع قبول ‏{‏ وللكافرين عذاب أليم ‏}‏ مؤلم هو النار ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 105 ‏)‏



‏{‏ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ‏}‏



‏{‏ ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ‏}‏ من العرب عطف على أهل الكتاب ومن للبيان ‏{‏ أن يُنَزَّلَ عليكم من ‏}‏ زائدة ‏{‏ خير ‏}‏ وحي ‏{‏ من ربكم ‏}‏ حسداً لكم ‏{‏ والله يختص برحمته ‏}‏ نبوته ‏{‏ من يشاء والله ذو الفضل العظيم ‏}‏



الآية رقم ‏(‏ 106 ‏)‏



‏{‏ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ‏}‏



ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمداً يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غداً نزل‏:‏ ‏{‏ ما ‏}‏ شرطية ‏{‏ ننسخ من أية ‏}‏ أي ننزل حكمها‏:‏ إما مع لفظها أو لا وفي قراءة بضم النون من أنسخ‏:‏ أي نأمرك أو جبريل بنسخها ‏{‏ أو ننسها ‏}‏ نؤخرها، فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز من النسيان أي ننسها، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط ‏{‏ نأت بخير منها ‏}‏ أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر ‏{‏ أو مثلها ‏}‏ في التكليف والثواب ‏{‏ آلم تعلم أن الله على كل شئ قدير ‏}‏ ومنه النسخ والتبديل، والاستفهام للتقرير ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 107 ‏)‏



‏{‏ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ‏}‏



‏{‏ ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض ‏}‏ يفعل ما يشاء ‏{‏ وما لكم من دون الله ‏}‏ أي غيره ‏{‏ من ‏}‏ زائدة ‏{‏ وليٌ ‏}‏ يحفظكم ‏{‏ ولا نصير ‏}‏ يمنع عنكم عذابه إن أتاكم، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهباً ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 108 ‏)‏



‏{‏أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ‏}‏



‏{‏ أم ‏}‏ بل ‏{‏ تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى ‏}‏ أي سأله قومه ‏{‏ من قبل ‏}‏ من قولهم‏:‏ أرنا الله جهرة وغير ذلك ‏{‏ ومن يتبدل الكفر بالإيمان ‏}‏ أي يأخذ بدله بترك النظر في الآيات البينات واقتراح غيرها ‏{‏ فقد ضل سواء السبيل ‏}‏ أخطأ الطريق الحق والسواءُ في الأصل الوسط ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 109 ‏)‏



‏{‏ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ‏}‏



‏{‏ ودَّ كثير من أهل الكتاب لو ‏}‏ مصدرية ‏{‏ يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً ‏}‏ مفعول له كائناً ‏{‏ من عند أنفسهم ‏}‏ أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة ‏{‏ من بعد ما تبين لهم ‏}‏ في التوراة ‏{‏ الحق ‏}‏ في شأن النبي ‏{‏ فاعفوا ‏}‏ عنهم أي اتركوهم ‏{‏ واصفحوا ‏}‏ أعرضوا فلا تجازوهم ‏{‏ حتى يأتي الله بأمره ‏}‏ فيهم من القتال ‏{‏ إن الله على كل شئ قدير ‏}‏ ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 110 ‏)‏



‏{‏وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ‏



‏{‏ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير ‏}‏ طاعة كصلة وصدقة ‏{‏ تجدوه ‏}‏ أي ثوابه ‏{‏ عند الله إن الله بما تعملون بصير ‏}‏ فيجازيكم به ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 111 ‏)‏



‏{‏وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ‏}‏



‏{‏ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً ‏}‏ جمع هائد ‏{‏ أو نصارى ‏}‏ قال ذلك يهود المدينة ونصارى نجران لما تناظروا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلمأي قال اليهود لن يدخلها إلا اليهود وقال النصارى لن يدخلها إلا النصارى ‏{‏ تلك ‏}‏ القولة ‏{‏ أمانيهم ‏}‏ شهواتهم الباطلة ‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ هاتوا برهانكم ‏}‏ حجتكم على ذلك ‏{‏ إن كنتم صادقين ‏}‏ فيه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 112 ‏)‏



