12-31-2006, 06:57 PM
|
#1 (permalink)
|
| | 
أرادها متزامنة مع نهاية العام, وكما لكل قصة نهاية يستحق ايميه جاكيه ،عنوان المجد الفرنسي الكروي, أن يكون ختام مشواره مع الكرة في فترة أعياد وسنة جديدة, على الأقل على المستوى الفرنسي, حيث أنه لا يمكن ذكر هذا الرجل سوى بكل خير لما قدمه لبلاده وللعالم من كرة قدم رائعة متحاملا في الفترة التي سبقت انجازاته على كل النقد والهجوم الذي تعرض له بصمت أثمر تسيد فرنسا العالم كرويا, أسكت من خلاله أبدا كل من أكثر التعرض وبقسوة لعمله قبل 12 تموز/يوليو 1998.
وهكذا أراد القدير الفرنسي, الذي خلد فرنسا في سجل الفائزين في المونديال الكروي, أن يبتعد نهائيا عن عالم كرة القدم واضعا حدا لمسيرة غنية بالكؤوس والانجازات, كلاعب ومدرب, توجها بالأسمى عام 1998.
دون ريب قرار جاكيه كان صعبا جدا بعد مسيرة حافلة امتدت لستة وأربعين عاما عاصر فيها كل ما يمكن لعامل في المجال الكروي أن يمر به من لاعب إلى مساعد مدرب إلى مدرب وصولا لمدير فني ومشرف عام, مقدما مثالا يحتذى لكل من يتلهف وراء المجد والانتصارات بين ليلة وضحاها, أن الكفاءة المجبولة بالخبرة والصقل على مدى السنين هي الوحيدة الكفيلة بحصد النجاح, دون إغفال عراقيل و سقطات واردة وطبيعية تكون حافزا للنهوض وليس العكس.
الجميع يتذكر كيف كانت تنهال الانتقادات اللاذعة على جاكيه, الذي انتقم بالعمل وحده من جميع من شكوا في قدراته وأسلوب عمله, وذلك بخطة أوصلت فريق فشل في التأهل إلى مونديال 1994, إلى القمة, طبعا مع توفر نوعية أسلحة كروية نادرة على رأسها النجم الأسطورة المعتزل زين الدين زيدان.
بدأ جاكيه, المولود في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1941, مسيرته كلاعب عام 1961 في سانت إتيان الفرنسي, شغل مركز قلب الدفاع, دون أن يتحلى بمميزات فنية كبيرة, لكنه اشتهر بالصلابة وبالتفاني والإخلاص لفريقه وزملائه في اللعب, وتمكن في تلك الفترة الذهبية لناديه من الفوز بخمس بطولات في الدوري وبثلاث مرات بكأس فرنسا.
بقي حيث بدأ لفترة اثني عشر عاما, انتقل بعدها ليدافع عن ألوان ليون لمدة ثلاث سنوات من 1973 لغاية 1976 دون أن يحقق نتائج كبيرة, فانتقل بعدها إلى التدريب حيث عمل في ليون فترة أربع سنوات من 1976 لغاية 1980, دون الفوز بألقاب مهمة, فكان الانتقال لبوردو لفترة تسع سنوات أحرز خلالها كمدير فني ثلاث مرات بطولة فرنسا ومرتين الكأس.
وتابع جاكيه توسيع تجربته الفرنسية فاستلم تدريب مونبيليه موسما واحدا عام 1989, ثم نانسي موسما واحدا أيضا عام 1990, وعرف عنه خلال كل السنوات التي عمل فيها مدربا إخلاصه وحبه الكبير للفرق التي أشرف عليها, حيث لم يكن بالمفهوم الاحترافي المعروف, مجرد مدرب يؤدي وظيفته, بل أشرف كأب على لاعبيه. لكن بالرغم من تفانيه, فإنه فشل في تحقيق شيء مع آخر ناديين دربهما أي مونبيليه ونانسي مما أبقاه في ظل جيرار أوييه مدرب فرنسا آنذاك, لغاية فشل منتخب الديوك في التأهل لمونديال 1994, بعد سقوط مفاجئ في مباراة حاسمة أمام الفريق الذهبي لبلغاريا بقيادة النجم ستويشكوف, في باريس بنتيجة 2-1, فكان التغيير الذي وصل بنتيجته جاكيه إلى استلام دفة القيادة لمنتخب بلاده, حيث قاده إلى نصر تاريخي في نهائي كأس العالم 1998 على البرازيل بنتيجة 3-صفر تاركا للفرنسيين ذكرى لا يمكن محو تميزها الخاص حتى لو نال الديوك المجد العالمي من جديد في البطولات القادمة.
|
| |
جديد مواضيع قسم أرشيف المحذوفات 
العرض العادي
