منتديات داونلودز2

منتديات داونلودز2 (http://www.downloadiz2.com/forums/index.php)
-   القسم الادبى (http://www.downloadiz2.com/forums/f28.html)
-   -   الثــــــــــــــــــــأر ... ،، ( قصة قصيــــــــــــــرة ) (http://www.downloadiz2.com/forums/t8886.html)

Admin 02-03-2007 08:05 AM

الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ ر



***************



بعد أن قطع مسافة كبيرة بعيداً عن القرية ، يتوكأ على عصا من جذوع الشجر وقد مضى من عمره الثمانون عاما، جلس تحت ظل شجرة كبيرة الناظر اليها يظن أنها من عمر هذا الشيخ الكبير، مدد جسده ، وأنفاسه تخرج بتسارع شديد، فقد أعتاد كل يوم أن يأتي إلى هذه الشجرة ويلقي جسده بهمومه وأحزانه تحت ظل الشجرة مغمض عينه ليستيقظ في المساء ويعود إلى قريته قاطعا نفس المسافة من جديد، وفي منتصف الطريق وإذا بأحد أحفاده قادما إلية متشوقا لرؤيته ، عندها دمعت عيني الشيخ الهرم وهو ينظر إلى الصغير الذي كان بملامح وجهه يشابه أباه عندها جلس الشيخ وأخذت الذكريات تعصف في ذهنه وتعود في الزمن إلى الوراء ... فقد حرمه سمير أصغر أبنائه الثلاثة الذي كان صديق لصالح الأبن الوحيد لجاره العزيز حسان صاحب البقالة التي تقع على ناصية الشارع . نعم أن لدى الشيخ الهرم ثلاثة أبناء :-

احمد : أنهى دراسته الجامعية وتخرج بعد حصوله على شهادة في الطب وقد تخصص في طب الأطفال.

سعيد : فني ذو مهارة عالية في تصليح الأجهزة والأدوات الكهربائية.

سمير: كان يعمل في مزرعة والدة الصغيرة ( المزروعة بحبات الذرة الذهبية ) .


كانوا جميعاً سعداء لا يعكر صفوهم في كثير من الأحيان إلا سمير وصالح الذين كانا يأتيان في الليل وهم يترنحون ويتمايلون من الشراب المسكر وفي بعض الأحيان يصل بهم الأمر إلى تناول بعض المخدرات . حتى أن ربيع ( الشيخ الهرم) لم يدع طريقة ليتحدث أو ينصح أبنه ليترك ما هو فيه ولكن لا سامع ولا مجيب ( يا بني أنني أعلم أنكم لا تؤذون أحد ولا تتحرشون بأحد ولكني أخاف عليكم من أنفسكم ) ولكن سمير أذن من طين وأخرى من عجين قائلاً أنا أتحكم بتصرفاتي ...... وهكذا استمرت الأيام والسنين وتزوج أحمد ... وتزوج سمير وتمر الأيام والحياة تمضي إلى أن جاء ذلك اليوم

ذهب صالح إلى سمير في المزرعة وقد أخذ معه بعض من الخمر والمخدرات الذي أعتاد كل منهم على تعاطيه وشربه .....

تناول سمير الكأس الأول وكذلك صالح فالثاني والثالث وأشعلوا قطعه الحشيش نفس لصالح وأخر إلى سمير الذي وضع فأسه بجانبه عندما توقف عن نكش الأرض بحضور صالح وبدأ كل منهم يمازح الأخر بالسب والشتم وغيره حتى أحتد ذلك بينهم وأشتد وإذا بصالح ممدداً على الأرض تسيل دمائه وقد فتحت عينه بعد أن صرخ صرخة دوت في السماء كقنبلة موقوتة ناظراً إلى سمير الذي أخذ يضحك ويضحك بصوت عالٍ غير أبه بصالح الذي ينظر إليه وكأنه يقول لماذا حرمتني الدنيا وما فيها؟ ... لماذا أرديتني قتيلاً؟...لماذا تحولت إلى وحش مخيف؟؟ ... لماذا حرمت هذا الأب الأبن الوحيد؟... لماذا؟.... ولماذا؟ ... ولكن بماذا تفيد لماذا الآن؟!!!..... أين النصائح؟ ... وأين الأذان التي تصغي؟.... آه... آه ... لو كنت اسمع النصيحة ... آه ... آه ... لو كنت أرحم هذه الدموع الحنونة .. آه.. آه ... وآه.......