‏{‏بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏



‏{‏ بلى ‏}‏ يدخل الجنة غيرهم ‏{‏ من أسلم وجهه الله ‏}‏ أي انقاد لأمره‏.‏ وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء فغيره أولى ‏{‏ وهو محسن ‏}‏ موحد ‏{‏ فله أجره عند ربِّه ‏}‏ أي ثواب عمله الجنة ‏{‏ ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏ في الآخرة ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 113 ‏)‏



‏{‏وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة في ما كانوا فيه يختلفون



‏{‏ وقالت اليهود ليست النصارى على شئ ‏}‏ معتد به وكفرت بعيسى ‏{‏ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ‏}‏ معتد به وكفرت بموسى ‏{‏ وهم ‏}‏ أي الفريقان ‏{‏ يتلون الكتاب ‏}‏ المنزل عليهم، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال ‏{‏ كذلك ‏}‏ كما قال هؤلاء ‏{‏ قال الذين لا يعلمون ‏}‏ أي المشركون من العرب وغيرهم ‏{‏ مثل قولهم ‏}‏ بيان لمعنى ذلك‏:‏ أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شئ ‏{‏ فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ‏}‏ من أمر الدين فيدخل المحقُّ الجنة والمبطل النار ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 114 ‏)‏



‏{‏ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ‏}‏



‏{‏ ومن أظلم ‏}‏ أي لا أحد أظلم ‏{‏ ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ‏}‏ بالصلاة والتسبيح ‏{‏ وسعى في خرابها ‏}‏ بالهدم أو التعطيل، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي صلى الله عليه وسلمعام الحديبية عن البيت ‏{‏ أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ‏}‏ خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحد آمناً‏.‏ ‏{‏ لهم في الدنيا خزي ‏}‏ هوان بالقتل والسبي والجزية ‏{‏ ولهم في الآخرة عذاب عظيم ‏}‏ هو النار ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 115 ‏)‏



‏{‏ولله المشرق والمغرب فأين ما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم ‏}‏



ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت‏:‏ ‏{‏ ولله المشرق والمغرب ‏}‏ أي الأرض كلها لأنهما ناحيتها ‏{‏ فأينما تولوا ‏}‏ وجوهكم في الصلاة بأمره ‏{‏ فثمَّ ‏}‏ هناك ‏{‏ وجه الله ‏}‏ قبلته التي رضيها ‏{‏ إن الله واسع ‏}‏ يسع فضله كل شئ ‏{‏ عليم ‏}‏ بتدبير خلقه


امووووولة 03-21-2011 02:06 AM

الآية رقم ‏(‏ 116 ‏)‏



‏{‏وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ‏}‏



‏{‏ وقالوا ‏}‏ بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله ‏{‏ اتخذ الله ولداً ‏}‏ قال تعالى ‏{‏ سبحانه ‏}‏ تنزيها له عنه ‏{‏ بل له ما في السماوات والأرض ‏}‏ ملكاً وخلقاً وعبيداً والملكية تنافي الولادة وعبر بما تغليبا لما لا يعقل ‏{‏ كل له قانتون ‏}‏ مطيعون كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 117 ‏)‏



‏{‏بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ‏}‏



‏{‏ بديع السماوات والأرض ‏}‏ موجدهم لا على مثال سبق ‏{‏ وإذا قضى ‏}‏ أراد ‏{‏ أمراً ‏}‏ أي إيجاده ‏{‏ فإنما يقول له كن فيكون ‏}‏ أي فهو يكون وفى قراءة بالنصب جواباً للأمر ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 118 ‏)‏



