القاهرة - من محمد ابراهيم ومصطفى أبوهارون: كشفت تقارير أممية حديثة عن تفاقم حالات الاصابة بالايدز في عدد كبير من الدول العربية في السنوات الاخيرة وقدرت متوسط عدد الاصابات الجديدة بفيروس الايدز في المنطقة العربية خلال العام 2005 بما يزيد على 67 ألف حالة، كما وصل في بعض التقديرات الاخرى الى ما يقرب من 200 ألف اصابة بما يضع المنطقة العربية في المرتبة الثانية فقط من حيث الارتفاع في معدل الاصابات الجديدة بعد أوروبا الشرقية.
وتشير التقديرات التي طرحت أمس أمام المنتدى الاقليمي الثاني للقادة المدنيين للتجاوب مع الايدز الذي يعقد في القاهرة ويستمر اربعة أيام، وبمشاركة أكثر من 300 من القادة الدينيين من 20 دولة عربية، الى أن المنطقة العربية تعتبر واحدة من أكثر المناطق ارتفاعا في معدلات الاصابة بفيروس الايدز على مستوى العالم نظرا لوجود عوامل تحفز على هذه الزيادة مثل الفقر والصراعات والتفاوت بين الجنسين، اذ يقدر أن كل عشر دقائق يصاب شخص بالفيروس في الدول العربية وتمثل النساء نصف العدد الكلي للمصابين. فضلا عن أن أكثر من 90 في المئة من الاشخاص المتعايشين مع الفيروس في الاقليم ليسوا على علم بوضعهم الطبي فضلا عن عدم توافر فرص الحصول على الدعم والعلاج لهم.
ومن جهته، أكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ضرورة التحرك لمواجهة انتشار مرض الايدز في المنطقة العربية وعدم تجنب هذه المشكلة، منبها الى وجود اعتقاد خاطئ بأن العالم العربي آمن من هذا المرض.
وحذر موسى، في كلمته أمس في افتتاح المنتدى، من امكانية ان «يكلف هذا الوباء وانتشاره في المنطقة نحو 35 في المئة من ناتجها المحلي خلال الربع المقبل من القرن الحالي».
ولفت الى أن هناك منظمات دولية « تحذر من خطورة عدم الانتباه لهذا المرض على عملية التنمية» موضحا ان «التقاليد الدينية الاسلامية والمسيحية في العالم العربي تساعد على التصدي لتهديد مرض الايدز وخصوصا في ظل أسواق العمل الدولية» مشيرا الى أن «تعاون الدين والعقل سويا يمكن أن يسهم في معالجة كثير من المشكلات ومن بينها قضية مكافحة الايدز».
وشدد موسى على أهمية «التوعية الدينية لجعل المجتمع يتعامل مع المرض كبشر يستحق العلاج» داعيا الى «التركيز على قطاع الشباب باعتباره الاكثر عرضة للانخراط في العلاقات شديدة الخطورة المسببة للايدز».
ومن جانبه، أكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على أهمية هذا المنتدى الذي يهدف الى تعزيز التعاون لمكافحة هذا المرض الخطير الذي انتشر في بلدان كثيرة», معتبرا أن «مكافحة مثل هذه الامراض الخطيرة «من الواجبات التي كلفنا بها الله للوقوف الى جانب الحق، فالله كتب على نفسه انه لايضيع أجر من أحسن عملا» مؤكدا على «أهمية تكاتف كل الجهات والتخصصات لمكافحة مرض الايدز».
واوضح طنطاوي ان «الاديان السماوية هدفها تعاون الانسان مع غيره سليما معافى في بدنه» ولفت الى «أهمية التعاون بين مختلف التخصصات لنشر نعمة الصحة» وشدد على « ان دعوات الرسول الكريم زاخرة بأن يرزقه الله بالصحة والعافية».
وقال منسق الكنيسة القبطية بمكافحة الايدز في مصر وممثل الكنيسة في الامم المتحدة الانبا بولس: «ان الاديان تهتم بالجسد مثلما تهتم بالروح» لافتا الى أن «مريض الايدز يحتاج الى الرعاية أكثر من الامراض الاخرى لانه مرفوض نظرا لانه قد يكون ذا سلوك خاطئ، مع أنه قد يكون بريئا، كما أن أكثر الفئات التي تحتاج الى المساعدة هي الفئات المريضة» مشيرا الى «وجود مرضى للقلب والسكر والضغط مسؤولين عن أمراضهم وتتم معاملتهم بالمعاملة نفسها للاشخاص العاديين، فلماذا يتم تمييز مرض الايدز؟» وحذر من «خطورة الصمت على انتشار مرض الايدز الذي يهدد حياة المرضى».
ومن جانبها، أكد الامين العام المساعد للامم المتحدة المدير الاقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي أمة العليم السوسوه أن وقف انتشار الايدز «هو الهدف السادس من أهداف الالفية الانمائية، ولكنه لا ينفصل عن الاهداف الاخرى بدءا بتخفيض الفقر في العالم ومرورا بنشر التعليم وانتهاء بتمكين المرأة من حقوقها».
11-19-2006, 09:34 PM
جديد مواضيع قسم القسم العام 
العرض العادي
