منتديات داونلودز2

منتديات داونلودز2 (http://www.downloadiz2.com/forums/index.php)
-   أرشيف المحذوفات (http://www.downloadiz2.com/forums/f26.html)
-   -   الإصابات تشعل ثورة بين الأندية والاتحادات (http://www.downloadiz2.com/forums/t1737.html)

dodo_man 10-19-2006 05:50 PM

يخفى على أحد أن كرة القدم بشقها الدولي كانت في منافسة مباشرة مع الشق الآخر المتمثل بنشاطات النوادي، وتحولت هذه المزاحمة في فترة من الفترات إلى عداء حقيقي مرده شعور الأندية المالكة لعقود اللاعبين الدوليين بما يشبه الاستغلال لمواردها.



ولطالما اشتكت الأندية من تجاهل الاتحادات الوطنية والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" التنسيق معها في مناسبات عدة، إذ رغم تحملها تكاليف أجور اللاعبين وقفت عاجزة عن منعهم من الالتحاق بمنتخبات بلدانهم التي تطوف غالبيتها العالم طوال الموسم، مما يلحق الإرهاق بهؤلاء أو يعيدهم مثقلين بالإصابة التي تبعدهم لفترات متفاوتة عن الملاعب وسط تحمل النوادي كلفة علاجهم ومواصلة تأمين أجورهم من دون الاستفادة من خدماتهم، الأمر الذي يؤثر عليها ماديا وفنيا.



ومعلوم أن كرة القدم الحديثة باتت تعتمد على وفرة العملة التي تؤمنها عبر استقدام النجوم الدوليين أصحاب الشأن الرفيع الذين يترجمون الطموحات إلى نجاحات وبالتالي إلى زيادة العائدات المالية، لكن هذه الأندية لم تتقبل يوما تعرض أحد لاعبيها الأساسيين للإصابة خلال تأديته واجبه الدولي، رغم إدراكها أن هذا الأمر جزء من اللعبة لا يمكن تحاشيه أبدا.



وبدا واضحا أن الأوضاع تفاقمت في الأسابيع القليلة الماضية وسط التصريحات النارية لمدربي النوادي والقيمين عليها حتى ظهرت بوادر أزمة مرتقبة مفادها تهديد الأندية بمقاضاة الاتحادات الوطنية والقارية إضافة إلى "الفيفا" لاستعادة ما اعتبرته حقوقا مهدورة.



وقص المدرب البرتغالي لفريق تشلسي الإنكليزي جوزيه مورينيو شريط افتتاح دورة صراع أخرى بين الأندية والاتحادات عندما شن حملة شعواء على مدرب منتخب فرنسا ريمون دومينيك متهما إياه بمعاملة لاعب الوسط كلود ماكيليلي "كما لو كان عبدا"، وإجبار الأخير على الالتحاق بالمنتخب المثلث الألوان رغم نيته الاعتزال دوليا.



وإذ كان مورينيو في عداء شبه دائم مع مدرب الغريم آرسنال الفرنسي آرسين فينغر، فإنهما التقيا على الخط عينه عندما صعد الأخير من لهجة الهجوم على مدربي المنتخبات مشبها إياهم بسارقي السيارات "الذين يأخذون سيارتك عنوة ثم يرمونها مهشمة إلى جانب الطريق بعد نفاذ الوقود منها، فيما يحتم عليك تحمل تكاليف إصلاحها قبل أن يعيدوا الكرة مرة بعد أخرى".



وبعيدا عن إنكلترا برز موقف أتليتيكو مدريد الإسباني الذي انضم إلى قافلة المعارضين إثر إصابة لاعبه الأرجنتيني ماكسي رودريغيز خلال مباراة منتخب بلاده الودية مع نظيره الإسباني وابتعاده لفترة طويلة، مما دفع ناديه إلى الاتجاه نحو المطالبة بتعويضات كونه سيخسر الكثير ماديا وفنيا، إذ سبق أن ضاعف راتب اللاعب بعد تألقه في نهائيات كأس العالم.