‏{‏وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون ‏}‏



‏{‏ وقال الذين لا يعلمون ‏}‏ أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم‏{‏ لولا ‏}‏ هلا ‏{‏ يكلمنا الله ‏}‏ بأنك رسوله ‏{‏ أو تأتينا آية ‏}‏ مما اقترحناه على صدقك ‏{‏ كذلك ‏}‏ كما قال هؤلاء ‏{‏ قال الذين من قبلهم ‏}‏ من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم ‏{‏ مثل قولهم ‏}‏ من التعنت وطلب الآيات ‏{‏ تشابهت قلوبهم ‏}‏ في الكفر والعناد، فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم‏{‏ قد بينا الآيات لقوم يوقنون ‏}‏ يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراحُ آية معها تعنُّت ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 119 ‏)‏



‏{‏إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ‏}‏



‏{‏ إنا أرسلناك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ بالحق ‏}‏ بالهدى ‏{‏ بشيراً ‏}‏ من أجاب إليه بالجنة ‏{‏ ونذيراً ‏}‏ من لم يجب إليه بالنار ‏{‏ ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم ‏}‏ النار، أي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ، وفي قراءة بجزم تسأل نهياً ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 120 ‏)‏



‏{‏ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ‏}‏



‏{‏ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهم ‏}‏ دينهم ‏{‏ قل إن هدى الله ‏}‏ أي الإسلام ‏{‏ هو الهدى ‏}‏ وما عداه ضلال ‏{‏ ولئن ‏}‏ لام قسم ‏{‏ اتبعت أهواءهم ‏}‏ التي يدعونك إليها فرضاً ‏{‏ بعد الذي جاءك من العلم ‏}‏ الوحي من الله ‏{‏ مالك من الله من ولي ‏}‏ يحفظك ‏{‏ ولا نصير ‏}‏ يمنعك منه ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 121 ‏)‏



‏{‏الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ‏}‏



‏{‏ الذين أتيناهم الكتاب ‏}‏ مبتدأً ‏{‏ يتلونه حق تلاوته ‏}‏ أي يقرؤونه كما أنزل والجملة حال وحق نصب على المصدر والخبر ‏{‏ أولئك يؤمنون به ‏}‏ نزلت في جماعة قدموا من الحبشة وأسلموا ‏{‏ ومن يكفر به ‏}‏ أي بالكتاب المؤتى بأن يحرفه ‏{‏ فأولئك هم الخاسرون ‏}‏ لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 122 ‏)‏



‏{‏يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ‏}‏



‏{‏ يابنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضَّلتكم على العالمين ‏}‏ تقدم مثله ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 123 ‏)‏



‏{‏واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون



‏{‏ واتقوا ‏}‏ خافوا ‏{‏ يوما لا تجزي ‏}‏ تغني ‏{‏ نفس عن نفس ‏}‏ فيه ‏{‏ شيئاً ولا يُقبل منها عدل ‏}‏ فداء ‏{‏ ولا تنفعها شفاعة ولا هم يُنصرون ‏}‏ يمنعون من عذاب الله ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 124 ‏)‏



‏{‏وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذا ابتلى ‏}‏ اختبر ‏{‏ إبراهيم ‏}‏ وفي قراءة إبراهام‏.‏ ‏{‏ ربُّه بكلمات ‏}‏ بأوامر ونواه كلَّفه بها، قيل هي مناسك الحج، وقيل المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب وفرق الرأس وقلم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء ‏{‏ فأتمهن ‏}‏ أداهن تامات ‏{‏ قال ‏}‏ تعالى له ‏{‏ إني جاعلك للناس إماما ‏}‏ قدوة في الدين ‏{‏ قال ومن ذرِّيتي ‏}‏ أولادي اجعل أئمة ‏{‏ قال لا ينال عهدي ‏}‏ بالإمامة ‏{‏ الظالمين ‏}‏ الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 125 ‏)‏



