الموضوع: الوجه الآخر ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2006, 03:36 PM   #1 (permalink)

koky

عضو ملهوش حل !
 




 
koky على طريق التميز

افتراضي



أملا بمستقبل أفضل ينتظرهم في القارة العجوز تحط الرحال بالكثير من لاعبي كرة القدم الأفريقية في الأندية الأوروبية في محاولة لإثبات الذات وانتزاع عقد احتراف.



لكن الكثير من هذه المغامرات لا تنتهي كقصة ديديه دروغبا أو صامويل إيتو أو غيرهم من نجوم القارة السمراء الذين جاهدوا وقاتلوا وتألقوا في سماء الكرة الأوروبية وأصبحوا نجوم ملاعبها وعشاق جماهير أبرز أنديتها.



فالوجه الثاني لهذه الرحلة التي غالبا ما تجري رياحها عكس ما يشتهي مغامريها مؤلم وفي الكثير من الأحيان ينتهي بمأساة ومعاناة إنسانية, إذ أن الكثير يدخل الأراضي الأوروبية بطريقة غير شرعية وبدون أوراق ثبوتية ويفشلون في العثور على أندية تتيح لهم فرصة إبراز مواهبهم ناهيك عن تشردهم وابتعادهم عن عائلاتهم ومجتمعاتهم.



ويكون الصراع والعذاب النفسي أكبر من أن يتصوروه لحظة إبحارهم إلى عالم المجهول, العالم الذي آمنوا وحلموا به وتعرفوا عليه عبر شاشة براقة لا يمكنها أن تنقل خفايا ومشقات ما قد ينتظرهم في الضفة المقابلة لعالمهم.



وفي ظل هذه المعاناة المتفاقمة وجد الكثير من التجار أصحاب الضمائر الميتة فرصة هرعوا لتلقفها وجني أرباح وثروات طائلة من خلال المتاجرة بالمواهب الصاعدة في القارة السمراء, فانتشرت الأسواق السوداء التي استقدمت أطفال تصل أعمارهم إلى 13 و 14 سنة من خلال وعود خرافية.



وللحد من انتشار هذه الآفة التي أغرقت سوق كرة القدم الأوروبية بأطفال أفريقيا الذين عانوا الابتزاز عن طريق من استقدمهم وقساوة مجتمعات لا ترحم ولا تفرق بين طفل ومصلحة آنية, سارع الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (uefa) لتسليط الضوء على هذه المشكلة التي سماها (العبودية الحديثة) ومعالجتها من خلال لجان قانونية في الإتحاد الأوروبي والشرطة التي يتوجب عليها مكافحة المنظمات التي تعمل في مجال هذه التجارة الممنوعة.



هذا وتعمل اللجنة التنفيذية في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى جانب مكاتب الهجرة والقوى الأمنية وأصدرت في سياق معالجة الوضع القائم عدة قوانين حرمت بموجبها أندية كرة القدم الأوروبية في مختلف الدوريات والدرجات التعاقد أو استقدام لاعبين بدون أوراق شرعية أو عن طريق مكاتب وعملاء لا يخضعون لمراقبة الدولة أو قوانين الإتحاد الأوروبي المرعية الإجراء.



ومن السهل جدا في مثل هذه الحالات إلقاء اللوم على جهة معينة لرفع المسؤولية عن الذات, ففي الحقيقة أن الجميع وبدون استثناء متورطون في هذه الهجرة الوحشية التي تدور رحاها في القرن الواحد والعشرين, فالجميع يشارك في هذه الجريمة ضد الإنسانية ابتداء من اللاعبين الأفريقيين القدامى في الدوريات الأوروبية وعملائهم في القارة السمراء, إلى جانبهم وفي الكواليس تقف بعض الأندية ومدارس كرة القدم التي تمول تجارة العبودية الحديثة, وتتمثل هذه المافيا أيضا بالمدربين الأوروبيين السابقين الذين عملوا في أفريقيا.



وقد عمد الكثير من الممولين الأوروبيين إلى فتح مدارس كروية في جميع أنحاء أفريقيا تعمل على إعداد اللاعبين واكتشاف المواهب الفذة, وفي المقابل تقدم هذه المدارس وجبات طعام مجانية وابتداء من عمر الثالثة عشرة تبدأ هذه المدارس ببيع هؤلاء الأطفال لجهات معينة في مختلف أندية أوروبا مقابل أموال طائلة في حين أنهم لم يتكبدوا العناء الكبير في سبيل تنشئة هؤلاء الأطفال.



أما موقف الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فكان حازما في هذا الأمر وأطلق برنامجا يتزامن مع تحضيرات جنوب أفريقيا لاستضافة كأس العالم عام 2010 يدعى "الفوز في أفريقيا ومع أفريقيا", ويهدف هذا البرنامج إلى دعم البطولات الأفريقية المحلية من خلال دعم الأندية ماديا وإنشاء الملاعب العشبية وتجهيز الكوادر البشرية من أجل تنظيم أفضل, كما شمل هذا البرنامج تطوير الطب الرياضي في أفريقيا التي تدعمه مؤسسة نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا ومؤسسة بيل كلينتون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة. وفي الحقيقة فإن الوجه الآخر من الاحتراف في الملاعب الأوروبية لن يتوقف ما لم يطرق الاحتراف باب الأندية الأفريقية وتصبح الدوريات في هذه القارة التي لطالما صدّرت نجومها قبلة وهدفا لأبنائها يتألقون في سمائها ويحققون الإنجازات مع منتخباتهم, وفي هذا تكون كرة القدم الأفريقية المتألقة ضمانة حقيقية لبقاء أولاد وشباب هذه القارة المبدعة في مجتمعاتهم وبين عائلاتهم وبديلا لرحلة تكون بدايتها حلما ورديا ونهايتها مأساة إنسانية لا يحمد عقباها.




koky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس