تنهدت بحزن بعد ان خرجت امها من الغرفة

وانحدرت دمعات قليلة فوق وجنتيها المحمرتين

كانت تعرف انها مغلوب على امرها في النهاية وان ما تريده والدتها ووالدها حاصل لامحالة

وكانت لا تعرف عن الشاب الذي تقدم لخطبتها الا شكله وهذا كان يقلقها اشدالقلق

شكله كان مقبولا لم يكن كالصورة الجميلة التي راودت خيالها اعواما طويلة ولكن لامشكلة تستطيع ان تتاقلم مع هذا الشكل و تتآلف معه ولكن المشكلة اكبر من ذلك ....

انها ترفض فكرة الزواج اصلا ولا تريد الارتباط برجل ابدا .....

جميلة هي العلاقة بين رجل وامرأة .ولكنها تعتقد ان هذه العلاقة ستتحطم ببداية الزواج وتتحول الحياة الى معركة حامية بين طرفين يسودها التوتر والعنف ....

.رمت رأسها على وسادتها واغمضت عينيها الدامعتين .............كان انين امها تحت ضربات والدها الشديدة لايزال يرن باذنيها رغم مرور الشهور والسنين ........

كان يضربها دائما ..احيانا يكون رحيما واحيانا يكون عنيفا ويتركها اقرب للموت منه للحياة .....

وتذكرت كيف كان ياخذ امها الى اخيه الدكتور .....تذكرت العلامات الزرقاء التي كانت تراها على ظهرها حين كانت تفركه لهافي الحمام وكانت تبكي بدموع صامته حتى لاتشعر بها امها وعندما تخرج من الحمام كانت تختفي بأحد اركان الحديقه الصغيدة وتبكي ماشاء الله لها ان تبكي

وتدعو على والدها بكل ما يخطر على بالها من السوء والشر ........

والان هذه الام نفسها تريد اجبارها على اقامة حياة جديدة مع رجل مجهول بكل ما تحمله هذه الخطوة من الاخطار والمخاوف المحتمله ......

ولا تعرف حقا دافع امها لذلك .....

لقد رفضت خطاب كثيرون تقدموا لخطبتها ....وكان اهلها يتحملون رفضها المستمر على مضض وربما اعتقدوا وقتها انها لاتزال صغيرة .....ولكن ما بالهم يصرون ويجبرونها الان .....

وذلك الاحمق الذي تقدم لطلب يدها وهو لايعرف الحقد الذي تكنه داخل نفسها لكل الرجال من جنسه .....

سمعت طرقات خفيفه على الباب واحدهم يدخل ..

رفعت رأسها بتثاقل ......كانت ابنة الجيران وصديقة الطفولة ...

جلست بجانبي وهي تضحك ضحكة ذات معنى ....وبدأت ثرثرتها المعهودة ولكن بخبث وبصوت هامس واخذت تحدثني عن الحياة الجديدة بعدخطبتها ..وكونها قد خطبت منذ فترة ليست ببعيدة فقد كانت تتكلم بحماس وفرح ..وكانت تعتقد انني اسمعها ولكني كنت انظر في عينيها واسرح بعيدا في ذلك اليوم الذي عدنا قيه من المدرسة معا ..وحين صرنا امام المنزل مباشرة شاهدنا والدها امام باب المنزل وقد رمى زوجته ارضا وراح يدق رأسها بالارض مرة تلو مرة ويصرخ ويتكلم كلاما ما عدت اذكر حرفا واحدا منه .....ولكني اذكر تماما كيف تجمد الدم في عروقي

وخفق قلبي بشدة حتى كاد يخرج من مكانه وانا ارى الدم النازف من انفها وفمها .....وسقطت صديقتي على ركبتيها بعد ان صارتا غير قادرتين على حملها .......

استطعت وقتها ان التفت يمينا حين سمعت صوتا قادمامن الجهةالمقابله للطريق ..كانا رجل وامرأةمن حارتنا ولكني بالكاد اعرفهما ..

ركضت بكل مابقي في جسدي الصغير من قوة وشددتهما من ايديهما متوسلة ان يأتيا معي لانقاذ

جارتنامن بين يدي زوجها .. واذكر انهما دخلا الحديقة وخلصاها وهما يرجوانه ان يكون حليما وصبورا وكأنه كان المحق وليس المخطئ واذكر كيف كنت انظر خلسة من خلف باب الحديقة وارتجف من رأسي حتى اخمص قدمي معتقدة انه سيراني وسيمسكني منزلا بي ما انزله بزوجته ...........

لم يكن والدي بهاذا التخلف قط ...وهو لم يضرب امي مرة واحدة امام اعيننا ......

صحيح اننا كنا نسمع انينها وبكاءها وكنا نراها تنام يومين في الفراش بعد ضربها ولكننا لم نرها بين يديه او نرى دماء ابدا ......

ادرت وجهي عن صديقتي وهي لاتزال تثرثرعن حبها الجديد وكيف تنتظر الحظة التي تخرج فيها من منزل والديها لمنزلهما الخاص وتبدأ حياتها الجميله معه .....

كنت اريدها ان تصمت ان تخرج ان تختقي من الوجود كله .....

كنت اريد ان ابقى آخر لحظات الحريه وحدي دون ان تزعجني هي او امي او عريس النحس ذلك الذي ينتظر في الصاله مع والدي وبضعة رجال يخططون لهلاكي ونهايتي حين دخلت امي مسرعة وقالت:

(ضعي حجابك وانزلي بسرعة لقد طلبك الشيخ ليسمع موافقتك..............................)



منقووووووووول