‏{‏وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ‏}‏



‏{‏ وإذ جعلنا البيت ‏}‏ الكعبة ‏{‏ مثابة للناس ‏}‏ مرجعا يثبون إليه من كل جانب ‏{‏ وأمناً ‏}‏ مأمناً لهم من الظلم والإغارات الواقعة في غيره، كان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فلا يهيجه ‏{‏ واتخذوا ‏}‏ أيها الناس ‏{‏ من مقام إبراهيم ‏}‏ هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت ‏{‏ مصلى ‏}‏ مكان صلاة بأن تصلوا خلفه ركعتي الطواف، وفي قراءة بفتح الخاء خبر ‏{‏ وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ‏}‏ أمرناهما ‏{‏ أن ‏}‏ أي بأن ‏{‏ طهِّرا بيتي ‏}‏ من الأوثان ‏{‏ للطائفين والعاكفين ‏}‏ المقيمين فيه ‏{‏ والركع السجود ‏}‏ جمع راكع وساجد المصلين ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 126 ‏)‏



‏{‏وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ‏}‏



‏{‏ وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا ‏}‏ المكان ‏{‏ بلدا آمناً ‏}‏ ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرما لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يختلي خلاه ‏{‏ وارزق أهله من الثمرات ‏}‏ وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه وكان أقفر لا زرع فيه ولا ماء ‏{‏ من آمن منهم بالله واليوم الآخر ‏}‏ بدل من أهله وخصهم بالدعاء لهم موافقة لقوله لا ينال عهدي الظالمين ‏{‏ قال ‏}‏ تعالى ‏{‏ و ‏}‏ ارزق ‏{‏ من كفر فَأُمَتِّعُهُ ‏}‏ بالتشديد والتخفيف في الدنيا بالرزق ‏{‏ قليلا ‏}‏ مدة حياته ‏{‏ ثم أضطره ‏}‏ ألجئه في الآخرة ‏{‏ إلى عذاب النار ‏}‏ فلا يجد عنها محيص ‏{‏ وبئس المصير ‏}‏ المرجع هي ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 127 ‏)‏



‏{‏وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ‏}‏



‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إذ يرفع إبراهيم القواعد ‏}‏ الأسس أو الجدر ‏{‏ من البيت ‏}‏ يبنيه متعلق بيرفع ‏{‏ وإسماعيل ‏}‏ عطف على إبراهيم يقولان ‏{‏ ربنا تقبل منا ‏}‏ بناءنا ‏{‏ إنك أنت السميع ‏}‏ للقول ‏{‏ العليم ‏}‏ بالفعل ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 128 ‏)‏



‏{‏ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ‏}‏



‏{‏ ربنا واجعلنا مسلمَيْن ‏}‏ منقادين ‏{‏ لك و ‏}‏ اجعل ‏{‏ من ذرِّيتنا ‏}‏ أولادنا ‏{‏ أمة ‏}‏ جماعة ‏{‏ مسلمة لك ‏}‏ ومن للتبعيض وأتى به لتقدم قوله لا ينال عهدي الظالمين ‏{‏ وأرنا ‏}‏ علِّمنا ‏{‏ مناسكنا ‏}‏ شرائع عبادتنا أو حجنا ‏{‏ وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ‏}‏ سألاه التوبة مع عصمتهما تواضعاً وتعليما لذريتهما ‏.‏



الآية رقم ‏(‏ 129 ‏)‏



‏{‏ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ‏}‏



‏{‏ ربنا وابعث فيهم ‏}‏ أي أهل البيت ‏{‏ رسولا منهم ‏}‏ من أنفسهم وقد أجاب الله دعاءه بمحمد صلى الله عليه وسلم‏{‏ يتلو عليهم آياتك ‏}‏ القرآن ‏{‏ ويعلمهم الكتاب ‏}‏ القرآن ‏{‏ والحكمة ‏}‏ أي ما فيه من الأحكام ‏{‏ ويزكيهم ‏}‏ يطهرهم من الشرك ‏{‏ إنك أنت العزيز ‏}‏ الغالب ‏{‏ الحكيم ‏}‏ في صنعه ‏.‏



الساعة الآن 01:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Security team