يقول الشيخ الهرم (ربيع) في هذا اليوم الحزين كانت زوجه سمير تحمل في أحشائها الأبن الأول بعد زواج دام سبعه أعوام

وكان لدى أحمد ثلاثة أولاد وأبنه صغيرة الأبن الكبير في الصف السادس والوسط في الصف الخامس والأصغر في الصف الثاني أما الطفلة فكانت حديثة الولادة لم تتجاوز الشهر الرابع.


كانت الشرطة قد وصلت إلى المزرعة بعد أن أبلغهم بالحادث أحد المزارعين المجاورين والذي سمع صرخة صالح عند مصرعه ، صالح قتل وعلم والده بالأمر وقد بلغ أبناء عمومته وعشيرته وسمير وضع بالحبس مصفدة يداه مذهولاً مهموماً لا يتحدث إلى أحد ولا يرغب برؤية أحد وأنا وأبنائي نسعى للوصول إلى (عطوه) من خلال أهل الخير من الحي ومعارفهم ولكن دون جدوى رفضت (العطوه )ورفض الطلب وخيم الحزن على جميع أهل البيت بل الحي بأسره لا ندري ماذا نقول ولا كيف نصنع . توقفت الحياة وبدأت المعاناة .

توقف احمد عن الذهاب إلى العيادة ، ولم يعد هناك عمل لسعيد الذي لم يكن متزوج ، سمير في السجن ،زوجة سمير لا تتوقف عن البكاء وفي أحشائها الطفل الذي كان الجميع ينتظر قدومه بفارغ الصبر فقتلت الفرحة بمقتل صالح أبن الجار صاحب البقالة العزيز حسان ، الأولاد لم يعودوا يستطيعوا الذهاب الى مدارسهم ، المزرعة كانت مصدراً للرزق لم نعد نستطيع الذهاب إليها والاهتمام بها من السقاية والحرث والتسميد وغيرها، أهل القتيل من أعمامه وأبنائهم والعشيرة جميعها تنتظر الفرصة لتنقض علينا رغبة في الثأر والقصاص ، إلا أن القوات الأمنية المحيطة بنا وبالدار من جميع الجوانب مانعه لذلك.

