الأخوة الأعداء
حين نظرت إلى السماء فما وجدت فيها من سحب تحمل الماء. وجدتها في حالة من الصفاء. وأبصرت الشمس تتحرك في خيلاء.حتى أني حسبتها تشرق في ذكاء.فعلمت أنه يوم به كثير من العناء.فلهيب حرارة الشمس يحرق في بهاء فما هي لحظات حتى وجدت نفسي في صحراء لا صديق فيها ولا حتى أعداء.
فأخذت أمشى بسرعة على رمالها الصفراء. بل أخذت أركض في جميع نواحيها بدون استثناء . حتى وجدتها تجلس في شئ من الكبرياء وكثير من عزة النفس والعلياء. لكنها كانت تقطر قطرات حمراء .لقد كانت تنزف كثيرا من الدماء.فتحركت إليها في خوف كخوف الضعفاء من جبروت من على شأنهم في الأرض من العظماء.
سألتها على استحياء.ماذا جاء بك إلى هذا الأرض الجرداء.وما كل هذه الطعنات التي لا تلتئم حين نطلب لها الشفاء.قالت أنا سيدة العلماء.أنا من كانت تخر لي هامات الجبابرة انحناء .وأبصرت بجوارها بئر خرباء. فعاجلتها بسؤال ينم عن صفة الغباء.هل بهذه البئر ماء.فأشاحت عنى بوجهها فأبصرت على خدها خطوط سوداء.ومن هنا أحذت على عاتقي أن أعرف قصتها من الألف إلى الياء.فتقدمت وعلى مقربة منها جلست القرفصاء.قلت لها ما تلك الطعنة التي في جنبك التي لا يرجى لها شفاء أو دواء.قالت وأخذت عيونها في بكاء شديد هذه عراقي عبثت بها يد اللصوص بعد أن كانت عاصمة الكرماء.ثم استفسرت عن جرح عميق في يدها السمراء.فقالت مع تنفس الصعداء.هذه فلسطينى اغتصبتها يد الغرباء.بعد أن كانت محل تجمع الشرفاء.وهكذا مضى اليوم مع امرأة الصحراء.
ثم سمعت خلفي صوتا عظيماً وكأنه صوت جبل قد خر من السماء.فنظرت خلفي باحثاً عن مصدر تلك الضوضاء لكنى لم أجد سوى الرمال اللعينة لتلك الصحراء فأوجست في نفسي خيفة فنظرت إليها سائلاً.لكنى لم أجدها اختفت فى لحظة واحدة ولم يبقى منها سوى قطرات الدماء الحمراء.وكلمة كتبتها بعود شجرة لا أعلم من أين كانت تحصل على الغذاء.
أنا من صار أخوتى اليوم أعداء.!!!
12-24-2006, 03:27 AM
جديد مواضيع قسم القسم الادبى 
العرض العادي