"استخدام اللاعبين" هي العبارة التي أطلقتها الأندية المتضررة لشرح معاناتها وإظهار الاتحادات بشكل وحش ضار بعدما كانت هي نفسها قبل "قانون بوسمان" الشهير (أعطى القانون اللاعبين الحرية في اختيار وجهتهم المستقبلية بعد انتهاء عقودهم) الجلاد الذي يتربص باللاعبين، مصرة على المضي في معركتها لمنحها الحق في المطالبة بتعويضات حتى من "الفيفا" نفسه في حال إصابة أحد لاعبيها أثناء تواجده مع منتخب بلاده.



ويبرز توجه خفي مفاده أن مجموعة الـ14 التي تضم أبرز وأغنى الأندية الأوروبية على الإطلاق، أوعزت إلى وسائل الإعلام تسليط الضوء على قضية الخسائر التي ستلحق بنيوكاسل يونايتد جراء غياب نجمه مايكل أوين 9 أشهر إثر إصابته مع إنكلترا في المونديال، وذلك لمساندة النادي الإنكليزي الذي قرر رفع القضية أمام المحاكم الأوروبية العليا.



ويحظى نيوكاسل بدعم المجموعة رغم عدم انتسابه إليها، إلا أن الأخيرة وجدت في القضية ورقة ضغط مهمة بالنظر إلى حجم نجومية أوين التي قد تكون عاملا حاسما بعد فشلها في التوصل إلى نتيجة ايجابية بمساندتها نادي شارل روا البلجيكي الذي سبق أن رفع دعوى قضائية بحق "الفيفا" لإصابة لاعبه المغربي عبد المجيد أولمرس خلال مشاركته منتخب بلاده في مباراة ودية أمام بوركينا فاسو في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، مما قلص حسب قوله حظوظه في المنافسة على لقب الدوري البلجيكي وكبده خسائر مالية جمة.



وربما اجتمعت الاتحادات خفية أيضا لمعالجة الأزمة قبل تفاقمها وانعكاسها سلبا على تطلعاتها المستقبلية، إذ تردد أن الاتحاد الإنكليزي أبدى استعداده لتحمل نصف الأجر المدفوع إلى أوين لمدة سنة، إلا أن نيوكاسل ادعى أنه رزح تحت دين مقداره 20 مليون جنيه إسترليني لاستقدام أوين من دون الاستفادة من خدماته، وأضيف إليهم 10 ملايين أخرى لتعويض غيابه عبر التعاقد مع النيجيري أوبافيمي مارتينز، لذا جاء رفضه للعرض واتجاهه لرفع القضية إلى المحكمة الأوروبية في بلجيكا حيث أبصر "قانون بوسمان" النور ليغير وجه اللعبة.



وفي موازاة ولادة تيار يدعو الأندية إلى تناسي ما اعتبر قضية خاسرة لأنه يمكن للدفاع المجاهرة بأن كرة القدم لعبة جماعية وغياب لاعب معين لا يمكن أن يؤثر جذريا على مسيرة الفريق، كانت هناك دعوة لإيجاد الحلول الشافية عبر اقتراح دفع الاتحادات الوطنية نصف أجر اللاعب خلال مشاركته مع منتخبه الوطني وتحمل كافة التكاليف في حال إصابته معه.



لكن هذه الدعوة بقيت غير منطقية نسبيا لأنه لا يمكن حتما لكثير من الاتحادات العالمية وخصوصا الأفريقية منها تحمل نفقات نجومها المنتشرين بكثرة في النوادي الأوروبية الكبرى ويتقاضون أعلى الأجور، إذ سيجد الإفلاس طريقه إليها بسرعة هائلة كون الواقعة لا تستطيع تحملها حتى شركات التأمين التي مهما بلغ شأنها لن تكون قادرة على تغطية كلفة أجر مرتفع للاعب في مستوى أوين مثلا لمدة طويلة.



وأيا يكن من أمر، فإن اتجاه الاتحادات إلى رفع سقف التحدي بمقاضاة الأندية في حال إصابة أحد لاعبيها الدوليين على أبواب بطولة دولية مهمة مما سيحرم منتخب بلاده من خدماته، فإن الاتجاه الآخر يصب ناحية تهدئة الأوضاع وإيجاد حل جذري ودائم للمعضلة بتوافق الأطراف كافة، لكن مما لا شك فيه أنه إذا ما قدر لنيوكاسل أو شارل روا إقناع المحكمة الأوروبية أن للقضية جوهر وأساس فإن وجه كرة القدم لن يكون أبدا مشابها لما هو عليه الآن.


الساعة الآن 12:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Security team