من خلال أحد أفراد الأمن استطاع أن يقوم بأخذ جواز سفر سعيد والحصول له على تأشيرة خارج البلاد عن طريق أصدقاء له في السفارة الألمانية وتمكنا من إخراجه من القرية ومن ثم السفر إلى الخارج . وقلبي ينفطر من الحزن والألم على فراق أبنائي سمير وسعيد ولا أملك إلا أن أتحمل أمام باقي أفراد أسرتي ، وبعد مضي شهر من المعاناة أردات الدولة أن تخرجنا (جلوه) خارج المدينة إلى منطقة أخرى بعيدة عن أهل القتيل صالح ، وبالفعل تم التحضير إلى هذا الأمر وبسرية تامة خرجنا في أخر الليل وبحراسة مشددة من قبل رجال الأمن ونحن خائفين نترقب ونتلفت يمينا وشمالاً ولكن وبعد خروجنا وتجاوزنا ناصية الشارع تذكر أحمد أنه قد نسي الأوراق والشهادات الخاصة به على الطاولة في غرفة الطعام وهو يسقي أبنه الصغير الماء ، فقام أحد أفراد الأمن بمرافقته إلى المنزل وتمكن من الدخول وتناول الأوراق وفي طريقة وقبل أن يصل إلى بقالة جارنا حسان وإذا بطلق ناري يدوي في السماء وتعلو معه صرخة أبني أحمد الذي يحاول الوصول إلي ويحاول الاقتراب ليودع أبنائه والصرخات تخرج من صدري وصيحات أبنائه تعلوا وتعلوا أبي ... أبي ... أبي... ولكن كان ملك الموت أسرع إليه منا وأخذت اركض ... غير مبالياً ... بطلقات النار ... غير مبالياُ ... بالموت ... فقد مـت عندما سجن ولدي الذي حكم عليه بالسجن عشرون عاماً ... ومت .. وأنا أنظر إلى زوجته وطفلها الذي بين أحشائها... و مت ... عندما فقد أحمد قدرته على العمل بشهادته التي أنفقت عليها ما أملك من المال ... مت وأموت ... وأموت وولدي الذي كبر وترعرع وحقق الحلم الذي أريد يموت بين يدي ... ولدي الذي أفخر به بين الجميع ، عشيرتي ، عمومتي ، الحي الذي أسكن ... وهم يتسألون.... الجميع... كيف لرجل أمي بسط مثلي أن يكون لديه ولدٌ جامعي؟ ... كيف له أن يحقق حلمه الكبير وهو مزارع بسيط ؟ ..... ولدي يموت بين يدي ... وبكاء أبنائه يحطم فؤادي من خلفي .... رفعت جسدي عن ولدي الممد على الأرض وقد توقفت ضربات قلبه ... توقفت أنفاسه ... وأنا اصرخ بأعلى صوتي قتلتني يا حسان .... قتلتني يا سمير ... قتلتني المخدرات ... قتلتني المسكرات... يتمت أحفادي ... شتت أبنائي ... احمد ... سعيد ... سمير... قتلتموني جميعاً وأنا حي ... قتلتموني جميعاً وأنا حي ... والدموع تنهمر وتسيل وتنزف معها جراحه وتقتل أحلامه.

ويعود الشيخ الهرم ممسكاً بعصاه والدموع تقطر من عيناه يحاول تجفيفها ومسحها بمنديل لا يريد أن يجف ، معترفاً بأحزان وهموم الشيخ الكبير ، أمسك العجوز بيد حفيدة (ربيع سمير ربيع ) الذي توفي والدة بالسجن بعد مرور عام من حبسة، بمرض نفسي ألم به بعد قتل صالح صديقه ، وبعد أن علم بمقتل أخيه أحمد على يد مجهولين لم يتم القبض عليهم . هكذا قيدت في محضر الشرطة ضد مجهول.



دمتم بكل الود

ارجوا أن تنال أعجابكم

ملاحظة :-

العطوه : هي أن يأخذ أهل القاتل من أهل القتيل فترة زمنيه ثلاثه أيام اقلها.

وهو ان أيام العطوة .. هي أيام يستطيع من خلالها الجاني أن يجلو ’’ يهرب ‘‘ من بلد إلى آخر ليحتمي بعشيرة او قبيلة قوية خوفاً من أراقة الدماء

وأيام العطوة هي ثلاثة أيام وثلث اليوم .. ويستطيع أي كان في العرب أو القبيلة ان يمنح أيام العطوة هذه سواء رجل او صغير .. واحياناً إذا لزم الأمر تعطيها المرأة وذلك لحقن الدماء


ومن هنا تستمر قبيلة الجاني بالإحتماء بالقبيلة الأخرى حتى يتم الصلح وبعد الأيام الثلاثة وثلثها يتم منح أهل الجاني مدة عطوة اخرى وحسب نوع الجنحة التي أرتكبها الجاني مثل العرض والأرض والقتل والنهب و إلخ وكل جنحة لها حق عرب مختلف اما الدم فهو معروف إما الثأر أو الدية إذا لم يكن متعمداً



__________________


mahmed_fwzy 02-04-2007 11:59 PM

مشكوررررررررررررر على المجهود


الساعة الآن 11:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Security team